سورية قدّمت نماذج متطورة في حقوق الإنسان

لا من تمّو ولا من كمّو:

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

" وقديماً قالوا إن كنت لا تستحي فاصنع ماشئت "               

 قديماً قالوا إن كنت لا تستحي فاصنع ماشئت وسنجد لهذه المقولة ما يبررها، فتعقيباً على وضع نظام بشار أسد ضمن اللائحة السوداء الأمريكية الأسوأ انتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم ،انبرى مُعاون وزير العدل السوري الذي كما يقول المثل "لامن تمّو ولا من كمّو" إلى التصريح الأوقح عبر التلفزيون السوري ، بأن سورية في عهد نظام سيده قّدمت نماذج متطورة في حقوق الإنسان السوري وكأنه أعمى البصر والبصيرة ولا يرى ولم يسمع عن المُحاكمات الأسبوعية التي تجري بحق أحرار سورية وشُرفاءها، بينما وزير الخارجية الجاهل وليد ومن معه من الأبواق قال حول الموضوع ، إن التقييم الأمريكي نابع من الاعتبارات السياسية وليس تقيماً موضوعياً ، ومن قبل قال نائب هذا الوزير المقداد ابن فرناس الفيصل البتّار : تعقيباً على طلب الإتحاد الأوربي بوقف المُحاكمات الجائرة وإطلاق المُعتقلين المُعارضين لنظام سيده الذين لُفقت لهم التهم السخيفة والمُستهجنة العفنة،إن الغرب وأمريكا يستخدمون حقوق الإنسان ذريعة للتدخل في شؤون الدول مما اُعتبره نظام بشّار رداً على إدانة الإتحاد الأُوربي وأمريكا بسبب اعتقال رموز إعلان دمشق المعارض والمُعارضين الآخرين ، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في سورية وممارسة التعذيب والجرائم بحق الإنسانية ،وكان قد طالب الإتحاد الأُوربي وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة سورية "بإطلاق سراح المعارضين المعتقلين فورا" واحترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان"

 وبالعودة إلى تصريح " لامن تمّو ولا من كمّو " معاون وزير العدل الذي لا أدري إن كان يدري بأبعاد مقولته أو علمه بما يجري في السجون والزنازين السورية التي من المفروض أن تكون تحت إشراف وزارته الذي من المؤكد لا يعلم عنهم شيئاً ولا يُريد أن يعلم  ، وليس تحت إشراف عصابات القتل والإرهاب التابعة لنظام القمع باسم الأمن والاستخبارات أو لا يدري ، وإن كان يدري فهي مصيبة وإن كان لا يدري فالمُصيبة أعظم ، والذي قال : أنّ سورية في عهد نظام سيده قّدمت نمازج متطورة في حقوق الإنسان السوري ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر لكثرتها ، اعتقال ومُحاكمة مُعظم العائدين من العراق الهاربين من مطحنة القتل والاستهداف التي حصدت منهم الكثير ، ولجوئهم إلى حضن الوطن بقصد الحماية ، فإذا بيد الغدر والحقد تعتقلهم تحت إطار قانون العار والعهر والجريمة 49لعام 1981 بدلاً من احتضانهم وتقديم الدعم اللازم لهم لمواساتهم في محنتهم كما تفعل كل الدول مع مواطنيها ، وتحكم عليهم بعشرات السنين ظُلماً وقهراً وخسّة ونذالة وإمعاناً في الإذلال ، ووزارة " لامن تمّو ولا من كمّو" تعلم أي شيء عن هذا الموضوع

 ومن أمثلة النماذج المتطورة في حقوق الإنسان لنظام بشاّر : المُحاكمات الجائرة للعشرات إسبوعياً  وبعشرات السنين لكل فرد منهم ، والتي حاكمت فيها حتى على الضمير وما تُخفي النفوس ، والشروع الناقص في الانتساب لتنظيم الإخوان المسلمين الوطني ، ولا ندري أيّ أسماء يخترع هذا  النظام مع الأيام القادمة لتبرير جرائمه والإيقاع بالنّاس ، فهو لا يُجيد إلا لغة الأذى والإضرار بالمواطنين ، وكان أخر ابتكاراته  مُحاكمة ما يزيد عن الخمسين كردياً ، جاءوا بهم إلى محكمة أمن الدولة الأكثر إجراماً وقهراً وسفكاً للدماء ، والأسوأ تاريخاً وشناعة وبشاعةً في الانتقام من العنصر الإنساني ؛ والتي سبقت محاكم التفتيش التي أُقيمت في العصور الوسطى ، لتُصدر الأحكام الجماعية بحقهم من قبل الحاكم الفرد العسكري الإرهابي المُعيّن من بشار أسد في مهزلة قضائية مكشوفة ؛ القصد منها لجم الناس وتكميم أفواههم وزرع الرعب في نفوس المواطنين، ولكن وبسبب القرار الأمريكي الإيجابي بهذا الخصوص الذي وضع  نظام بشار أسد ضمن اللائحة السوداء الأمريكية الأسوأ انتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم بكل صراحة حال دون إصدار الأحكام عليهم ، ونحن بهذا الصدد سنُشجع أيّ قرار يصدر عن أي دولة مُعترف بها لصالح حقوق شعبنا وأُمتنا بغض النظر عن خلافاتنا السياسة معه .

