القنبلة الموقوتة التي تخشاها الدولة العبرية
القنبلة الموقوتة التي تخشاها الدولة العبرية
محمد فاروق الإمام
[email protected]
في ظل الهوان العربي والنفاق الدولي وسطوة القطب الأمريكي الأوحد المنحاز إلى جانب
الدولة العبرية المارقة على قرارات مجلس الأمن، فإن هناك كوة يمكن أن يستشرف من بين
حناياها إشراقة الأمل من خلال ما أكدته السيدة (علا عوض) - القائم بأعمال رئيس
الإحصاء الفلسطيني – من أن الشعب الفلسطيني شعب حي حافظ على الهوية والانتماء رغم
التشريد الذي طال أكثر من نصفه.
فقد استعرضت السيدة عوض أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية
عشية الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين، والتي صادفت يوم الخامس عشر من شهر أيار
الماضي، فقد ذكرت أن هنالك حوالي 10.9 مليون نسمة عدد الفلسطينيين في العالم، منهم
4 مليون نسمة في الأراضي الفلسطينية، 1.4 مليون نسمة في أراضي عام 1948، في نهاية
العام 2009 كما أنه سيتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بنهاية
عام 2015.
أما عن الواقع الديمغرافي لفلسطين بعد 62 عام على النكبة فقد أشارت المعطيات
الإحصائية – كما ذكرت السيدة عوض - أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.4 مليون
نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2009 بحوالي 10.9 مليون نسمة، وهذا
يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف بنحو 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948. وفيما
يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر)
فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2009 حوالي 5.2 مليون نسمة
مقابل نحو 5.6 مليون يهودي، ومن المتوقع أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود
مع نهاية عام 2015، حيث سيبلغ ما يقارب 6.2 مليون لكل من اليهود والفلسطينيين وذلك
فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً. وستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 48.8%
فقط من السكان وذلك بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى 6.8 مليون يهودي مقابل
7.1 مليون فلسطيني.
ولهذا فإن الدولة العبرية تسابق الزمن في تهجير الفلسطينيين وإبعادهم من مناطقهم
والاستيلاء على منازلهم بحجج واهية لا دليل مادي على صحتها، حتى لا تصل إلى اليوم
الذي تكون فيه التركيبة السكانية في غير صالحها كما تشير كل التقرير.
فالدولة العبرية أخشى ما تخشاه هو أرقام الولادات الفلسطينية في الضفة وغزة وأراضي
عام 1948 وهي أعلى ولادات في العالم، والتي تشكل هاجساً للدولة العبرية كونها قنبلة
موقوتة حقيقية ترعب هذه الدولة المارقة وتخيفها، وَتُعجز هذه الدولة – مهما ارتكبت
من مجازر واعتداءات وحصارات – من وقف هذه الولادات أو تقنينها، وتحسب لها ألف حساب
في قابل الأيام، فهي بالنسبة لها كالسرطان الذي ينخر جسدها ويفتك بكيانها!!
وهذه الولادات ليست ككل الولادات الطبيعية في العالم لأن كل ولادة جديدة تعني
للدولة العبرية، ولادة مقاتل جديد ومقاوم جديد واستشهادي جديد سيفجر جزءاً من كيان
الدولة العبرية أو يقتل واحداً من سكانها الذين هم في تناقص مستمر بحسب إحصائيات
الدولة العبرية التي يفر منها المئات سنوياً خوفاً على حياتهم غير الآمنة في
فلسطين!!
خلال الأعوام 62 الماضية لم تتمكن الدولة العبرية، ومن خلال كل حروبها واعتداءاتها
وإرهابها من تقنين الولادات والحد منها، أو تخويف الشعب الفلسطيني أو كسر إرادته أو
حتى لي ذراعه أو المس بصموده أو تفادي شوكته، التي قويت وامتدت لتصبح حسكة في حلق
كيان هذه الدولة المارقة وتذيقها مرارة العيش وحنظل الحياة، وتحيل يومها وغدها إلى
كابوس يؤرقها، فكل ردّات فعلها وتخبط قياداتها إرهاصات على قرب زوالها.