اجتماع عاصف لنصرالله بقيادته العسكرية العليا
في الضاحية بحضور ضابط سوري رفيع
عندما قال الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله إن ما جرى في بريتال من اختراق لـ”جبهة النصرة” لخط دفاعه هو خطأ جرت معالجته، لم يكن يقصد فقط طمأنة أتباعه ومناصريه، وإنما كان يتحدث عن تغيير كبير في المواجهة القائمة بين حزبه وبين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون السورية.
وأشارت صحيفة “السياسية” الكويتية في معلومات خاصة إلى أن نصر الله سارع بعد تلك المعركة، التي خسر فيها “حزب الله” عشرة مقاتلين وأسر عدد آخر وجرح العشرات، إلى استدعاء قيادته العسكرية العليا إلى اجتماع مركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت حضره ضابط سوري رفيع، لتدارس ما جرى وللبحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار الاختراق “التكفيري” للحدود اللبنانية، مسهباً في شرح خطورة ما جرى، ومعتبراً أن كل هيبة “حزب الله” على المحك وكل إستراتيجيته السياسية في لبنان باتت في خطر.
وشهد الاجتماع نقاشات حادة بين قيادات الحزب وبينها وبين الجانب السوري. إذ اتهم أحد القادة الميدانيين النظام السوري بالتقاعس في التدخل من الجو عندما تدعو الحاجة. وشرح المسؤول ما جرى في بريتال، فكشف أن وحدات استطلاع خاصة للحزب رصدت تحركات الإرهابيين وطلبت تدخل الطيران الحربي السوري واستدعت تعزيزات مقاتلين من الحزب. إلا أن القيادة العسكرية السورية لم ترسل طائراتها لقصف المهاجمين وتأخرت أيضاً التعزيزات من الداخل اللبناني، فسقطت بعض مواقع الحزب سريعاً قبل أن يتمكن من استعادتها.
وجرى الحديث في الاجتماع القيادي عن حجم القوى المعادية، إذ تبين أن عدد المسلحين في تلك المنطقة يناهز العشرين ألفاً، في حين كان اعتقاد الحزب والنظام السوري أنهم نحو ثلاثة آلاف فقط. واتخذت في الاجتماع سلسلة إجراءات تمت بتوجيه خاص من نصر الله وجرى الشروع في تنفيذها فوراً.
وأهم القرارات هي تعيين قائد جديد لجبهة القلمون السورية من الجهة اللبنانية، هو “ر.ع”، وهو من القادة العسكريين التاريخيين في “حزب الله” ومن رفاق عماد مغنية مؤسس الجناح العسكري للحزب. كما تم حشد آلاف المقاتلين من قوات النخبة الذين تصدوا بنجاح للزحف الإسرائيلي في حرب 2006 وتم تزويدهم أسلحة متطورة مخصصة فقط لمواجهة الجيش الإسرائيلي، مثل الصواريخ المضادة للدروع التي يمكن استخدامها بنجاح ضد تجمعات الأفراد أيضاً.
وعلى الأرض، تم استحداث ثلاثين موقعاً جديداً على التلال المشرفة على القلمون وفي أوديتها، منها كمائن خفية زرعت خلف خطوط العدو, أي داخل الأراضي السورية وقريبة جداً من تجمعات مقاتلي “النصرة” و”داعش”، بهدف مباغتة أي مجموعة مهاجمة قبل وصولها إلى التخوم اللبنانية.
وعلى خط آخر، أشارت معلومات “السياسة” إلى أن نصر الله أوفد أحد مستشاريه المقربين، ويرجح أن يكون الحاج وفيق صفا،, للقاء القيادة العسكرية السورية والطلب منها التنسيق التام وخصوصاً تأمين التغطية الجوية الدائمة للميدان، وتكثيف الغارات الجوية ضد مواقع وتجمعات المسلحين في جرود القلمون السورية والجرود اللبنانية المتاخمة لها.
كما أفادت المعلومات أن “حزب الله” أنجز استعداداته للمعركة المقبلة بزيارة نصر الله نفسه إلى البقاع، حيث التقى مقاتليه هناك وأكد لهم أن خطأ بريتال لن يتكرر، موضحاً أن ما تم حشده من مقاتلين وأسلحة كفيل بمنع أي اختراق للمنطقة مهما كبر، كما يمكن استخدام هذا الحشد للهجوم والقضاء على مواقع المسلحين عندما يحين الوقت.