الزلزال الانتخابي الاسباني
الزلزال الانتخابي الاسباني
د.مراد آغا *
حقيقه الامر أن الانتخابات الاسبانيه القادمه بالرغم من كونها انتخابات اسبانيه بحته لكن تأثيرها على صنع القرار العالمي سيكون كبيرا لسبب واضح وهو انحسار الهيمنه الامريكيه بانحسار الدولار والذي سببته سياسه بوش الغير مدروسه جيدا وان كان من يدعي التخطيط لهذه الحرب والتي لم تخرج عن كونها وريثه للحرب البارده على المعسكر الشيوعي والتي بانحساره تم توجيهها نحو عدو جديد وهو العالم الاسلامي والذي يجثم وخاصه قسمه العربي على بحر من الثروات ومن أهمها النفط والذي بحد ذاته يشكل أكثر من سبب لاجتياح المنطقه عبر افتعال حرب على عدو وهمي اسمه الارهاب الاسلامي والذي لم يظهر مصادفه الا بعد انهيار العدو الشيوعي
المهم أن اللوبي المسيطر على السياسه الامريكيه الحاليه والمؤلف من تجمع شركات ومصالح والتي تضم اللوبي اليهودي المؤثر قد راهنت كثيرا على بوش وسياسته والتي لاتخرج عن كونها سياسه عرفان بجميل تلك القوى المؤثره اقتصاديا وسياسيا عبر انجاحه مرتين في تولي سده الحكم في أمريكا
هذه القوى نفسها والتي لم يحالفها الحظ لحد اللحظه في تحقيق أهدافها بالكامل ناهيك عن انهاك الاقتصاد الامريكي والذي بدأ بدفع فاتوره تلك السياسه المتهوره عبر ركود اقتصادي بدأت علاماته بالظهور عبر انهيار السوق العقاري وانهيار الدولار بأكثر من الثلث أمام اليورو
الامر الذي أدى لتحول تلك القوى اقتصاديا الى السوق الاوربيه الاقوى شيئا فشيئا أمام الامريكيه المتهاويه الامر الذي سيخفض من مستوى الدولار ويدخل أمريكا في ركود اقتصادي غير مسبوق نتيجه لهروب تلك القوى الاقتصاديه الى اوربا بعد انهاك الاقتصاد الامريكي
لذلك فان تركيز تلك القوى على السوق الاوربيه ومحاوله توجيه سياسات الاتحاد الاوربي على غرار الحاله الامريكيه سيؤدي الى تدخل مالي واعلامي ضخم لصالح اليمين الاسباني لأن دول الاتحاد الاوربي اللاتينيه المتبقيه مثل اسبانيا وايطاليا هي التي سيأتي عليها الدور لاكمال سياسه التوجيه المعادي بعد ضمان سياسات المانيا ووفرنسا ناهيك عن بريطانيا ذات السياسه الموازيه للامريكيه وبالتالي لاكمال الحلقه يبقى مهما ادخال اسبانيا تحت مظله اليمين الاوربي موازاه وتخفيفا للضغط عن أمريكا
وبالتالي فان الانتخابات الامريكيه تترقب مثل باقي دول اوربا نتائج الانتخابات الاسبانيه بين مد اليمين المدعوم ماديا واعلاميا ومعانده اليسار المدعوم بكم كبير من الرأي العام الاسباني المسالم بطبعه والذي يريد النأي عن سياسه مشابهه للأمريكيه تجلب العداء للبلاد حيث يذكر الناخب الاسباني أحداث آذار مارس 2004 والتي أوصلت الاشتراكيين للحكم والتي يخشى نفسهم أي الاشتراكيين أن يقوم اليمين بتدبير أي حادث أمني مشابه لقلب الآيه في آخر لحظه
لذلك فالانتخابات الامريكيه والتي ترجح أوباما أو باراك حسين أوباما حيث يستخدم المحافظون لقبه الثاني أي حسين لتذكيره باصوله الكينيه المسلمه لاقصائه عن مسابقه الرئاسه نتيجه لمخاوف من تقربه من العالم الاسلامي وبالتالي فان فوز اليمين في اوربا سيدعم موقف المحافظين في أمريكا الامر الذي سيسرع من ازاحه أوباما بالرغم من حظوظه الوافره بالفوز الا اذا حصل وبتدبير ما ازاحته عبر افتعال واختلاق مايمكن أن يضر بسيره الرجل أو حتى في حال تفاقم الامور تدبير حادث مفتعل يتم الصاقه بمايسمى الارهاب الاسلامي وتنحيه اوباما
لننتظر ماستخبؤه الانتخابات الاسبانيه مابين قوه المال وضمير الشارع وماسينتظر الشارع العربي كتحصيل حاصل
حزب السلام
*حركه كفى