إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوري
إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوري
أحمد سليمان
أخيرا......لم يعد من المقبول بعد اشتداد الحملة الإعلامية المسعورة التراخي أو عدم تسمية الأمور بغير مسمياتها, فهناك أطراف انتقدت إعلان دمشق بشكل مقبول و منطقي, و قسم آخر لم يعد يستطيع التوقف عن الكتابة مرارا و تكرارا مما يدل أنهم أصيبوا بلوثة من إعلان دمشق الذي كشف عوراتهم و تختلف أسباب عدم دقة كتابات هذه الفئة وصلت إلى درجة الاختلاق, منهم بدافع الارتزاق و المصالح الشخصية الضيقة او في سبيل الدفاع عن حزب و عثراته, إلى بعض المنظرين الذين حللوا واقع إعلان دمشق دون الاستناد الى معلومات كافية و صحيحة.
و يجب في هذه اللحظة، الحديث بشكل مباشر عن هذه المجموعات و توضيح مكامن الخلل و الاختلاق في تحليلاتها و معلوماتها, و سأبدأ بشكل سريع و مختصر بالمرتزقة, و الحقيقة ان مقالاتهم لا تستحق الوقوف عندها, لانها فارغة و تتكون من مجموعة من الاتهامات التخوينية على نفس مبدأ و منهج الاصوليين في التكفير بغرض خلق حجة للبطش بالاطراف المختلفة معها بالرأي, و قد تصدر هذه المجموعة مؤخرا المدعو نضال نعيسة, المصاب بلوثة و هوس يومي في مجال كيل الشتائم لاعلان دمشق و كتابة المقالات السمجة مثل "النعوة" و "الشماتة" مما يدل انه يعاني من "مراهقة" اعلامية , و قد اصبحت اخشى ان يفقد عقله آخر الامر نتيجة تفرغه لاشباع رغبات هذه اللوثة العقلية و الهوس المتعلق بتدمير و انهيار المعارضة الوطنية –لا سمح الله-, و هذا التفرغ لهذا الموضوع اصبح يدل على انه جزء من عمله اليومي المكلف به من مسؤوليه الجدد بعد ان ترك العمل لدى مؤسسات رفعت الاسد الاعلامية.
اما المجموعة الثانية, فهي تنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي, ممثلة بالناصر و المرعي و ثلة قليلة من مؤيديهم المعروفين بفتح قنوات "حوار" مستمر مع السلطة و بعض أجهزتها بذريعة التنسيق معها لتسهيل عمل لجنة نصرة فلسطين, و قد ساءهم تعثر حزبهم في اعلان دمشق, و باتوا يدفعون الأمور للاتجاه بالقيام بتحالف جديد يضم حزبهم و حزب العمل الشيوعي و شيوعي قدري جميل, لتكوين تكتل معارض جديد يدعي احتكار الوطنية مشككا من تحت الطاولة بوطنية بقية اطراف المعارضة تمهيدا لضربها, و يتمتع مقابل ذلك بمظلة السلطة في هامش بسيط من الانتقاد على غرار قدري و جريدته قاسيون, و قد اضر هذا التوجه بسمعة الاتحاد الاشتراكي و تاريخة النضالي, مما دعا قيادات الحزب من اصحاب المبادئ مثل الاستاذ عبد المجيد منجونة و الاستاذ حسن عبد العظيم الى التصدي لهذه المحاولات المشبوهة من خلال الطلب من الناصر و مجموعته التوقف عن كتابة المقالات المحرجة لحزب الاتحاد الاشتراكي و التي تخالف مقررات لجنته المركزية التي قررت الاستمرار بالالتزام بخط اعلان دمشق و الاكتفاء بتجميد "النشاط" و ليس العضوية -كما يصور البعض- احتجاجا على أسلوب الاقتراع المباشر و المطالبة بنظام توافقي لإدارة الإعلان, و قد تأكد التزام حزب الاتحاد الاشتراكي باطار التجمع الوطني و اعلان دمشق من خلال الرفض العلني و الرسمي لاقتراح مجموعة تحالف اليسار السوري "تيم" في كتابة اعلان مبادئ جديد عوضا عن اعلان دمشق, و من خلال رد السيدة ندى الخش على مقال نشر في صحيفة اردنية بتوجيه من الناصر.
