رسالة رجاء ثانية إلى السيد بشار الأسد
رسالة رجاء ثانية إلى السيد بشار الأسد،
رئيس القطر العربي السوري...
د.جعفر الكنج الدندشي
سبق وأرسلت لسيادتكم رسالة في شهر آذار مارس السابق وعلى هذا الموقع، يا سيادة الرئيس، وهذا نصها:
((رسالة رجاء إلى السيد بشار الأسد، رئيس القطرالعربي السوري
السيد المحترم،
تحية طيبة وبعد:
أتوجه إليكم باسم حركة التاريخ والتي لا مهرب منها أن تبادروا بإلغاء
القانون (49) الذي ينص بحكم الإعدام على من ينتسب لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك لسبب التالي:
إنّ هذا القانون يمكن أن يستخمده مستقبلاً ذرعية من الوصوليين، للانتقام من الطائفة العلوية، كما استخدم غيرهم فتوى تقي الدين بن تيمية في أحداث تاريخية صعبة لازالت في ذاكرتنا جميعاً. فالوصوليون في كل زمان ومكان يلفّقون الأمور والأفكار والفتاوى والقرارات حسب ما تحلو لهم الظروف وحسب ما تخدم مبتغاهم. و حفاظاً على إخوة لنا في هذا الوطن، على أبنائنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا من كافة الأديان والمذاهب والطوائف، أتوسل إليكم يا سيادة الرئيس أن تضعوا حداً لهذا القانون الذي قد يعتبره الوصوليون نوعاً من الفتوة وذلك بإلغائه قلباً وقالباً ومقلوباً، وأن تقوموا أنتم بقطع الطريق على هؤلاء الوصوليين مستقبلاً. ولا يستطيع أحد أن يلغي هذا القانون وما يترتب عليه سوى أنتم لكونكم الوريث الشرعي للعهد الذي وضِع فيه هذا القانون.وكونكم أيضاً نجلاً للرئيس حافظ.
إنّ عدم إلغاء هذا القانون، ومن قِبَلكم بالذات، فيه أخطار لحروب أهلية مقبلة في وطننا، قد تتفجّر هذه الحروب بعد سنوات أو عشرات السنين أو مئات السنين، الله أعلم.
إنّ درس الانتقام الذي حصل في العراق ما بين السنة والشيعة يكفي بشكل جلي لتفهّم معاني رسالتي هذه.
وإن كنت على علم أكيد بأنكم لن تتصفحوا هذه الرسالة، فأنا على يقين بأنّ قوى الأمن قد سخّرت بعض موظفيها للاتطلاع على ما يُتشر في هذا المقام، وأنا أتوسل إليهم أن ينقلوا لسيادتكم فحو هذه الرسالة، راجياً لتراب الوطن ومن يعيش فيه ومن سيعيش فيه الطمأنينة والسلام.
من مواطن يدرس بتواضع وحذر تاريخ وطنه (جعفر الكنج الدندشي)
ونحن نتابع أخبار الوطن يا سيادة الرئيس، بقلقٍ، ربما ليس بأقل من القلق الذي يحيط بكم، وأظن أنكم تبذلون أقصى جهدكم لحمايته مما يتعرض له من التهديدات الخارجية، من دويلة العصابات الصهيونية وحماتِها...
ولكن كما تعلمون أنّ الجبهة الداخلية أشدّ أهمية من الجبهة الخارجية، فلو انكم قمتم بإلغاء هذا القانون الخطير الأبعاد وخاصة على المدى الزمني، لتشدّون حبال الوصال بين أبناء شعبنا أكثر وأكثر...
ولو أنكم يا سيادة الرئيس ألغيتم البند الثامن وملحقاته من الدستور، والبند الرابع والثمانين وملحقاته أيضاً، لجعلتم شعبنا يشعر بأنّ مسؤولية الدفاع عن هذا الوطن ليست وقفاً على قيادات حزب البعث والجبهة الوطنية. وإنما على جميع أبناء الوطن المتساوين في الواجبات والحقوق.
ولو أنكم يا سيادة الرئيس أخرجتم من السجون الأبرياء من أصحاب الرأي، وما ذنبهم سوى أن يطالبوا بهذه الحقوق التي اسلفت إيرادها، لأصبحت الجبهة الداخلية أشد تماسكاً مما هي عليه لدرجة أنكم قد تنشرون الرعب في صدور آل صهيون الرجيم.
ولو انكم وضعتم حدّاً لتسلط الاستغلال من قبل رفعت الآسد الثاني( وأعني رامي المخلوف وأمثاله)(قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) لشعر المواطنون بأنّ هذا الوطن لهم جميعاً.
أما لو تركتم هذه الأمور تسير في الداخل دون الأخذ بالاعتبار بهذا الخلل الذي أسلفتُ ذكره فإنكم ستواجهون العدو المتربص بنا وبكل الأمة العربية يصول ويجول كما يشاء من موقف أضعف.
وأتمنى يا سيادة الرئيس أن لا يكون تصرفكم كتصرّف ملك فرنسا، لويس الخامس عشرـ حيث قال: ومن بعدي الطوفان. وكان الطوفان بالفغل في عهد ابنه، لويس السادس عشر وما تلاه بأكثر من مليوني قتيل، أكثرهم من الأبرياء.
أشكر رجال الأمن الذين يتطلعون على هذا المقال في هذا الموقع المتواضع، لنقلهم رسالتنا هذه للسيد الرئيس بشار الأسد، والسلام.