النباح لا يجدي

النباح لا يجدي

مطلوب التحضير لقافلة الحرية رقم (2)

وليد رباح

[email protected]

الورطة الاسرائيلية في الهجوم على قافلة الحرية المتجهة الى غزة .. فاقت التوقعات .. ولو اننا نعرف ان اولئك الاسرائيليين الهمج  لا يتورعون عن شرب الدماء بكؤوس امريكية حتى الارتواء .. وتأكل من اللحوم مثلما يتقاطر الاكلة الى مناسف العرب ..

وبالقدر الذي نلوم فيه انفسنا كعرب ان كنا عربا .. والمسلمين ان كنا نوحد الله .. والجامعة العربية التي اصبح وجودها مثل قلته .. وحكام زحفوا على بطونهم وقالوا لامريكا تعالي لاعتلائنا فقد اصبحت النساء خيرا منا .. فاننا كفلسطينيين نستأثر باللوم الاكبر لاننا ما زلنا نفتش عن بضعة نوافذ لكي نتوحد ويستحضر كلا منا شروطه وتعديلات شروطه ومناكفاته وأياته القرآنية وعلمانيته وصلفه وغروره لرفع الحصار عن غزة والتباكي عليها .. ومن ثم نذهب الى المفاوضات سواء كانت مباشرة او غير مباشرة بالملابس الداخلية لكي نستعطف  كل اسرائيلي باعتلائنا ونحمد الله على اننا لم نحبل ونلد .. والا كانت فضيحتنا بجلاجل .

فنحن كعرب اولا .. نشارك بالحصار حتى الاذنين .. وندعو الله ان نستفيق صباحا فلا نجد غزة .. مثلما تمنى (طيب الذكر )  رابين يوما ..  ونحن كعرب خلعنا برقع الحياء وشغلتنا مصالحنا عن كل ما في هذا الكون فبتنا مثل الارانب تختفي عندما تظهر الفئران .. ونحن كعرب  هاجسنا الوحيد ان نتذرع (بالامن القومي العربي ) وان كنا ننسى او نتناسى ان الامن القومي العربي مهدد ليس من قبل الفلسطينيين بل من قبل الدولة المحتلة التي حاصرت اكبر دولة عربية في افريقيا وستمنع عنها مستقبلا مياه النيل .. في وقت يبني فيه العرب من اصحاب الجيوب المنتفخة العمارات التي تناطح السحاب .. ونشتري اسهم الشركات في امريكا والغرب أملا في ان نكدس المليارات مليارا اثر آخر .. وبعد كل ذلك لا نقاتل الا بالكلمات  والنداءات والاستنكارات .. في وقت يعلم العرب فيه ان تلك الامبراطوريات الاقتصادية التي تبنى .. قد تدمرها طائرة واحدة من طراز حديث .. والمتسلح بها سلاح الجو الاسرائيلي الذي  له تاريخ ( مشرف ) في ردم المدنيين تحت انقاض بيوتهم ..  ويفعل الاعاجيب في سبيل ان يردع العرب حتى عن التفكير في ان يقفوا الى جانب القضايا الملحة للامة العربية .

ما حدث قد حدث .. وكان الهدف الاسرائيلي واضحا .. ابقاء الحصار على غزة من خلال تخويف هذا العالم وليس العرب وحدهم عن التفكير في تسيير اية قافلة اخرى لنجدة غزه .. معتبرة نفسها انها فوق القانون فتهاجم المتضامنين في المياه  الدولية .. وليس في مياهها الاقليمية .. حتى لو عرفنا ان المحتل للارض لا وجود لمياه اقليمية تخصه لانه محتل اصلا .. وان بحر غزة يخضع حسب القوانين والاعراف واتفاقيات جنيف  الى غزه .. وليس للدولة التي استطابت شرب الدماء في ظل السكوت و ( تخييط ) الافواه وعدم اتخاذ مواقف ايجابيه .. تماما مثلما تخيط بعض القبائل العربية فرج المرأة العذراء خوفا من فض بكارتها .. ونسي اولئك الجهلة ان حملها يمكن ان يحدث حتى من فوق (الخيطان) التي قيدوها بها  .

