إنهم يزرعون الكوسا فيحصدون البطاطس

وليد رباح /الولايات المتحدة الأمريكية

[email protected]

شاعر شعبي مصري لا اذكر اسمه في قرية اسمها ( كفر المجاذيب) قال بيتا من الشعر الشعبي اعجبني : يا بلدنا يا عجيبه .. فيك حاجه محيراني .. تزرع القرع ف سنين .. يطلع الكوسا ف ثواني .

كل ذلك نفهمه .. الا ان كفر المجاذيب ( تلك القرية الهادئة) .. قد تزرع ثؤلولا فينا او ما يشبه ذلك الثؤلول فيخرج الينا في امريكا كوسا مخرومة من الجانبين لا تصلح لحشو الارز ولا لعشاء المعيز .. وأحسب ان من في (الصحف الامريكية ) أو فضائياتها .. الذين يبثون مقابلات مع بعض المتنطعين من ( المسلمين) للافتاء.. يتجاهلون كل ائمة المسلمين ممن يفقهون في دينهم ويتجهون الى من لا يعرف غسل مؤخرته قبل الوضوء . وحجتهم في ذلك انهم يرون الاسلام من خرم خرطوم الفيل .. ويعزفون الحانا لقنتهم اياها جوقة لا تعرف شيئا عن الاسلام ..وانما تريد تحويل اسس الاسلام الى هرطقات سياسية يحسن ان تكون مؤلفات تدرس في البارات وعلب الليل ومدارس المجون والرفاهية . وعلى اسوأ الاحوال في الصالات المعتمة التي لا تشع فيها سوى الاضواء الحمراء ..ولقد استمعت الى شيخ في فضائية امريكية فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ..

ورغم انني لست ضليعا في الفقه الا أن لي عقلا استطيع به تمييز الحق من الباطل .. واستطيع ان اعلم جيدا ما هو الصحيح وما الخطأ لمجرد انني اقرأ المادة المكتوبة .. او استمع الى شيخ صدرته محطة فضائية للحديث عن الاسلام ..فقد علمنا الاسلام في اولى مبادئه ان نحترم العقل .. واحترام العقل يعني احترام الدين الذي ننتمي اليه .. تماما مثلما يحترم المسيحيون واليهود دينهم .. أو مثلما يحترم البوذيون كتابهم المقدس .. او الاديان الوضعية الاخرى فيما كتب احبارها وذوي العقول فيها ..

فمن اولئك من يمنع الصحف المحلية ان تزور المساجد .. وحجتهم في ذلك انها تضع في متونها صورا لحسناوات قيل انهن قليلات الحياء .. لكنهم عندما يخرجون الى الشوارع تنجلي عيونهم مثل فناجين العسل وهم يحدقون الى اللحوم البيضاء معروضة مثلما يعرض الحاوي ارنبه الذي يكشف البخت ويقول الحظ .. فهل رفع احدهم عقيرته يوما مطالبا بتنظيف الشوارع من تلك اللحوم المعروضة ونحن نعرف انه لا يستطيع ذلك خيفة ان يحال الى القضاء .. حتى وان رفعها فانه يؤذن في جزيرة مالطا .. وسيضحك الناس على ذقنه مثلما يضحكون عند رؤيتهم لشريط كوميدي .. ثم يقول في خطبته العصماء اللهم اني قد بلغت فاشهد .. وكأنما يريد لاتباعه ان يكونوا في مقدمة الصفوف ثم يهتف لهم من خلفهم ان تقدموا .. وكفى الله المؤمنين شر القتال

ومنهم اذا لم تكن عطية اهل الميت مناسبة فانهم يغسلون الميت ( بماء المطر) ويطهرونه بالقليل من دعاء الرحمة والكثير من الدعوات لاهله .. ومنهم من يسب الدنيا ومن فيها ان كان رزقه لا يأتيه خببا من السماء .. ومنهم مثل ذلك الكثير .. فاولئك مثل الثآليل على الوجوه .. فبايهم اقتديت به ( اهتديت ) هذا والله اعلم ..

