ثورات سورية

ماجد زاهد الشيباني

الشعبية السلمية ،

الثلاث المتشابكة ..

الواجبة الآتية !

ماجد زاهد الشيباني

1)    

·        ثورة الجياع والمحرومين : الذين نهب آل أسد كل شيء منهم ، وتركوهم يلهثون وراء اللقمة ، التي صارت سراباً .. يطاردونها في كل شارع ، من شوارع مدنهم وقراهم ، فلايجدون أمامهم إلاّ الوهم والفاقة ، والجوع والبؤس ، وزبانية آل أسد الذين يخنقون أنفاسهم !

·        ثورة الوطنيين الأحرار: الذين تفقّدوا في بلادهم ، كل معنى من معاني الوطنية والإنسانية ، وكل قيمة من قيم الحقّ والخير والجمال ، والعدل والإنصاف .. فلم يجدوا من كل ذلك شيئاً ، تركه آل أسد دون أن يعبثوا به ! ووجدوا بدلاً من كل ماذكِر، القيمَ التي فرضها آل أسد على الناس ، وهي ذاتها القيم التي رضَعها آل أسد ، في محضنهم الأسدي النبيل ! وتتجلّى في الخيانة والغدر، والتآمر والمكر، والغش والخداع والرشوة ، والتنمّر على الضعيف ، والاستخذاء أمام القويّ ! وجدوا هذه القيم الأسدية ، مفروضة فرضاً ، على شعب يأباها ، ديناً وخلقاً ، ومروءة ، وأصالة ..! ويقاومها بكل ما لديه ،  من قدرة على المقاومة ، ممّا لم يستطع زبانية أسد ، انتزاعه من نفوس الأباة الأحرار.. أو القضاءَ عليه !

·        ثورة المقاومة الشعبية الوطنية ضدّ الاحتلالين : الفارسي الأجنبي ، والأسدي المحلّي ، الذي عبّد الطريق للفارسي ، ومهّد له السبل لاستعمار سورية ، بعد ستّين عاماً من طردها للاستعمار الفرنسي ، وتحرّرها منه !

وهذا الاحتلال (الاستعمار) تختلط فيه معانٍ شتّى ، وصور شتّى ، منها : المذهبي ، والسياسي ، والأمني ، والعسكري ، والاقتصادي ، والثقافي ..!

2)

 هذه الثورات الثلاث ، متداخلةً متشابكةً ، يرفد بعضها بعضاً ، ويدعم بعضها بعضاً .. أسبابها نابعة من مصدر واحد ، هو الاحتلال الأسدي ، الكريه المزمن .. لسورية الأبيّة، وشعبها البطل النبيل . وأهمّ مافيها أنّها :

ـ آتية بإذن الله : لأنها قدر من أقدار الله ، التي كتبها على شعب سورية ! وهي قدر يَدفع به السوريون ، بحول الله ، قدراً آخر ، هو الاحتلال المزدوج ، الأسدي الفارسي، الشاذّ المقيت ! إذ ليس من سنن الله في خلقه ، أن ينام شعب كامل ، على الضيم والقهر، والإهانة والاستعباد .. على تعاقب أجياله ! وكلما كان الشعب نابضاً بالحياة ، ومعانيها السامية ، كان ذلك أدعى إلى إسراعه ، إلى تحطيم جدار الاستبداد ، الجاثم على صدره ،  أياً كان نوعه ! وسواء أكان محلياً ، أم أجنبياً ، أم مختلطاً من الصنفين معاً !

ـ شعبية وطنية سلمية : الشعب ، بأسره ، هو وقودها وقائدها ، وصاحبها وموجّهها.. عبر رجال يثق بهم ، ويطمئنّ إليهم ، ليحطّموا به ، بعون الله ، جدار الاستبداد والفساد، الجاثم على صدره وصدر الوطن ، منذ خمسة وأربعين عاماً !

 وإنّ غداً لناظره قريب .