بعد ذكرى ثورة آذار .. ماذا أقول

أروى عبد العزيز

[email protected]

.. بالطبع لدي الكثير لأقوله .. لذلك تَعمدتُّ أن أكتب عن ذكرى آذار بعد مرورها ..؟! هذه الذكرى التي لم يجني منها الشعب السوري .. سوى العذاب .. والتشريد .. إن لم يكن القتل من الوريد إلى الوريد ..؟! هذا الشعب الذي مازال يعيش ألم ثورةٍ كاذبةٍ .. صورها ُمريدوها بأنها ثورةٌ جلبتِ الحرية .. والاستقرار والأمان لسوريا .. ؟!

والحقيقة تقول غير ذلك ..؟!

والواقع أيضاً يقول ذلك ..؟!

 فثورةُ آذار .. منذ اندلعت .. ونحنُ نكوى بلهيبها ..

إذ تسللت " الطائفة العلوية " إلى الحكم .. عام 1970 م وسرت في مفاصل الدولة ..

 كما يسري الموت .. ومنذ ذلك الحين .. وحتى اليوم ..

والموت مازال قابعاً في سوريا .. استولى "حزب البعث" فقتل من قتل .. وسجن من سجن .. وعذَّب من عذَّب .. والباقي .. بين شريدٍ .. ومتخاذلٍ .. رضيَ بذلك الحكم  .. وعاش تحت نيران الاستبداد والظلم ..؟!

تحكَّمتِ " الطائفة العلوية " بسوريا .. وأحكمتها بقبضةٍ من حديد .. فشيَّدت تحت الأرض سجوناً .. ضمت أجسادَ الأبرياء .. ولا عجب حين ُنعيد قراءةَ الماضي .. لنجد أنَّ من هؤلاء .. قد تحول اسمه من قائمةِ المساجين .. إلى قائمةِ المفقودين .. بعد ُمضيِّ ثلاثين عاماً على مكوثه في سجن "حزب البعث" .. ؟!

أواه .. أي ظلمٍ هذا .. وأي استبداد ..؟!

ثلاثونُ عاماً .. ينسى فيه .. أهله .. وأقاربه ..؟!

إن لم يكن قد نسوه هم ..؟!

وكم سجلت صفحات التاريخ عن أناسٍ خرجوا من سجن الظلم والقهر .. لتكون النتيجة .. عدم التوازن في الشخصية .. بالإضافة لعدم القدرة على إدراك الكثير مما يحدث حولهم  ..؟!

وافتقادٌ للعاطفة التي تربطهم بكل من حوله ..؟!

باختصار .. يعانون من " أمراضٍ نفسية " مزمنة ..؟!

كيف لهؤلاء الطغاة أن يحكموا طيلة هذه السنوات .. ويتربعوا على عرش سوريا .. ؟!

.. أما الذين شردوا .. فمنهم من قضى نحبه .. دون أن يرى وطنه .. ويستظل بظله ولو لدقائق معدودة ..؟!

ومنهم من ينتظر أن يعيش هذه اللحظات .. ولو على حدود هذا الوطن ..

الذي يسمى وطناً .. ولكنه في الحقيقة .. مقبرةُ الأبرياء .. والسذَّج .. والمساكين ..؟! 

هذه هي ثورة آذار .. ولم تكن في الحقيقة سوى ناراً حارقة ..

أحرقت كل محبٍ وصادقٍ وغيورٍ على وطنه " سوريا " ..

ويبقى السؤال : متى ستنتهي هذه الثورة الوهمية .. ؟!

لا بد أنها ستنتهي يوماً .. ولكنها بحاجة لثورةٍ أقوى .. ثورةٌ تعيد النصابَ لأهله .. والوطن لأصحابه .. ويعود لكل ذي حق حقه ..؟!

ويعود المواطن السوري .. إلى حضن وطنه من جديد ..

.. "وليس ذلك على الله ببعيد" ..