إذا أراد السياسيون التكامل

ابن الفرات الكعبي

إذا أراد السياسيون التكامل

ابن الفرات الكعبي

كثيرة هي الاحزاب السياسية في الساحة العراقية التي يصرح القياديون فيها انها تسعى الى هدم الفكر الطائفي واستئصال الاحزاب الطائفية، رغم ان كثير من هذه الاحزاب هي في حقيقة الامر طائفية حتى النخاع في ممارساتها على ارض الواقع، وفي التطبيق العملي من خلال المؤسسات التي تتولى فيها الامر.

لكن مع حلول المعركة الانتخابية لمجلس النواب  العراقي ظهرت كتلة سياسية تركيبتها توحي ان من شكلها خطا خطوات في الاتجاه الذي يسعى الى هدم الفكر الطائفي، لكن مع ظهور نتائج الانتخابات تبين انه وفق النتائج الحالية المعلنة لابد من خطوات اكبر لتحقيق تقدم لمثل هكذا مشروع مهم وكبير، واعتقد ان العراقية التي استطاعت ان تشكل هكذا كتلة من مختلف التيارات الفكرية قادرة على تقديم حلول فيها تنازل لمصلحة الوطن واظهار حقائق الامور للشعب من خلال رفض او قبول الكيانات الاخرى لحلول وطنية لخدمة المواطن بعيداً عن المصالح الحزبية والشخصية. يظهر التمايز ويستطيع الجمهور ان يحكم بعد ذلك من الصادق والكاذب فيما رفع من شعارات قبل الانتخابات.

 فلو اقترحت العراقية ان يكون رئيس الوزراء من التيار الصدري على اعتبار ان حزب الدعوة سنحت له الفرصة لترشيح شخصين هما الجعفري والمالكي وكلاهما اخفق في اعطاء نموذج السياسة المتوازنة، ويكون من نصيب العراقية رئاسة الجمهورية ووزارات سيادية أخرى من بينها وزارة الداخلية، واعتقد ان مقتدى الصدر يرضى بذلك.

 اذا كان لسوريا دور في ذلك فهي الطرف العربي الذي يهتم كثيرا بالحفاظ على وحدة العراق من جهة ويحظى بالقبول والاحترام لدى الطرف الايراني صاحب الضغط الكبير على الصدريين، ومثل هكذا اتفاق يمكن ان يغير المعادلة العراقية، بل ويجعل التدخل الايراني ينحى منحى ايجابي بدل التدخل السلبي الحالي، كون مثل هكذا اتفاق يلجم الجماح الكردي ويحد من عربد تهم بل ولعله يساعد على انهاء المطالب الكردية الغير مشروعة في كركوك وديالى وصلاح الدين وكل ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها ومثل هكذا تكامل سيحظى بدعم عربي ودولي واسع لانه سيحقق الكثير وسيحرك عجلة الحكومة المتوقف تشكيلها بسبب الجمود السياسي على مطالب لا تحظى بقبول الاكثرية بل وسيؤدي الى تفكك الكتل الطائفية ويكون من السهل استدعاء البعض منها ليشارك في تشكيل الحكومة، وسيكون بمثابة بداية جديدة لكل من تلطخت سمعته بالعنف الطائفي للظهور بمظهر الحزب الرافض للطائفية، وهو يحقق مستقبلا للتيار الصدري في تولي زعيمه الحوزة العلمية في  النجف لتصبح ناطقة ليكون هدم الطائفية حقيقة ترى على أرض الواقع.