بدّك أولاد واللاّ بنات وكم أعمارهن

بدّك أولاد واللاّ بنات وكم أعمارهن

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

في فترة منتصف الثمانينات والتسعينات من عهد المقبور حافظ أسد ، بعد قمع هذا المُجرم حركة الاحتجاجات الشعبية والنقابية بشلّلات من الدماء ، وبعد ارتكابه لمئات المجازر الجماعية وتدميره للمدن فوق ساكنيها وأشهرها مدينة حماة الشهيدة ، أطلق هذا السفّاح بعد ذلك حملة فساد وإفساد مكشوفة على كل الصعد لاسيما على الصعيد الأخلاقي والفطري، فقام بحملته المشهورة بخلع حجاب المسلمات المؤمنات المُحصنات في الشوارع وبقوّة السلاح ، ثمّ أعقبها بحملة لمنع دخولهن إلى الجامعات والوظائف ، إلى تقوية البث للقنوات الإباحية ، إلى جلب الفتيات الغير بالغات والبالغات سوريات وغير سوريات لتملئه الفنادق والشقق المفروشة ، وعرضهن للرزيلة لإفساد الناس وكسلعة تباع وتُشترى مع الاعتداء عليهن إن رفضن تنفيذ الأوامر بما عُرف بالاتجار بالجنس الرقيق الذي اُشتهرت به سورية منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا ، والذي تطوّر على عهد الابن ، ليُضاف إليه مواخير المتعة الجنسية في حُسينيات بني فارس ، والذي تكلمت عنه وعن هذه التجارة الخسيسة  مُنظمات حقوقية وإنسانية عربية ودولية، ولكن الأغرب من ذلك مارواه لي العديد من الزائرين في تلك الفترة ، عند قدوم السائح أو أصحاب المال والنفوذ بسورية ،ما يُعرض عليهم من باب المطار إلى الوصول إلى الفندق البنات والأعمار التي يختارونها ، والأولاد والعمر الذي يريدونه ، ليُمارسوا معهم الجنس والفاحشة )

قد يكون الموضوع غريباً على مسامعنا وعلى أي قادم لبلادنا ومُستهجناً ، ولكنك عندما تسمع المزيد ، فإنك حينها تعلم أنّ ذلك كان بتوجيه من القائد الخالد بائع الجولان  ، الصنديد المُقدام، عندما كان يستغرب بعض القادمين من الوقاحة والجرأة في الطرح وعلى العلن في الشوارع والطُرقات، مُستفسرين عن ذلك عن طريق اللمز حيناً والغمز أحيانا ، والسؤال بالصراحة إذا ما تمت الثقّة بين السائل والمسئول ، عمن يقف وراء انتشار هذا النموذج الذي تعفّه النفوس ، وتأباه الفطرة السليمة ، فالجميع يُجيب وعلى قولة واحدة إنها القيادة السياسية والتعليمات من الجهات الُعليا لنشر الرذائل للانتقام من هذا الشعب لإذلاله في أعزّ مايملك ، وإخضاعه بهذه الطُرق الخسيسة ، ولا أعتقد ممن سيقرأ مقالتي هذه إلاّ التعليق عليها ، وإمدادنا بالمزيد من الأمثلة التي يصعب حصرها ، والتي أتمنى سردها على من يملك المعلومات ، لنُسجّل للتاريخ بما فعلته يد الغدر للسلطة الحاكمة في سورية ، وعسى أن نتوصل إلى مُحاكمتهم في القريب العاجل لينالوا عقاب شرّ أعمالهم

وللعلم إن مثل هذه الموبقات هي ممنوعة على كل مساحة الأرض قاطبة قانونا ودستوراً ، وحتى في البلاد الإباحية فإنهم لا يُجوزون ذلك إلا لمن تجاوز العشرين سنة وعن رضى وإقناع ، بينما في سورية وطوال هذه السنين ، فإن المُستهدف وعلى العلن بنات لم يبلغو الُحلم ، وبنات لم يبلغوا السن القانونية بقصد الفساد والإفساد وإضاعة الناس ، والأنكى من ذلك إدخال الأولاد لممارسة الجنس معهم والرذائل  ، فهل سمعتم عن جرائم كمثل في أي بقعة في الأرض من هذه الفضاء  بأجمعه ، وقوننة الجرائم فيه بدءاً ببيع الجولان ، مروراً بقانون العار والعهر 49 الذي يحكم على مُنتسبي الإخوان المسلمين بالإعدام ، وحتى رفض القبول لمن تراجع عن الانتساب  ، إلى التشريع الغير المُعلن بممارسة الفاحشة بالأولاد والبنات دون السن القانونية ليُعمل فيهم الفاحشة ، ويالهول ما يُفعل بهم بعد ذلك ، ولقد عرفت أن من بين هؤلاء من لقي حتفه عبر الممارسة اللا أخلاقية واللا إنسانية ، ومن يُريد الشُهود على ما أقول فإنهم بين يدي ، ولتُفتح المحاكم ونأتي بهم جميعاً وليقل القضاء المستقل كلمته الأخيرة في كل هذه المشاهد ، التي لم تنتهي إلى يومنا هذا ، حيث اشتكى لي الكثير ممن ينزلون لسورية في تجارة أو سياحة ، واحدهم معه زوجته ، حيث تطرُق عليهم الفتيات من كل الأعمار الباب ، عارضات أنفسهنّ عليهم  جهاراً نهاراً وبوضح النهار ، فيا للخزي والعار لما يُريده الطُغاة أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء الوطن

، وأخيرً : لنتصور المشهد جميعاً ودناءته وعُهره ، وخروجه عن ابسط مبادئ الحياة الشريفة والكريمة والشعور بالمسؤولية ، بعد أن جال الظالمون وأوغلوا في إذلال شعبنا وإفقاره وقمعه ، حتى صار أكثر من ثُلثيه دون خط الفقر ، وبعد أن شردوا الملايين منه قسراً ، ولنستمع جميعاً لكل من زار سورية وتحدّث عمّا رآه فيها من المآسي ، والتي كلمني فيها احدهم يا أصحاب النخوة والضمير والشرف ، عندما عرضت عليه فتاة في سن العاشرة من عُمرها نفسها عليه ، فقال لها هارباً منها لكنك صغيرة فقالت : إذاً آتيك بأمّي في محطة الباصات ، وعلى الشوارع وبالعلن ، فماذا عساني أن أقول بعد ذلك ، وبعد هذا التشجيع العلني على البغاء ، لك الله ياسورية ،لك الله ياوطني ،  وهيّا لنستنهض الهمم ، ولنعمل بيد واحدة لإزالة هذا الكابوس ، فمن يرضى لابنه أو ابنته أن يكون الضحيّة ، فكيف نرضاه لشعبنا الحبيب