إهابة ونداء

إهابة ونداء

م. نجدت الأصفري

[email protected]

بمقدار فخري واعتزازي بما قدمته تركيا العظيمة وتصرفها الرائع الذي أظهرها بلا منازع في مقام رأس الأمة الإسلامية والعربية ، في نفس الوقت أشعر بالخزي والعار والخجل من مجموع الدول العربية والإسلامية التي لم تقدم ولو من باب المجاملة مايسقط العتب عنها في أمر فتحت فيه تركيا  بابا ليس له مثيل منذ ولدت إسرائيل كعضو شاذ في قلب العالم الإسلامي بمساعدة أعداء الإسلام والعروبة الذين يظهرون لنا الكراهية والإحتقار والإذلال ويساعدون عدونا الأول ونحن نركض وراءهم سعيا لكسب رضاهم 

الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة قربانا لقضية شعبنا وأهلنا في غزة وهم الآن في عليين انشاء الله يظهر بوضوح أننا لسنا أهل قضية ولم نقدم لها ما تستحق بل حتى أخواننا الفلسطينيين بتناحرهم وخلافاتهم جعلوا الأقتراب من قضيتهم محرقة لمن يسعى فيها لصلح يجمع الشمل ويوحد الصفوف وينظم الخطى

لقد مهد أبطال تركيا الطريق واضحا وسهلا تحتار في مقاومته واغلاقه اسرائيل ومن وراءها  فهي بحق ضربة معلم بارع جعل أركان السياسة العالمية يحتارون في التعامل مع مشكلة خلقها لهم البطل العظيم رجب طيب أردوغان( أطال الله عمره وحفظه من حساده العرب واليهود ودهاقنة السياسة الظالمة)؟

لهذا كنت أظن أن مشكلة سوريا القائمة بين الحكم الظالم والشعب المظلوم ليس لها من حلاّل إلا رجب طيب أردوغان لأنه تتوفر فيه مواصفات الحكم العدل ذو النظرة الشاملة والكلمة الصادقة والإحساس الفطري الإنساني والإستقامة مع الصدق في التوجه 

 وهل أن أعيد عرض ما قدمته عدة مرات سابقا بأن يتوجه إليه نخبة من السوريين المكويين بنار الهجرة القسرية عن أهلهم وبلادهم بلا سبب سوى الخوف من أحكام قاسية غير منطقية يوزعها على من يقع بين أيديهم تحت ذرائع تافهة ليس ذات معنى يطلقها على تعيس الحظ الذي يقع بين أيديهم الظالمة بعد عذاب شديد وانسانية مفقودة ليعترف بما لم يقترف ثم يقدم لمحكمة تفتقر لأبسط قواعد الواقعية والعدالة فقد قامت بتوجيه الإتهامات التالية لجميع من دخلوها خائفين : توهين نفسية الأمة ،نشر أخبار كاذبة ، العمل على قلب نظام الحكم ... وبذلك يكون جميع من هم في سجون النظام بتهم واحدة ليس لها في الحقيقة وجود ولم تحترم صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا رجلا أو أمرأة ولا رجلا مثقفا ولا عاملا متكسبا لقوت عياله ولا صحيحا أو مريضا...وقد فرق المجتمع بعد ما خلخل تآلفه وترابطه ، فخلق القومية ، والحزبية ، والعشائرية ، والمذهبية  حتى أؤلئك الذي تشملهم حصانة المجلس النيابي ( مجلس الشعب) فقد أمضى بعضهم ردحا طويلا في السجن ولايزال بعضهم فيه حتى الآن ، فمن يمكنه الدخول مع رأس هذا النظام ليقومه إلا شخصا كرجب طيب أوردوغان الذي جعل أمر الشعب ديدنه وشغل نفسه بحل مشاكل الكل طوع خبرته وحسن صنعته

أرجو أن تفكروا معا في طريقة نصل بها إلى هذا العملاق الذي أنهى مشكلة بلده المزمنة مع الأرمن ، ومع اليونان ، ومع العراق ومع إيران ، كما خلق لإسرائيل وضعا هز فيه المجتمع الإسرائيلي من قمته إلى أخمص قدميه ، لهذا أرى أن نركز على لقاء نعرض عليه ونتعلم منه

في النهاية أود أن ترفعوا معيّ أكفكم إلى الله ندعوه أن يحفظ هذا القائد العظيم الذي يجمع بين العظمة والتواضع يذكرنا بأيام الخلفاء الراشدين مما جمع حوله قلوب الجميع عربا وعجما

اللهم إني أسألك بقدرتك التي دانت لها أقطار السموات والأرض أن تحفظ السيد رجب طيب أوردوغان وصحبه الذين ظهر لنا اخلاصهم واستقامة سلوكهم وتجمعت حولهم قلوب المؤمنين وقد وضعوا ثقتهم بهم وأنت على ما تشاء قدير