فلسطين القضية والأبناء المتحاربون
فلسطين القضية والأبناء المتحاربون
في مهرجان الجنادرية بالرياض
خليل الصمادي
[email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض
ضمن احتفاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثالث عشر، المعروف باسم الجنادرية الذي يقيمه الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية في الرياض سنويا نظمت إدارة المهرجان ندوة بعنوان " فلسطين القضية والأبناء المتحاربون " مساء الاثنين 10/3/2008 في قاعة الملك فيصل بفندق الأنتركنتننتال بحضور جمع غفير من الفلسطينيين والسعوديين والعرب
والمحاضرون هم فضيلة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ، والأستاذ شفيق الحوت عضو منظمة التحرير السابق ورئيس مكتب المنظمة في لبنان ، والدكتور مصطفى برغوثي وزير الإعلام السابق، والأستاذ أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان
استهلت الندوة بكلمة للشيخ عكرمة صبري تحت عنوان "فلسطين حق شرعي وواقع مأساوي" تناول فيها الصراع العربي الصهيوني وبين أهمية القدس من الناحية العقدية والتاريخية وما تتعرض له اليوم من شكوى وأنيين على يد قوات الاحتلال الصهيوني وتحدث عن مخططات تهويد القدس وطمس المعالم الإسلامية من حارة المغاربة وغيرها ، ولم ينس الشيخ المحاضر من اقتراحات لمعالجة القدس من التهويد وكان أهمها دعم أهلنا المرابطين هناك في البناء والتعليم والصحة وغيرها من مقومات الحياة.
أما المحاضر الثاني فقد كان الدكتور مصطفى برغوثي الذي أجاد في عروض الشرائح الألكترونية والتي حملت خرائط للجدار والمستوطنات وغيرها من المأسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوميا كما بين حجم الأراضي التي يبتلعها الكيان الصهيوني وتطورقضم الأراضي من قرار التقسيم وحتى مؤتمر أنا بولس وأشار الدكتور إلى أن اليهود لم ولن يقدموا شيئا للفلسطينيين وما على الفلسطينيين إذا أرادوا أن يعيشوا ويتنفسوا الهواء عليهم حماية الكيان الإسرائيلي ، وبين أن جل الخلافات الفلسطينية سببها هذا الحصار الظالم وهذه الوعود التي لم تحقق شيئا على أرض الواقع وناشد الإخوة في حماس وفتح إلى الجلوس والحوار لتفويت الخطة على الأعداء.
أما الأستاذ شفيق الحوت فقد أجاد في ورقته واعتبر أن الخلاف الناشئ اليوم على الساحة الفلسطينية سببه غياب الثقافة الديمقراطية عن الحياة السياسية الفلسطينية منذ تأسيس منظمة التحريرإلى يومنا هذا ، وتطرق إلى واقع التنظيمات الفلسطينية من قبل وإلى تعايشها المرير بسبب الولاءات والتبعيات ، وتكلم عن العلاقة بين السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ورأى أنها مسألة في غاية الحساسية والدقة والخطورة ، ورأى أن القيادة منذ عهد الراحل عرفات أقدمت على الخلط بينهما وهذا ما جعل المنظمة تتراجع أمام السلطة ، ورأى أن حماس وقعت في المطب نفسه عندما ارتضت تحمل المسؤولية في المشاركة بالسلطة.أما رؤيته للخروج من الأزمة فهي في بناء حركة نضالية تواكب العصر وتحدياته الهائلة وتفعيل الدور النخبوي لأبناء الأمة بالتخطيط والتنظير، والتحضير لعقد مؤتمر يمثل حكماء العرب على غرار ما فعله الصهاينة قبل مئة عام .
أما الورقة الأخيرة فقدمت من قبل الأستاذ أسامة حمدان تحت عنوان " نظرة إلى الخلفيات والإشكالات نحو مخرج من المأزق" استعرض فيها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ ثورة البراق إلى يومنا هذا ، وتعرض الأستاذ حمدان إلى تاريخ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وإلى المحاولات الدؤبة لإخراجها عن نهجها النضالي ولا سيما بعد خروجها من بيروت عام 1982 وسماها فترة انعدام الوزن واستمرت حتى عام 1988 والتي فجرت الانتفاضة الأولى التي كانت طوق نجاة للمنظمة ، واستعرض في ورقته عن تطور القضية الفلسطينية بعد احلال السلطة وعن المعوقات التي حالت دخول حماس إلى المنظمة ، وعن الحوار الوطني عام 2003 إلى عام 2005 ، وتحدث عن
ا نتخابات المجلس التشريعي وفوز حماس 2006 وعن عرقلة حكومات حماس وتكريس الانقسام السياسي ، كما نوه إلى مبادرة مكة المكرمة مطلع عام 2007 ، وأسهب في أسباب تعطيل اتفاق مكة وعن الجهات المستفيدة من تعطيلة ، ورأى أن حقيقفة الأزمة هي في تباين البرامج وتعددها على الساحة الفلسطينية ، ورأى أن اتفاق مكة ما زال قاعدة مهمة لتحقيق وحدة الكيانية السياسية الفلسطينية، وفرصة لدفع التطور السياسي الوطني الفلسطيني إلى الأمام ،وخروجا من هذه الأزمة أكد على ضرورة الالتزام بحوار وطني يهدف إلى إعادة الهيكلة الفلسطينية من قبل جميع القوى والفصائل الفلسطينية على قاعدة وحدة الشعب الفلسطيني والالتزام بالخيار الديمقراطي وتكريسه في تشكيل المؤسسات الفلسطينية .
وفي الختام فتح رئيس الجلسة د. فهد السماري باب الحوار والمداخلات وكانت مثيرة للجدل أغنت المحاضرات الأربعة بآراء أغلبية المشاركين والتي كانت بلا شك مع الحوار والوحدة الوطنية ودعم المقاومة بكافة أشكالها.