شهر شباط من شهر للمحبة إلى شهر للقتل
د.مراد آغا *
[email protected]
عندما يذكر شباط كشهر شتوي قصير نذكر مثلنا السوري الجميل شباط اللباط نتيجه لتبدل
وقساوه الجو فيه
هذا
الشهر الذي نذكره خلف الصوبيا حتى لو نفضت وعبقت الدنيا بالدخان على مبدأ دخان يعمي
ولابرد يضني
هذا
الشهر الجميل وحبات الكستناء(أبو فريوه بالعاميه) تتطاير فوق الجمر والصوبيات
هذا
الشهر الجميل والذي يحلو لبعض الكائنات الحيه أن تتكاثر فيه غريزيا كالهرره والقطط
فسمي مداعبه بشباط شهر القطاط
حتى
البشر هناك من حولوه الى شهر للمحبه عبر اعتبار يوم 14 منه يوما للحب وان كانت
العاده غربيه محضه وتم استيرادها واقحامها في بلادنا لكنها مظهر من مظاهر التقرب
والتودد في هذا الشهر الشتوي والذي يجمع الجميع تحاشيا للبرد في مكان واحد وتحت سقف
واحد مثالا للاخوه والانسانيه ودفئها
حتى
في البلاد الحاره تم تحويله الى شهر للرقص والدبك والهشك بشك عبر ماسمي بالكرنفالات
ومايرافقها من عراضات واستعراضات
المهم وخير اللهم اجعلو خير ونيقه عن الخليقه في بلادنا العليه مملكه أسدستان
البهيه تم تحويله من شهر للمحبه والسلام الى شهر للدم والقتل والانتقام
في
هذا الشهر البريء هدمت البيوت فوق رؤوس الابرياء في حماه وغيرها من أصقاع سوريا عبر
ماسمي وقتها بسرايا الدفاع ولتي دافعت عن حدود الاوطان بذبح البشر في سوريا ومخيمات
النسيان ولبنان
والظاهر أن غريزه القتل لدى أسود الجولان يلي شرشحو اليهود وخلوهم في خبر كان
لاتتأجج الا في هذا الشهر حيث رافق سوء الطالع هذه المره شهيد لبنان رفيق الحريري
بطبيعه الحال فان سفاحي شباط أمثال مهندس المذبحه وشفير المصفحه ودكتوراه في
التمسحه رفعت أبو مسبحه وورثه شباط من القتله مازالوا على عهدهم في تحويله من شهر
للمحبه الى شهر للقتل والسحل وسفح لدماء الابرياء
حتى
اختيار يوم 14 شباط وهو مايسمى بالغرب يوم الحب أو سان فالنتين باعتقادي لم يكن
اختياره اعتباطيا بل كان مقصودا من مخططي الجريمه من فطاحل الصمود ذوي العقول
اللئيمه
وستثبت يوما المحكمه الدوليه والتي لديها من المعلومات مايكفي لادانه القتله بدأ من
نوعيه السيارات والطراطير المستخدمه في الجريمه مرورا بقياس شحاحيط منفذيها حتى
كاسات المته وصحون الفول والفته التي تركها منفذو الجريمه بعد فعلتهم اللئيمه
جرائم شباط والتي يزيد وضوحها وبشاعتها عن وضوح الشمس وبشاعه عقول منفذيها والذين
أعطوا مثالا للبشريه في تحويل الحب الى كراهيه والذين حولوا البلاد الى حظيره
لتجاربهم اللا انسانيه والى مؤسسه تهدف الى ملئ الجيوب والحسابات من قوت الانسان
السوري المعذب
بلاد حولت مدينه الاشتراكيه ومؤسسها أكرم الحوراني الى مدينه حماه الرجعيه كما كان
يحلو لصناديد الجولان أن يسموها ولم يكفيهم نتر البلاد والعباد بشعارات ومسيرات
وهوبرات التقدميه والاشتراكيه وتحويل الصديق والشقيق وحتى البطاريق وقطاع الطريق
الى رفيق شاء من شاء وأبى من أبى لم يكفيهم تسونامي الشعارات الطنانه والكلمات
الرنانه بل قصفو مدينه العلم والثقافه والاشتراكيه وحولوها بعد تدمير نصفها
عالبيعه الى ضيعه
هل
ستغفر أرواح شهداء شباط في حماه وبقيه سوريا حتى الوصول الى رفيق الحريري ورفاقه
لهؤلاء القتله مافعلوه بل هل ستغفر لنا نحن السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وكل
من عانوا من بطش وفتك النظام السوري هل ستغفر أرواح هؤلاء الابرياء لنا أن ننساهم
أو نتناساهم
هل
ستستمر أفواج القرابين البشريه في سوريا ولبنان ومخيمات النسيان الى الابد أم أنه
لابد من وضع حد لهذه البربريات والهمجيات ونحن في القرن الواحد والعشرين
أليس أضعف الايمان محاكمه سفاحي سوريا بدأ من مرتكبي مذابح شباط 1982 حتى شباط 2005
حيث امتدت يد القتل وبنفس الشراسه لتنال من باني لبنان الحديث رفيق الحريري والذي
لم يشفع له حتى اسمه (رفيق) من بطش الرفاق من مفبركي القتل والنفاق في النظام
السوري
نتمنى على كل شرفاء سوريا ولبنان وفلسطين من الذين اكتووا بنار النظام السوري أن
يكون هذا الشهر شهرا للعمل لاللتأمل وشهرا للمطالبه بأبسط الحقوق البشريه والمدنيه
باعتبارنا كبشر ورد الاعتبار لشهداء الوطن وأبنائه بعد عقود من الذل والاهانه
والهوان
فلنعد لهذا الشهر رونقه وجماله عبر محو الظلم والظلام من بلادنا رحم الله شهداء
شباط وشهداء الوطن جميعا وأسكنهم فسيح جنانه وألهمنا جميعا فيهم الصبر والسلوان
آمين.
*حركه كفى