المطلوب توفير حماية دولية للقدس فوراً
د. هاني العقاد
بتصعيدها وتهويدها واستيطانها والسماح لمتطرفيها انتهاك وتدنيس باحات المسجد الاقصى رسمت اسرائيل خط المواجهة مع الفلسطينيين والعالم الاسلامي , وارسلت رسالة لكل فلسطينيي وعربي أن اسرائيل ماضية في مخطط الاستيلاء على القدس وتقسيم المسجد الاقصى دون أي اعتبارات او حسابات . مع هذا بات مؤكدا أن مركز المواجهة ستكون القدس وأصبح مؤكدا أن المعركة تبدا الان من القدس وتنتهي في القدس لان ما يجري لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن لأي فلسطيني أن يتجاهل تلك الحرب التي تستهدف العقيدة الاسلامية اولا ,وتستهدف العمق الاسلامي والفلسطيني وتستهدف الدولة الفلسطينية ومستقبلها من خلال استهداف المواطن الفلسطيني وعناصر بقاء على قيد الحياه بالقدس ثانيا ,وبالتالي تستهدف طموح العالم في حل الصراع وإنهائه على اساس حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة وموازية لإسرائيل , فإذا اراد العالم أن يحافظ على طموحه و يحققه بات عليه أن يوقف تصعيد اسرائيل الخطير ويحمي اسس حل الصراع ونشر الامن والاستقرار . يحاول مجلس الامن خلال جلسة طارئة له بطلب من الاردن بصفته العضو العربي المؤقت بحث الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى والقدس الشرقية بالاقتحام والانتهاك والاستيطان المبرمج والذي كان اخرة الاعلان عن بناء اكثر من 1000 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والتعدي على المواطنين المقدسين وممتلكاتهم في محاولة لتفريغ المدينة من عمقها العربي والاسلامي , واستمع الجميع لبيانات الاعضاء الخمس عشرة بالمجلس وجميعهم اكدوا وعبروا عن قلقهم الكبير ازاء التصعيد الاسرائيلي وبالأخص الاعتداءات على المصلين ومنع العبادة مما يؤجج الصراع ويحوله الى صراع ديني , وقد يتجرا المجلس لاتخاذ قرارات تدين الاعمال الاسرائيلية وتدعو اسرائيل للعودة عنها وتطالب بفتح المسجد الأقصى امام الفلسطينيين وتخفيض حالة التوتر في المدينة المقدسة , لكن هذا ليس ما يحقق الامن والسلام والاستقرار في القدس ويحفظ المدينة المقدسة من النهب والسرقة والتهويد , لقد بتنا في حاجة الى قرار يرسل قوات دولية مؤقتة الى القدس لحمايتها من التهويد ويحفظ فلسطينيتها واسلاميتها من العبث الإسرائيلي و يبعد شبح فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الأقصى الذي بدأت بوادره بعدما اغلقت اسرائيل المسجد الاقصى في وجه المصلين و لم يؤدي صلاة الظهر فيه سوي عشرة مصلين في اول حالة من العام 1967 .إن نجح مجلس الامن اليوم في اصدار قرار باعتبار كل التغيرات التي حدثت بالقدس بعد العام 1967 لاغية وغير شرعية على غرار المجلس التنفيذي لليونسكو فإن هذا ايضا من شأنه أن يساهم لو بالقليل في حفظ الحقوق التاريخية للمسلمين والمسيحيين بالقدس ,لكن ليس كافيا فلا بد للمجلس أن يلوح بعقوبات ضد اسرائيل أن استمرت في مخططاتها العنصرية التهويدية الاستيطانية , والمستبعد اليوم أن تصغي حكومة اسرائيل التي يقودها رأس التطرف والتمييز العنصري والاضطهاد الديني ضد المسلمين لنصائح المجتمع الدولي دون قوة تجعل من تلك النصائح قرارات ملزمة تنفذ رغما عن رغبة اسرائيل وغير ذلك فلا يمكن أن تبقي القدس أمنة دون توفير حماية دولية كفيلة بعدم تحول الصراع الى ديني في القدس وتصبح ساحة مواجهة حقيقية وبالتالي تبدء عمليات مقاومة دون تحديد لنوع وشكل تلك العمليات التي سينفذها الفلسطينيين مدافعين عن شرفهم وشرف اسلامهم وممتلكاتهم الاسلامية والمسيحية ليقوموا هم بحماية مدينتهم من كل اشكال التهويد, واقول أن على مجلس الامن الاسراع في اقرار قوات حماية دولية للمدينة المقدسة لان الفلسطينيين لن ينتظروا حتى يتحرك المجتمع الدولي بجدية ويوفر الحماية الدولية المطلوبة التي تحفظ التاريخ العربي الاسلامي في القدس وتحفظ مدينة الانبياء من العمل العنصري الإسرائيلي المبرمج وتحفظ الأقصى من التقسيم بل وتوقف جماح الجماعات الاسرائيلية اليهودية المتطرفة من تنفيذ وعودهم وتهديداتهم .أنه خط المواجهة الذي رسمته اسرائيل بتطرفها وعنصريتها وحمقها أمام الفلسطينيين لتكون بذلك القدس ساحة المعارك وساحة الصراع الاول , ومع هذا الخط على اسرائيل أن تتوقع ما لا تتوقعه وتستعد لمعركة طويلة تطال كل شيء ومعها تكون المواجهة مفتوحة وشاملة قد تصل في ذروتها لان تصل النار الى كل بيت إسرائيلي و يصل الحجر الفلسطيني رأس كل اسرائيلي متطرف لا يقبل بالعيش مع الفلسطينيين على أساس دولتين ويحاول تنفيذ مخطط عنصري للاستيلاء على كل شيء بالقدس, يجب على مجلس الامن الاسراع في الغاء خط المواجه وينزع فتيل المعركة القادمة بالقدس وكامل الارض الفلسطينية ويرسم بدلا منه خط السلام وخط الامن والاستقرار في الاقليم انطلاقا من القدس والاراضي الفلسطينية , وبالتالي يوقف الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين ومدنهم التاريخية ومساجدهم وكنائسهم وقلاعهم واسوار مدنهم في كل يوم , ويستطيع العالم أن يوقف هذا التسارع الخطير نحو المواجهة الكبيرة التي ستطال كل شيء بتوفير الحماية لهذا الشعب الذي عاني كل موبقات الاحتلال بوقف الاحتلال وإعلان انتهائه وإعلان حماية الارض المحتلة من تلك الجرائم التي يمارسها الاحتلال دون خجل او احترام لإرادة هذا العالم.