غزة "مقاطعة تركية"

غزة "مقاطعة تركية"!!!

حامد عرب

[email protected]

ثمة تساؤل ومفارقة عجيبة تظهر في العملية التي تنوي فيها سفن غربية كسر الحصار على غزة!!!

ما يجري أن تركيا، حكومة وأحزاب ومنظمات وشعباً، يتبنون العملية بشكل كامل ومطلق سواءً عملية التنظيم أم التخزين وخط السير، والأهم هو التصدي للتهديدات الإسرائيلية بمنع القافلة البحرية من الوصول إلى هدفها، في الوقت الذي نرى العرب حكومات وأحزاب في أحيان كثيرة لا يُحركون سـاكناً؛ حتى أن مصر أعلنت أنها لم تتلقَ طلباً رسمياً بمرور القافلة من شواطئها، وأغلب الظن أن تركيا أيضاً لم تتلقَ مثل هذا الطلب لكنها استقبلت السُفن وودعتها من دون أن تُلمح إلى إمكانية عرقلة المسيرة نيابة عن (إسرائيل).

رغم التهديدات التي يواجهها الفلسطينيين داخل الخط الأخضر من حكومة الاحتلال فإنهم أصروا على مواكبة المراكب والمساعدات إلى شواطئ غزة، ويقول محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، بأن المشاركين في أسطول الحرية مُصرون على كسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم التهديدات الإسرائيلية.

في المقابل فإن حكومات عربيـة "قرارها بيدها" تأبى أن تتحمل مثل هذا التصريح خوفاً من غضب السـيد الأمريكي أو اتهام تلك القيادات بدعم الأطفال "الإرهابيين" بالحليب و(السيريلاك)، و(البامبرز) وأدوية خافض الحرارة وإلتهاب الحلق واللوَز!!!

إن أسطول الحرية يحمل رسالة إنسانية ويُشكل صرخة في وجه الظلم، للأسـف أبت الحكومات العربيـة حتى تبني تلك الصرخـة وأن تُحرك ضمير العالم في مواجهـة سـلاح البحريـة الإسـرائيلي الذي أعلن إتمامه إنشاء معتقل من الخيام في ميناء "أشدود" إستعداداً لإمكانية إعتقال 800 مشارك في الأسطول الإنساني، وتناقلت مصادر صحافية أن تركيا أرسلت رسالة سرية إلى الحكومة الإسرائيلية ـ يوم الإثنين ـ وهددتها بالانتقام إذا ما أقدمت قواتها البحرية على منع أسطول السفن التركي من الوصول إلى قطاع غزة!!!

في غزة تُرفع الأعلام التركية إلى جانب الفلسطينية، ولا تواجد إلا قليلاً للأعلام العربية!

هذا وكانت "الحركات العالمية" قد أدانت التهديدات الإسرائيلية القاضية بمنع أسطول "الحرية" الدولي، المحمل بالمساعدات الإنسانية والأدوية ومستلزمات التعليم ومواد البناء، من الوصول إلى قطاع غزة. واعتبرت في بيان لها هذا القرار بأنه "إعلان مواجهة مع الدول الأوروبية التي سيُشارك المئات من مواطنيها في هذا الأسطول."

وسيتم تفعيل هيئة محامين للتحرك في المحاكم الأوروبية تحسباً لأي تحرك إسرائيلي ضد الأسطول، إضافة إلى سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية.

وإذا قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتراض الأسطول، بالإمكان مقاضاتها في المحاكم الأوروبية. فمن جهة السُفن أوروبية وستكون مسجلة بصورة رسمية، ومن جهة ثانية ستُبحر في المياه الدولية وليس للجانب الإسرائيلي الحق في اعتراضها، وإلا ستُعتبر من الناحية القانونية قرصنة دولية."

وهناك أكثر من ستمائة متضامن سيكونون على متن نحو تسع سفن، وهم من 20 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 5000 طن من الحمولة التي تضم الإسمنت، وعدد من المساكن الجاهزة ومواد بناء أخرى، ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى مواد تعليمية ستُسلم إلى الفلسطينيين في غزة.

وانطلقت السُفن من ايرلندا واليونان وتركيا والسويد وتتكون من 9 سفن بينها 3 زوارق تركية و6 سفن تحمل 750 ناشطًا من بريطانيا واليونان والجزائر وأيرلندا والسويد والكويت، ويحملون مساعدات بقيمة 20 مليون دولار أمريكي، بينها معدات طبية ولوازم مدرسية ومواد بناء. وتأمل حركة غزة الحرة التي تُنظم العملية أن تبلغها السبت.

قبل أسابيع أعلن كبار المسؤولين الأتراك أن (إسرائيل) ستندم إن هي هاجمت غزة ثانية، وقالوا أنهم لن يسمحوا (لإسرائيل) بضرب غزة، ووفق تقارير مقربة من الاستخبارات الإسرائيلية فإن رئيس الحكومة التركية توعد بالتضييق على المصالح الإسرائيلية في تركيا إن هوجمت القافلة البحرية، في الوقت نفسـه يوجد مصالح إسـرائيليـة في أكثر من 20 دولـة عربيـة سـواءً بشـكل معلن أم غير معلن لم نسـمع تهديد واحد ضد (إسـرائيل) بإغلاق المكاتب المشـتركـة، حتى أن دولـة عربيـة أغلقت خلال العدوان على غزة مكتب المصالح الإسـرائيلي على أراضيها إلا أنها دعتـه للعمل بشـكل سـري من أحد الفنادق!!!

في المحصلـة أصبحنا نشـك بأن غزة "قطعـة تركيـة" احتلتها (إسـرائيل)، وتعمل أنقرة على مسـاعدتها سـياسـياً واقتصادياً وإنسـانياً في ظل غياب الأهل الحقيقيين لأبناء القطاع!!!!!