أسطول الحرية .. بحاجة للحرية

أسطول الحرية .. بحاجة للحرية!!

رأفت عسليه

[email protected]

استيقظنا جميعا على أنباء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية القادم إلى قطاع غزة لتقديم الخدمات الحياتية البسيطة لسكان هذا  القطاع  المحاصر منذ اربعة أعوام, وحصيلة شهداء هذا الأسطول وصلت إلى عشرين شهيدا وأكثر من سبعين جريحا بينهم من حالته تفوق الخطورة , الأمر الذي أثار شعورنا من الداخل واستغرابنا من هذه الجريمة التي  ارتكبها قراصنة بحريين ولكن بشكل منظم , وتحت شعار البدلة العسكرية.

حقيقة لا يختلف هؤلاء القراصنة عن قراصنة الصومال , وان كان هناك اختلاف فقط  يكون في الهدف فالصوماليون هدفهم المال أو السيطرة على حمولة السفن, أما الاسرائيلين فالهدف واضح هو زيادة الخناق على سكان قطاع غزة وزيادة القبضة الاعدامية على رقاب هؤلاء الناس, بالإضافة إلى إرسال رسالة واضحة لكل العالم لاسيما تركيا بأن إسرائيل تضرب كل اتهامها بالإرهاب وارتكاب جرائم حرب بعرض الحائط دون ردع من هنا أو هناك , أيضا الرسالة موجهة إلى القيادة الأمريكية التي لا يخلو اجتماع لهذه القيادة مع نتنياهو إلا ويكون مقابل لهذا الاجتماع عمل مزعج لواشنطن من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو..

غزة أول من هبت لنصرة هؤلاء الأحرار فشوارعها امتلأت بالمتظاهرين الذين رفعوا الأعلام التركية , وحيوا صمود ركاب هذا الأسطول ,إضافة للإضراب الشامل الذي دعت إليه حكومتي غزة والضفة تضامنا مع هؤلاء المتضامنين,وتقديم أوسمة شرف لجميع من شارك في هذا الأسطول واعتبار شهداء هذه المجزرة هم شهداء المعارك الفلسطينية , وشهداء الحصار الظالم على قطاع غزة.

الإسرائيليون المتطرفون استفادوا من هذه الجريمة حيث أثلجت صدورهم , ووقفوا على متن ميناء أسدود لاستقبال الأسطول بالشتائم والمهاجمة , مثمنين هذا العمل الإجرامي التي قامت به قطعان العصابات البحرية الإسرائيلية, بقرار من وزير الإجرام أيهود باراك , دون أن ينسوا الاعتداء على الطواقم العربية الإعلامية داخل ميناء أسدود وتوجيه لهم الشتائم والاتهامات المختلفة.

على صعيد ردود الفعل فالمسلمين على وجه العموم والفلسطينيين خصوصا توقعاتهم واضحة كانت منذ هذا الهجوم فيما يخص الرد عليه, فالجميع توقع أن تتحرك فقط تركيا وتقلب الطاولة رأسا على عقب, وتحاسب إسرائيل على هذه الجريمة ولعدة أسباب أبرزها أن معظم الشهداء من أتراك ,بالإضافة إلى دعم المستوى الرسمي التركي لهذا الأسطول والقائمين عليه, ناهيك عن مواصلة الحكومة التركية في طريقها نحو استرجاع ماضيها العثماني , ودوره في الوطن العربي ,وفعلا اول الاستنكارات الدولية الشعبية والرسمية بدأت في تركيا , حيث حذرت الأخيرة إسرائيل من عواقب وخيمة ردا على هذا الفعل الإجرامي بحق هؤلاء العزل,وأيضا احتجاجات مع القنصلية الإسرائيلية في تركيا ومطالبة السفير الإسرائيلي بمغادرة بلادهم فورا, وكي لا نكون منحازين الى الشتائم فلابد عرض المواقف الدولية الاخرى المنددة لهذه المجزرة , فالسويد ومصر والنرويج واسبانيا والأردن وغيرها من الدول التي استدعت سفراء إسرائيل لديها لإيصال رسالة احتجاج رسمية على هذه الجريمة .

الموقف العربي العازم على عدم التحرك والانحياز الى سياسة الصمت , كان له تحرك صامت حيث وافق الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى على طلب قدمه الرئيس محمود عباس , لعقد اجتماع طارئ للجامعة لبحث سبل الرد على هذه المجزرة ,هذا الاجتماع الذي يتوقع ان يكون مسرحا للتنديد والاستنكار فقط دون اتخاذا قرار واضح يردع إسرائيل , او على الاقل السؤال عن حياة من جاء لفك الحصار عن غزة  , والان هم بحاجة لفك حصارهم لاسيما وان اسرائيل أعلنت أمام مرأى ومسمع الجميع انها ستحقق مع جميع المشاركين في هذا الأسطول وستعتقل البعض في سجونها , دون تقديم الأسباب المقنعة لذلك.