مَن قال: إن حماس، جزء من المشروع الفارسي
مَن قال: إن حماس،
جزء من المشروع الفارسي ، في المنطقة !؟
سامي رشيد
1) أسئلة لابدّ منها
· متى كانت حماس ، جزءاً من المشروع الفارسي ، في المنطقة ، ومتى صارت .. إذا كانت جزءاً منه ، أو صارت جزءاً منه !؟
· ما الذي يربط حماس ، بالنظام السوري ، الذي بات يدور في فلك المشروع الفارسي ! وذلك ؛ قبل أن يدور في هذا الفلك ، وبعد أن دار !؟
· ما الذي دفع حماس ، إلى اللجوء ، إلى النظام السوري ، الذي تعرفه جيداً !؟
· ما الذي دفع حماس ، إلى الارتباط بالنظام الإيراني ، إذا كانت ، حقاً ، مرتبطة به !؟
2) إجابات تفرض نفسها :
ثمّة إجابات واقعية ، عملية ، قائمة على الأرض ، تفرض نفسها ، على الفكر الإنساني العامّ ، وعلى الفكر السياسي ، خاصّة ! من أهمّها :
· حماس حركة سياسية جهادية ، عربية إسلامية سنّية .. تقارع احتلالاً شرساً ، واقعاً على بلادها !
· حماس مرتبطة ارتباطاً عضوياً قوياً ، بشعبها الفلسطيني ، في فلسطين ، وخارج فلسطين . وهو شعب مضطهَد منكوب ، تتآمر عليه قوى عالمية هائلة ، تحرص على سحقه وتدميره ، والقضاء عليه ، وعلى وطنه ، الذي يحتلّه الصهاينة ، بصورة غير مسبوقة ، في التاريخ البشري !
· انطلاقا من واقعها ، المؤلم المرير، تحتاج حماس ، إلى مساعدات ضخمة ، على كل صعيد ؛ مساعدات إنسانية وسياسية ، وأمنية وإعلامية !
· الدول العربية السنّية ، التي تربطها بحماس ، روابط الدم والدين والمذهب .. لا تقدّم لحماس ما تحتاجه ، ولا الحدّ الأدنى ممّا تحتاجه ، من المساعدات المطلوبة ، الملحّة، التي تفرضها عليها ، ضرورات الصراع المرير، على أرضها .. بل تفرضه ضرورات الحياة ، لشعبها ، الذي يتعرّض لإبادة منهجية منظّمة ! والمساعدات التي تصلها ، من بعض الدول العربية الشقيقة ، مقيّدة ـ على قلّتها ـ بقيود شتّى ، ومشروطة بشروط شتّى ، ومحاصرة بأنواع شتّى من الحصار!
· المبدا القائل : (عدوّ يحميني ، خير من أخ يأكلني ) ينطبق على حماس ، في ظروفها القاسية ، كما ينطبق على غيرها من البشر ! ولقد طبّقته دول عربية ، في مناسبات مختلفة .. فاستعانت بدول أجنبية ، بعضها ظاهر العداوة لأمّتها .. لتنقذها من إخوة لها ، من دمها ودينها ! فكيف إذا كانت الدولة التي تأكل حماس ، ليست من دمها ، ولا من دينها .. وجاءتها دولة ، ترى أنها من دينها ، وعرضت عليها مساعدات تنقذها من الهلاك !؟
· ما الذي يمنع الأشقّاء العرب ، الحريصين على بقاء حماس في الدائرة العربية ، وعلى إبعادها عن المشروع الفارسي .. ما الذي يمنعهم ، من تقديم المساعدات لحماس ، في الحدود التي تغنيها عن مساعدة إيران !؟
· إذا كانت لإيران مصالح ، توسّعية امبراطورية ، في المنطقة العربية .. وتَعدّ حماس ورقة من الأوراق ، التي تساعدها في تحقيق مشروعها الإمبراطوري ، المتمدّد على حساب الأمّة العربية ، حكّاماً وشعوباً وأوطاناً .. وتتاجر بالقضية الفلسطينية ، لكسب تعاطف الشعوب الإسلامية ..! أفلا تقتضي السياسة الحكيمة ، تعويض حماس عن مساعدات إيران ، وإغناءها بمساعدات الأشقّاء ، عن مساعدات الغرباء ، انطلاقاً من أواصر الدم والدين ، والمذهب والسياسة ، وحسابات المستقبل الغامض ، المهدّد بالضياع ؛ مستقبل الأمّة كلها ، بسائر أجيالها القادمة .. فضلاً عن ضياع الحاضر، المهدّد ، بدوره ، من قبل الزحف الفارسي ، المتسارع بقوّة غير عادية ، ويرى آثاره الإنسان العادي البسيط ، بلْهَ السياسي الذكي ، الحريص على وطنه وشعبه ، وكرسيّه، إذا كان من أصحاب الكراسي !؟
· هل تعَدّ كلفة دعم حماس ، الآن ، سياسياً وإنسانياً .. أكبر، أم كلفة تركِها ، بين يدي المشروع الإمبراطوري الفارسي ، الذي يتاجر بقضيّتها ، للهيمنة على المنطقة برمّتها، بعد سنوات قليلة ، واضحة أبعادها للعيان !؟