لا جديد على خطاب بوش

تقييم لخطابه أمام الكونجرس

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين/‏‏31‏/01‏/200 / هل استمعتم الى خطاب الرئيس الامريكي  جورج بوش   الاخير الذي القاه أمام مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / فاذا كنتم  قد استمعتم  له فهل قرأتم تقييم الصحف العربية له ، لقد انبرت بعض الصحف العربية التي لا يفهم أكثرها السياسية الدولية ووصفت الخطاب بالهام ومنها من وصفته بالسخرية .  الا أن خبراء في شئون السياسة الامريكية يراقبون تطورات السياسة الامريكية والدولية رأوا  بأن خطاب  الرئيس الامريكي جورج بوش الأخير الذي ألقاه امام مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / ليلة يوم  الثلاثاء 29 كانون ثا، يناير بأنه  لا يحمل الشيء الجديد تجاه مسألة الصراع في الشرق الاوسط والمسألة العراقية والحرب ضد الارهاب وبالتالي موقفه تجاه ايران . واعتبر سكرتير الدولة في وزارة الخارجية الالمانية مسئول شئون العلاقات الالمانية الامريكية كارستن فوجت    خلال ندوة لتقييم خطاب الرئيس الامريكي صباح يوم الثلاثاء 29 كانون ثان/يناير  في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ان لهجة الحرب ضد ايران لا تزل نبراتها موجودة لدى بوش بالرغم من ان هذه النبرات لم يعد لها آذانا صاغية جراء تقارير المخابراات الامريكية   وبالتالي  فشل بوش كسب دعم لاعمال عسكرية ضد تلك الدولة من بعض حلفاء امريكا في اوروبا والدول العربية التي زارها مؤخرا كما ان تحذيراته بشأن انسحاب سريع للولايات المتحدة الامريكية لا تعتبر ذات قيمة معلنا بأن بوش قد اصابه الملل في البيت الابيض وانه يرى بعدم ضرورة تغييرات لسياسته  قبل مغادرته القريبة للبيت المذكور . واعتبرت  الصحافية الامريكية ميليندا كرانيه كلمة بوش بأنها هامة للغاية فهو يريد إنعاش الاقتصاد الامريكي الذي تدهور منذ استلامه مفاتيح البيت الابيض وانه يريد ايضا ارساء الحريات والديموقراطية في البلاد التي لا توجد اي قيمة لهذه الحرية معتبرة تحذيراته لايران بأنها جادة وان واشنطن ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية للك البلد قبل انتهاء مدة بوش في البيت المذكور وان الادارة الامريكية صادقة بنواياها بإحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط وقيام دولة فلسطينية مستقلة بالرغم من التشاؤم حول قيامها جراء الاوضاع التي تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة نافية في الوقت نفسه ان تكون واشنطن قد تعرضت لهزيمة موجعة في العراق مؤكدة بأن الإدارة الامريكية تهتم بإحلال السلام في المنطقة منذ مجي هذه الادارة قبل ثمانية أعوام الا أن خيبة الامل الامريكية من حلفائها الاوربيين كانت وراء عدم وجود دعم سياسي كبير للجهود الامريكية وانه بدون واشنطن فان السلام يعتبر مستحيلا في منطقة الشرق الاوسط برمته . وأعرب عضو  شئون العلاقات الامريكية مع حلف شمال الاطلسي / الناتو/ جوزيف / يوسف/  برامِل خطاب الرئيس الامريكي دعوة صريحة لتقوية العلاقات الامريكية مع اعضاء حلف شمال الاطلسي مشيرا بأن هذه العلاقات اصابها الضرر منذ استلم بوش الادارة الامريكية وبالتالي جراء سياسته في العراق وقيادة  برلين معارضة التدخل العسكري في العراق هذه السياسة أدت الى فشل الكثير من الخطط العسكرية في العالم وإطالة الحرب اافغانية ضد منظمات الارهاب الدولي متوقعا عدم تفييرات جذرية تطرأ على السياسة الامريكية بمجيء رئيس جديد لتلك الدولة فالسياسة الامريكية تبقى على ما هي عليه الا أن العلاقات الامريكية مع حلف شمال الاطلسي / الناتو/ ربما تعود الى سابق عهدها الى عهد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون نظرا لحاجة واشنطن الى حلفائها الاوربيين في الحلف المذكور مستبعدا في الوقت نفسه عودة الثقة بالسياسة الامريكية من قبل زعماء الشرق الاوسط  لأن السياسة الامريكية تجاه هذه المنطقة معروفة منذ قيام الكيان الصهيوني في تلك المنطقة على حد آرائهم.