سوريا ولبنان والسلام

– دمشق لا تهتم بالجولان -

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين/‏31‏/01‏/2008/ تفاوتت آراء من خلال ندوة دعت اليها مبرة فريدريش ناومان للدراسات السياسية والمساعدات الدولية التي يشرف عليها الحزب الفيدرالي الحر صباح هذا اليوم في العاصمة برلين عن دور سوريا في احلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط وإنهاء الازمة اللبنانية وإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني بشرط إعادة الصهاينة هضبة الجولان المحتلة منذ حرب الخامس من حزيران عام 1967 . اذ رأى مدير هذا المعهد فولفجانغ جيرهاردت الذي يعتبر وزير خارجية الفيدراليين اذا ما قامت حكومة ائتلافية بين المسيحيين والفيدراليين في المانيا ، بأن عزل المجتمع الدولي للنظام السوري عن اللعبة السياسية في تلك المنطقة منذ تصفية رئيس وزراء لبنان السابق رفيق  الحريري  في عام 2004 باءت بالفشل كما أن الجهود الدولية التي بذلت لاحلال السلام واستقرار لبنان سياسيا وأمنيا لم تحقق اي نجاح بل فشلت هذه الجهود جراء عزل دمشق  وانه لا بد من دمج دمشق مع الجهود الدولية وخاصة جهود الاوربيين لاحلال السلام وانهاء النزاع في تلك المنطقة وفي مقدمتها الازمة اللبنانية الناجمة عن فراغ سياسي يعيشه ذلك البلد الذي فشلت الاطراف  السياسية فيه انتخاب رئيس لبلدهم موضحا بأن مقولة وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية السابق هنري كيسينجر بأنه لا سلام بدون سوريا ولا حرب بدون مصر أثبتت واقعيتها من خلال مراقبة ما يجري في تلك المنطقة . الا أن خبير شئون الشرق الاوسط في معهد العلوم والسياسة البرليني فولكر بيرتيس كان له رأي آخر فقد استبعد امكانية سوريا احلال السلام في المنطقة مشيرا ان المجتمع الدولي يخطا اذا ما اعتقد  ضرورة دمج دمشق في جهوده بتلك المنطقة جراء تأثير القيادة السورية السياسي على اطراف النزاع  صحيح ان دمشق تحتضن قيادات اسلامية فلسطينية لها وزنها السياسي والشعبي في قلسطين المحتلة الا انها تستغل وجهودهم لابتزاز الغرب وعلاقتها معهم علاقة مصلحة لا أكثر كما ان علاقة دمشق مع حزب الله اللبناني هو من أجل  تثبيت علاقتها الوطيدة مع ايران وكسب ثقة دول منطقة الخليج من خلال علاقتها مع طهران من اجل عدم إقدام الاخيرة على أعمال تؤدي الى زعزعة أمن تلك المنطقة مضيفا ان النظام السوري الذي يعاني من شبه قطيعة مع القيادة السعودية والمصرية جراء انتقاد رئيس تلك الدولة بشار أسد  عدم دعم هذه الدول للحرب التي وقعت بين حزب الله والكيان الصهيوني في صيف عام 2006 انما كانت من أجل خروج دمشق من العزلة الدولية  متساءلا عن الاسباب الخلفية والمباشرة لعدم مشاركة دمشق في تلك الحرب ودفاعها عن لبنان اثر اجتياح جيش الكيان الصهيوني  لبنان عام 1982 وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من ذلك البلد مؤكدا ان سوريا لا تهتم بإعادة الجولان المحتلة  مثل اهتمامها السيطرة على لبنان معلنا الى ضرورة ان يتعامل المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الاروبي مع النظام لسوري مثل تعامله مع اطراف النزاع في المنطقة وعدم التهور بأن دور  دمشق  في المنطقة في غاية الاهمية . ورأى استاذ ماد اللغة العربية وعلوم الاسلام خبير منطقة الشرق الاوسط في جامعة مدينة هامبورج  جيرنوت روتر الذي عاش في وسريا ولبنان لمدة تصل الى 20 عاما واستظهر القرآن الكريم ان  تدهور الوضع السياسي في سوريا ولبنان يكمن في الحالة الاجتماعية القائمة هناك اذ ان لبنان تحكمها عائلات المافيا  فالأحزاب اللبنانية يرأسها أنجال مؤسسيها ولا يملكون أي خطط سياسية تجعل من بلدهم مستقلا كما نها لا تملك اي خطط اقتصادية لتحسين وضع بلادهم وبناء مجتمعهم كما ان قادت ذلك البلد لم يثبتوا يوما من الايام ومنذ خروج الفرنسيين ولاءهم لبلدهم كما ان الحكم في سوريا بالرغم من نظامه  الجمهوري الا أنه وراثي  وكذلك الحال في مصر وليبيا مؤكدا أن إحلال  السلام  وارساء الديموقراطيات والحريات العامة  تبقى مستحلية في ضوء الواقع السياسي والاجتماعي السائد في تلك المنطقة وعلى الاوروبيين الذين يتحملون مسئولية هذا الواقع مساعدة شعوب هذه المنطقة لتغيير واقعهم شرط عدم التدخل بشكل مباشر على أن تكون هذه المساعددات أدبية ومعنوية .

والجدير بالذكر الى أن روتر 74 عاما  قام مؤخرا بترجمة معاني القرآن الكريم الى اللعة الالمانية وله كتب قيمة عن النزاع في الشرق الاوسط والتاريخ الاسلامي وقد بترت ساقه مؤخرا لمرض يعاني منه وقد قام  حزب الخضر  بترشيحه لمنصب رئاسة لدولة الالمانية في عام 1994 مناوئا لترشيح المسيحيين الرئيس الالماني السابق رومان هرتسوج لهذا المنصب.