ونحن نعلم علم اليقين ان هذه الجريمة النكراء سوف تمر كما مرت مئات من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني .. ولو ان تلك الجرائم قد طالت اليوم ليس الفلسطينيين وحدهم .. بل طالت العالم باسره من خلال شرب الدماء التي تتضامن مع غزه .. وهي حالة فريدة وسعت فيها اسرائيل رقعة جرائمها لكي تشمل العالم كله ..

ما المطلوب الان ؟؟؟

قلنا ان الهدف هو تخويف هذا العالم ومدنييه وعدم ارتباطه بوعود يمكن ان ترفع الحصار عن غزة .. فما الذي يجري وفي عز حرارة الدماء المنسابة ان نحضر لقافلة اخرى تسمى قافلة الحرية رقم (2) .. وان يتداعى العرب والمتضامنين في هذا العالم ان يكون الاشتراك فيها اختياريا .. ولسوف يجدون الالاف ممن يرغبون في كسر هذا الحصار حتى ولو ادى ذلك الى استشهادهم وهم يحملون الهدايا لاطفال غزة .. فرغم اننا عرب نسينا قضايانا .. فلن نعدم الكثير من الناس الشرفاء  حتى في اواسط اوربا لكي يقدموا انفسهم ضحايا في سبيل رفع الحصار عن اطفال غزة ..وادخال الفرحة الى وجوههم ولو الى حين .

ان اولئك الابطال الذين استشهدوا .. والابطال الذين جرحوا .. والابطال الذين وصلوا الى المعتقل الاسرائيلي الكبير .. سوف يكونون من اوائل من ماتوا في سبيل قضية لا تخصهم وحدهم .. بل تخص هذا العالم الذي استمرأ الجرائم ضد سكان عزل .. لا يجدون ما يأكلون .. ولا يجدون ما يتبلغون به .. وقاموا بتقديم انفسهم ضحايا كأول سرب يمكن ان يتبرع بدمه بكامله في سبيل رفع الظلم وتبيان الحقيقة لهذا العالم .

مطلوب ان نعد منذ الان لقافلة اخرى .. والا فان اسرائيل سوف تحقق اغراضها بالتخويف وايصال الرعب الى قلوب من يريد الحفاظ على انسانيته .. مطلوب ان تقدم الدول منتفخة الجيوب من العرب مراكب تمخر عباب البحر مع من يتطوع لكسر الحصار عن غزه .. عندها فقط نستطيع ان نقول ، ان العرب اخذوا يستفيقون من غفوتهم .. وانهم في الطريق الى ان يكونوا رجالا .

قافلة الحرية رقم (2) هي الحل الامثل .. وليس اللجوء الى الامم المتحدة ومجلس الامن .. الذي لن يفعل شيئا .. واكثر ما يمكن ان يقوم به استنكار لما جرى .. وستواصل اسرائيل حصارها .. وتواصل صلفها وغرورها وشربها لدماء الضحايا الابرياء ..

نحن لا نطلب من العرب ان يحاربوا .. ولا نطلب اليهم ارسال الطائرات والمدافع والجيوش المجحفلة لتحرير الارض الفلسطينية .. بل نطلب اليهم ان تذهب الفئات المؤمنة منهم الى غزة عزلا الا من ايمانهم بالله .. عندها فقط .. نعرف ونعلم .. ان فينا بعض عرق ينبض .. وان فينا من لا تزال في عروقه دماء تقول اننا امة يجب ان نعيش كرماء اعزاء وليس كالحملان والارانب ..

قافلة الحرية (2) هي الحل .. ولننتظر لنرى ما نحن فاعلون !!