  ومن أمثلة النماذج المتطورة في حقوق الإنسان لنظام بشاّر :  اعتقالات مقاهي النت لمجرد اطلاع مُتصفحيها على المقالات والأخبار جرت عليهم المُحاكمات الجائرة ، وكذلك مُحاكمة الرموز السياسية من إعلان دمشق وربيعه ، وموقعي وثيقة إصلاح العلاقات اللبنانية السورية وغيرهم ، وأيضاً اعتداءاتهم وتحرشهم في النساء الأحرار كما فعلوا مع السيدة رُكانة حمّور ، ومُحاولتهم الأخيرة بالمساس بزوجة المناضل البنّي الصيدلانية أثناء زيارتها لرفيق دربها، وكذلك الاعتقالات والتعذيب الشديد لكل من انتقد السارق الأشهر الحرامي المُحترف رامي مخلوف محفظة بشار المالية ، والداعم والمُمول بأمر سيده بشار لكل المنظمات الإرهابية بدءاً بحزب الله إلى منظمة فتح الإسلام إلى عصابات الغدر والجريمة العاملة في لبنان التي تحصد سنوياً خيرة أبناء البلد ، وصولا إلى فرق الموت في العراق التي تنشر الموت والدمار في هذا البلد ، هذا عدا عن الاغتيالات لخيرة مُناضلينا وأهمهم حريري سورية الشيخ معشوق الخزنوي، وغيرها من الأمثلة التي سأُفرد لها المُجلدات عند فراغي للكتابة بهذا الموضوع

 

وقبل أن أختم وتعقيباً على قول أحد المواطنين السوريين " ليش تُعطوهم الفرصة "على تصريح المقداد ابن فرناس الفيصل البتّار عندما قال إن الغرب وأمريكا يستخدمون حقوق الإنسان ذريعة للتدخل في شؤون الدول ، والذي استشهد بامتناع الغرب عن التصويت على قرار أصدره مجلس حقوق الإنسان ضد انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان في غزّة فأقول : إنه من غير المُبرر الإستشهاد بأعمال إجرامية لأيٍّ كان لتبرير الأعمال المُشينة في هذا البلد أو ذاك ، وكُنت أتمنى مثلاً الاستشهاد في سويسرا وكيفة مُعاملة مواطنيها الرائعة ورفاهيتهم ، أو الإستشاد بفرنسا التي لاحقت رئيسها بتهمة فساد كُشفت أو يُعتقد وجودها قبل 25عام من استلامه السلطة ، بينما بشار وأسرته وآل مخلوف وغيرهم يعيثون في البلاد فساداً ودماراً ونهباً وتجويعاً للناس وإذلالاً لهم دون رقيب أو حسيب ، أو النظر إلى الكيان الصهيوني المُغتصب الذي يُقيم العدل على مواطنيه ، فيعزل رئيس دولته لمجرّد التحرّش ، ويُحاكم ابن رئيس وزراءه الذي خدمهم إلى أن دخل في الغيبوبة ولم ينفعه خدمة أباه من تجاوزه ، بينما في سورية لم يُفتح أيّ ملف فساد بحق الأسرة الحاكمة وحواشيها ، فرحل الدكتاتور السفّاح حافظ أسد الذي دمّر المُدن فوق ساكنيها حتى بلغت عدد ضحاياه عشرات الآلاف من القتلى ومثلهم من المُختفين داخل الزنازين الأسوأ في العالم ، وملايين المُهجرين ونهب البلاد من آل مخلوف دون توجيه أي اتهام ، لا بل أبقوا على صوره كرمز لبقاء الاستبداد والظلم والتقديس للمتأله الحاكم والطغيان، لا بل ذهب أحدهم إلى القول حول سرقات ابن مخلوف والمليارات التي نهبها ، بأنّ مُعظمها يُشغلّها في الداخل السوري بما يُسمّى عذر أقبح من ذنب وشرعنة الجريمة ، وبلاءٌ أعظم من المُصيبة ، ومنطقٌ يُشبه النظام المُجرم في مُبررات بقائه ، ومبررات سرقات ابن مخلوف ، بينما ثلاثة أرباع شعبنا يئن من جور الفقر والجوع والبأس ، وأرقام معُدّل الفقر بازدياد بين أعداد المواطنين

 وأخيراً : لايسعني إلا أن اُعبّر عن مدى الامتعاض من هذا النظام وهو يُشبه أعماله حيناً بما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين ، أو ينفي التهمة عن نفسه بالتشبه بالنظام العراقي البائد ، أو تشبيه سجونه بما كان يجري بأبو غريب أو غوانتناموا ، وكأن المقياس في المعايير بالإنتهاكات والمجرمين وليس بمكارم الأخلاق وفضائل النّاس ، كما قال فاروقنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " والله لو أنّ بقرةً عثرت في أرض العراق لخشيتُ أن يسألني الله عنها" فأين هؤلاء من هذا العملاق ، فتبّاً لهم ولبقائهم ، ومثل هذا النظام لايصلح معه إلاّ البتر وأيامه قليلة بإذن الله ، وإننا ماضون في طريقنا إلى أن تتحقق مصالح شعبنا في الحرية والإنعتاق من ربقة الظلم والعبودية ، وإنا غداً لناظره قريب ، وإنا مع الوعد الربّاني بنصرة الحق ، وذهاب المُبطلين إلى مزابل التاريخ وأعواد المشانق التي هي مصير كلّ قاتل مُجرم أفّاك أثيم.