الغريب انني كلما تصفحت بعض تاريخ الشيوخ الحديث عموما لا ارى منهم الشهداء .. ولكني ارى المحرضين فقط .. فبعضهم يحثونك على ان تستشهد لكنهم يظلون في مراكزهم يعظون ويحرضون ويصرخون .. ويصعد الدم الى خدودهم المتوردة التي تأكل خاروفا نيئا قبل ان ينضج .. والى آذانهم التي تستمع الى من يتحدث داخل الجدران لينقلونه الى السلطة .. اي سلطه .. والى مجاراتهم لاوضاع قبلوها ولم يقبلها حتى اعتى الملحدين .. ثم من بعد ذلك يوزعون الجنة بالامتار مجازا مثلما كان الاحبار والقسيسون يوزعونها زمن الظلمة في اوربا القديمه .. وحجتهم في ذلك ان الاسلام ان استشهد حاملوه ضاع وارتبك .. وهي مقولة خرقاء فهمناها أو اضطررنا لفهمها حتى لا يقال باننا ملحدون وجاحدون بل وحتى كفره . فهل من بعد ذلك الهم الثقيل هما آخر

نحن لا نكتب عن احد معين .. ولا نكتب عن من هم ضليعون في علوم الفقه .. ولا اولئك الذين يمنحوننا دفئا دينيا يقينا شر الوقوع في الاخطاء ..وانما نكتب عن شريحة تصرخ في المساجد ان تبرعوا .. موتوا .. استشهدوا .. قل ولا تقل .. لا تشرب الخل فهو حرام .. يجب على المرأة ان يكنس ثوبها رصيف الشارع خيفة الوقوع في المحذور .. العين تزني ..لا تأكلوا الثوم والبصل يوم الجمعه .. وكأنما حللنا كل مشاكلنا اليومية ولم يبق الا ان يعلمنا الشيخ كيف نغسل مؤخراتنا عندما نمارس الغائط وأي اصابع في اليد اليسرى يجب ان نستخدم في ذلك .. لكنهم يكتنزون الذهب والفضة في جيوبهم ولا تخرج حتى وان استخدمت ملقطا للفحم في اركيلة عتيقه .. ويحثونك على ان تموت في سبيل (الله ) ولكنهم يبرئون انفسهم من ( تهمة ) الاستشهاد .. ويبكون حرقة على ما آل اليه الاسلام في هذا الزمان لكنهم يمسحون دموعهم عندما يأوون الى فراشهم ويحلمون بالجنة والحوريات ونعيم الاخرة .. ثم ينهضوا من فراشهم الدافىء ليعيدوا الكرة اخرى وليبدأو من جديد .. وحجتهم في ذلك ان الله قد اختارهم لقضاء حوائج الناس فهم الامنون من العذاب يوم القيامه .. أي عذاب يا هذا ؟ فاكثر الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه.. ومن عندي عالم آخر رأى الظلم ولم يحاول ان يوقفه بيده .. وليس بلسانه او قلبه فذلك اضعف الايمان .. وحجتنا فيما نقول ان الكثير منهم يعلمون علم اليقين ان في مساجدهم ثلة ممن يمارسون البطالة المقنعة .. لكنهم يغضون الطرف عنها لانها ثلة تعطيهم الحوافز والرواتب .. فان تحدثوا بها انقطع رزقهم .. ثم يقولون لك .. الله هو الرزاق .. وهو الذي يمنح ويمنع .. فلماذا لا تطبق هذا على نفسك يا سيدي ؟ وتكفينا شر نقد (شخصك الكريم )

ومع كل ما اشرنا فان اولئك منا .. فكيف تكونوا يول عليكم .. فنحن الذين اوصلناهم الى ما هم فيه من خلال تصفيقنا لهم .. واغلب الظن اننا سوف نظل نصفق حتى يزرعون البطيخ .. ونحصده في اليوم التالي ثمرا من الكمثرى .. عجايب .