ستار أكاديمي في يوم سقوط الجولان

محمد فاروق الإمام

لماذا لا نفرح ولا نحتفل.. إنه انتصار!!

محمد فاروق الإمام

[email protected]

وفاز الفنان ناصيف زيتون بلقب (ستار أكاديمي) وليس بلقب بطل الجولان وتحريره في يوم ذكرى سقوطه الثالثة والأربعين، فبعد ثلاثة أشهر ونصف شهر قضاها زيتون في الأكاديمية الفنية، وليس في معسكرات التدريب، في منافسة مع عشرين خصماً من أبناء جلدته، وليسوا من الأعداء الصهاينة، فاز بلقب (ستار أكاديمي)..

 ومع إعلان نتائج برنامج ستار أكاديمي مساء الجمعة 4 حزيران، بفوز زيتون ارتفعت الأسهم والألعاب النارية – كما نوهت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة -  في سماء عدد من المناطق في العاصمة دمشق من قبل الجماهير المتعطشة إلى أي انتصار ومتشوقة إلى أي فوز فهي تبحث عن الشكل ولا يهمها المضمون.. المهم أنه انتصار!!

وانطلقت مواكب أعداد من الشباب والشابات بسياراتهم في شوارع دمشق حاملين صور البطل المغوار الذي أعاد للشفاه ابتسامتها ولقسمات الوجه إشراقتها (ناصيف زيتون) وسط مكبرات الصوت التي كانت تصدح بأغانيه فهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها فنان سوري بالمركز الأول بهذا البرنامج الذي يكتسح الشارع السوري حيث تسيطر عليه القنوات الإعلامية اللبنانية نتيجة لانشغال الإعلام السوري بما هو أهم وأجدر بالمتابعة!!

وقالت وكالات الأنباء إن بلدية المنطقة قد ساهمت مع الأهالي بوضع شاشات عرض عملاقة في الشوارع وعرضت صور ناصيف وأغانيه وكانت تدعو للتصويت للنجم المبدع، وشارك كل الناس في المنطقة ومناطق مختلفة من سورية في الاحتفالات وصوتوا لناصيف لأنهم يلهثون وراء أي نصر افتقدوه منذ ما يزيد على أربعين سنة.

ولم تكد تعلن نتيجة فوز ناصيف حتى تدفق الآلاف من السوريين في منطقة الجديدة إحدى ضواحي دمشق حيث يسكن ويعيش نجم (ستار أكاديمي) السوري ناصيف زيتون ليكحلوا عيونهم برؤية قامته المهيبة أمده الله وحفظه وأدامه ذخراً للوطن وانتصاراته الفنية.

الشعب السوري والجماهير السورية التي لم تعرف إلا الهزائم والانكسارات منذ تبوأ حزب البعث السلطة في دمشق في 8 آذار عام 1963من حقها أن تفرح وتحتفل بأي انتصار حتى ولو كان (ستار أكاديمي).. إنه انتصار في كل الأحوال وحتى وإن كان في ميدان الفن وقد أخفقت سورية في كل الميادين الحربية والاقتصادية وحقوق الإنسان.. إنه انتصار وحسب وما العيب في ذلك!!

وأختم مقالي بنقل التعليق الذي أدلى به أحد المواطنين السوريين على هذا الحدث الجلل وهذا الانتصار الفريد والذي نشرته جريدة القدس العربي ليكون العينية لرأي المواطن السوري فيما صار عليه حال المجتمع السوري والوضع المزري الذي يعيشه بعيداً عن هموم الوطن وقضايا الأمة، وهذا ما يريده لسورية أعداؤها والمتربصون بها وقد نجحوا أي نجاح في تحقيقه.

يقول المواطن السوري السيد محمد طمشة في تعليقه على خبر فوز الفنان ناصيف زيتون، كما جاء في صحيفة (القدس العربي):

(عيب والله عيب...يعني اللي عم يصير بسوريا عجيب وغريب.. والله ما هيك كانت سوريا ولا المجتمع السوري.. وهادا البرنامج من الصادرات الأمريكية ومن مفاتيح التطبيع وهدم القيم والعادات والتقاليد الشرقية الأصيلة وهو أداة من أدوات تغيير الثقافة العربية والقيم الأصيلة كما أنه أحد مفاتيح تبديل الأولويات لدى المجتمعات العربية... قال ستار أكاديمي قال..لازم يسموها مصخرة أكاديمي..بس يا عيب الشوم عليكم.. الأغراب والعجم والفرنجة عم يتابعوا موضوع حصار غزة و نحن أقرب الناس لفلسطين أو كنا نظن أننا أقرب الناس لفلسطين وإذ بنا أقرب ما يكون لبرامج الأل بي سي.. ونسي السوريين شو كان دور هالمحطة بتشويه حياتنا ومحاصرتنا والتقليل من قيمتنا.. عيب.. بالعادة كنا نحتفل بنكسة حزيران مثل هاليوم صرنا نحتفل بزيتون وعيطون وفلفل ومكدوس!!).