كم أنت عظيم ياشعبنا الحبيب
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
(عظمتك تنبع من إرادتك وتصميمك على الخلاص وبلوغ الغايات، فهذه قصة المُغامرين السورين العاطلين عن العمل بسبب عمليات النهب المُنظمة التي ينتهجها النظام في سورية ، وسياسة التجويع والإذلال المُتبعة ، والذين اقتحموا أمواج البحر العاتية مابين تركيا واليونان في رحلة بحرية بعد البرّية الشاقة وعن طريق التهريب ، في أربع رحلات مُمميتة فاشلة نجوا منها بأعجوبة بالغة وبألطاف الله سبحانه ، وفي الخامسة كانت القاضية ، والتي لم ينجوا منها إلا سوري واحد بأعجوبة ليُبلغ الأمن التركي الذي كان له الفضل في نجاة اثنان آخران وموت 48 سوري غرقاً في مُحاولة للهروب للجانب الأوربي لإيجاد فرص عمل تسد رمق العيش ،بعد أن أعيتهم العطالة والبطالة في بلادهم ، وما قصة هؤلاء إلا من لون الحكايات التي تجري ليل نهار في بلدي سورية ، ومن لم يمت بسيف الجلاّد مات بغيره ، وتعددت الأسباب والموت واحد ، وشعارهم من أين المفر البحر من أمامكم ونظام بشار أسد من خلفكم وليس لكم إلا الجوع والقهر أو الموت )
دمعت عيناي وأنا أقرأ قُصة أبناء وطني وحكايتهم مع الموت ، وفرارهم من قضاء الله إلى قضاء الله ، الذي كانوا مُصممين على مُلاقاته أو إيجاد مايضمن لهم العيش الكريم ، بعد أن باع بعضهم ماتحته من أثاث وما عليه من متاع أو استدان ليواجه التحدي عن العيش الردي مهما كلفه ذلك من التضحيات ، وليهنأ اللصوص في بلدي من آل مخلوف والحفنة المتسلطة على رقاب الناس بالمليارات التي نهبوها من هذا الشعب المظلوم المكلوم ، والتي قُدرت بمائة مليار دولار والرقم في تزايد ، بينما نسبة المواطنين مادون خط الفقر تجاوزت ال70% لتنعم القلّة الغاصبة بخيرات الشعب ، ويموت بعدها من يموت ، جوعاً أو أو قتلاً أو يُرمى به ماوراء القضبان إن تكلم عن مُعاناته ، وآخرها فضيحة المأكولات التي تنتجها المجاري على مستوى القطر السوري باجمعه
السلطات التركية من جهتها تحركت لإنقاذ مايمكن إنقاذه عبر الحوّامات ، واستدلت على المُهربين مصاصي الدماء لمُعاقبتهم، وكرّمت السوري المنبجي الحقوقي الذي نجا بأعجوبة بعد سباحة 13 ساعة في الأمواج العاتية ، والذي أرشدها على الحادثة ، واعتبرته بطلاً عظيماً ، وكذلك تناولته الصحف التركية بأول صفحاتها ، لكنه ماإن وصل إلى بلده سورية كانت أجهزة الأمن باستقباله للتحقيق معه على طريقتها ولم يُعرف عنه شيء إلى يومنا هذا ، بدلاً من فتح صفحات الفساد والنهب التي أدّت بالسوريين إلى مُقارعة الموت طلباً للعيش الكريم
واليوم يُطالعنا الخبر في مدينة حلب الشهباء عن تصدعات وتشققات في المباني بسبب تسرّب مياه الشرب والمجارير والجوفية التي صارت تغمر أقبية لأبنية عامة وخاصة باتت مُهددة جميعها بالانهيار ، لمشكلة لم يتم علاجها منذ 15 عام ، عسى أن تقع المباني فوق ساكنيها ويرتاح ضمير الطاغية الذي جزر أباه من أبناء الشعب السوري عشرات الآلاف ، ويقوم هو بإكمال المهمة وبتفننات جديدة ، فكم من عمارات سقطت في السنوات السابقة ، وكم من الأحياء مُهددة بالسقوط كحي الكلاسة والسكري وغيرهم في المدينة والمُحافظات الأخرى ، حتى أنّ بعض السكان أشار إلى مبناه وهو يسحب منه الماء منذ عشر سنوات ولا أحد يستجيب له، وقال غيره في غمرة هذه المُصيبة " حلب و شعب حلب غارقون ومنذ فترة طويلة تحت المياه النتنة والمجارير و الفوضى و كل لعنات السماء و الفراعنة و الهنود الحمر تصيب حلب ليس غضب من الله أو بسبب اللعنات و لكن بسبب المسئولين الفاسدين القائمين على البلد"وكذلك تقول باقي المدن ، وبالفعل اللعنة حلّت على سورية منذ مجيء حكم الطواغيت برابرة العصر الحديث ، ولكننا شعب عقدنا العزم على ألا نلين حتى ننال حقوقنا رغم أنوف المُتجبرين ، ونصل إلى غاياتنا في التحرر والخلاص من الاستبداد
والآن جاءنا مايلي وقوع انفجار في قبو عمارة مؤلف من خمس طبقات في حي كرم الجبل الشعبي شرقي مدينة حلب . يُستخدم لإعداد المُفرقعات وذهب ضحيته طفل وإحدى عشر جريح نتيجة التسيب الحكومي وإهمال شؤون المواطنين والاهتمام بالمدينة المنسية التي صار يُعشعش فيها الفوضى والفساد والكوارث والتراجع الى الخلف كما بقية المحافظات السورية وأسماء الضحايا كالتالي :
أسماء الضحايا
1. ديما درويش 10 سنوات ( متوفاة ) 2 - خالد عزيزي 24 ستة 3- محمد درويش 11 سنة 4- مجهول الهوية 5- راما مجدمي 7 سنوات
6- عبد الرحيم السيد 7- محمد علي مسكجي 8- أحمد حشفة 12 سنة 9- بتول أحمد 16 سنة 10- طه بطيخ 24 سنة 11- محمود أبو زيد 30 سنة 12- مجهول الهوية.