قد آن لك آن تخلع عمامتك

إلى مفتي سوريا :

"قد آن لك آن تخلع عمامتك.. وتترجل عن عمالتك"

أروى عبد العزيز

كاتبة سورية .. مغتربة

[email protected]

.. لم تكن الفتوى التي صرَّح بها مفتي سوريا ” أحمد حسون ” .. ” بأن حضور القمة العربية في دمشق ..

فرضُ عينٍ على كل حاكم عربي .. واعتبر أن تخلف أي منهم .. أي من الحكام العرب .. بلا عذرٍ صحي .. يلحقه إثمٌ على حد قوله ..

كما عَبرَّ بعدم جوازِ إرسال أي حاكم ٍمن يمًثلهُ .. لأنَّ الأمةَ العربية هي بحاجة إلى لقائهم اليوم ..

لأنَّ هذا اللقاء كما يقول يدفع عن الأمة الضرر” ..

هذه الفتوى لم تكن ُمفجعة .. بقدرِ ما كانت سخيفةًً ومضحكة .. فمنذُ متى وسوريا ُيحَكَّمُ فيها شرعُ الله ..

ومنذ متى و” الطائفة العلوية ” .. تعرفُ معنى الحلال والحرام .. ؟!

كان الأجدر بك يا ” مفتي سوريا “  .. عفواً .. يا ” مفتي الأسد ” .. بدل أن تُقَبِّلَ أعتاب سلطانكَ كل يوم ..

وتمُرِّغَ لحيتك على بلاطه .. أن تتذكر ” وكلمة حق عند سلطان جائر ” ..

فسلطانك جائر .. ومجرم .. ولقد استَّخفَّ بكَ وبقومك .. فأطعتموه .. بل وصرتم تصدرون الفتاوى بأمره ..

كان الأجدرُ بك .. أن تُصدر فتوى .. ضدَّ هذا السلطان وحاشيته التي عاثت فساداً قي سوريا .. ؟!

ُتحرِّمُ فيها سجن الأبرياء الذين يقبعون في سجن سلطانك منذ ثلاثين عاماً ..

بل قلها ولو لمرةٍ واحدة ٍودون خوفٍ .. أو وجلٍ .. أنَّ رجوعَ المُشردين إلى وطنهم سوريا .. هو ” فرض عين “..

و ” آثم من يحرمهم منها ” .. بل وآثم من يَكبِتُ الحُريَّات .. ويستبيحُ الأعراض ..

ويسرقُ الأموال .. بينما الشعب يموتُ شبابه بطالة .. وفقراً ..

لقد سَكنَ الخوف في كل ذرةٍ من أجسادكم .. وَخَيَّمَ الجبنُ والذُل عليكم ..

فلم تَعدْ تَبصر أعينكَم .. سوى ” سَوْطَ ” السلطان .. و ” أقدام ” .. السلطان .. ؟!

فها أنتم تتذللون عند أقدامه .. تُطأطئون الرأس خشيةَ إن رفعتموه .. ونطقتم بما لا يرضاه .. فيصيبكم سَوطه اللاذع .. ؟!

إنها لغةُ الاستبداد والظلم .. التي ألفتموها منذ زمنٍ بعيد .. ولن تجيدوا غيرها .. ؟!

لنرى .. ما الذي سيتمخض عن ” قمة دمشق ” القادمة .. التي هي بمثابة ” فرض عين “  بالنسبة لك ولسلطانك ..

وإلى ذلك الحين أقولها لك .. وبكل صراحة :

 يا ” مفتي سوريا ” .. قد أن لك أن تترجل عن عمالتك .. ؟!