اما الفئة الثالثة, فهي تتألف من مثقفين و ناشطين نحبهم و نحترمهم, و قد رسموا صورة خاطئة عن اعلان دمشق نتيجة عدم معرفتهم و قلة معلوماتهم, و ابرزهم استاذنا الكبير برهان غليون, الذي كتب بعض بعض المقالات التحليلية عن اعلان دمشق مستندا على جلسة سمر في حفلة غداء ! و مع مجموعة معينة من الاشخاص لا تمثل التحالف العريض لاعلان دمشق فمع احترامنا للاساتذة رياض سيف و رياض الترك و حسن عبد العظيم الا اننا لا نستطيع ان نختصر اعلان دمشق بهم كونهم الاشهر اعلاميا ! , و كان من الأجدر به البحث بشكل علمي –و هو الاكاديمي المعروف- عن معلومات من اطراف و مصادر مختلفة في اعلان دمشق, و كان خلص إلى نتائج مختلفة, عوضا عن الخروج باستنتاج مبسط و سطحي بوجود تيارين و تحالفين داخل اعلان دمشق: ليبرالي محلق في السماء , يحاول استغلال التناقضات الوهمية خارجيا مع النظام دون الالتفات لظروف الداخل السوري, و الثاني معرقل و متقوقع يريد تجميد اعلان دمشق على غرار التجمع الوطني مثل الاتحاد لاشتراكي و العمل الشيوعي بحجة العمل الوطني بمعزل من محيط الظروف الخارجية و تناقضاتها ,و اسقط بذلك تيار ثالث يمثل اغلبية اعلان دمشق بدليل اكتساحه لانتخابات المجلس الوطني يعتمد على دفع عجلة اعلان دمشق على المستوى الوطني من خلال اقامة لجان للمحافظات لكسر الجليد بين المثقف في الاعلان و المواطن البسيط, و المجلس الوطني تمهيدا لانشاء هيكلية مؤسساتية تستحدث برنامج عمل يتعامل مع همومنا و مصالحنا كمواطنين في الداخل مع مراعاة تأثير الظروف الخارجية و تناقضاتها على الوضع الداخلي, و ربما غاب عنك يا عزيزي هذا التيار العريض لأننا لا نستطيع حصره بحزب او تكتل او المستقلين, و هم موزعون ضمن مختلف التوجهات, فمنهم القومي و اليساري و الليبرالي و الاسلامي و الكردي ... الخ ممن يلتقون على هذا التوجه في اسلوب العمل, و من ابرزهم السادة علي العبدالله, أكرم البني, عبد العزيز الخير, فداء الحوراني, ندى الخش, عبد الكريم الضحاك, أحمد طعمة, عبد الحميد درويش, عبد الغني عياش, غسان نجار, , وغيرهم العديد مما لم تسعفني الذاكرة على تدوينهم او من خارج المجلس الوطني, و قد تم استهداف هذا التيار بالذات في الاعتقال و التنكيل.
كما اعتب على السيد القدير هيثم مناع الضجة المفتعلة و خروجه المسرحي من اعلان دمشق بالتزامن مع موجة الاعتقالات مع اننا لم نلاحظ اصلا انه عضو في اعلان دمشق, كما اعتب ترويجه لعدة مغالطات, ربما بسبب ابتعادة عن الشأن السوري لاهتمامه بقضايا عالمية تتعلق بحقوق الانسان, و من ابرز دلائل ضبابية رؤيته و ابتعادها عن الواقع بما يخص الشأن السوري, دعوته "للحوار" مع السلطة التي لم نر منها أي بادرة حسن نية في ظل موجات القمع و الاعتقال المتلاحقة, من ربيع دمشق إلى إعلان بيروت-دمشق الى اعلان دمشق و مجلسه الوطني, و من هذه المغالطات الادعاء بانتهاج اسلوب الاقصاء تجاه بعض الاطراف على رأسها الاتحاد الاشتراكي و هو ما لم يحدث, و كانت اسباب تعثر الاتحاد الاشتراكي معروفة لدى الحاضرين لاجتماع المجلس الوطني, فقد اهمل الحزب تبليغ اعضاء حلفائه في التجمع –الاشتراكيين العرب- بمكان و زمان الاجتماع و قد كان مكلفا بذلك, مم اثر على ثقله انتخابيا و في مناقشات الاجتماع,بالاضافة الى اسباب اخرى نشرها محرر موقع النداء مشكورا اثبته هنا لاهميته :
(((ـ لقد حصل أ. حسن عبد العظيم على 78 صوتا بينما حصل أ. منجونة على 56 صوتا، في حين حصل كل من آخر الفائزين ( اثنين) على 80 صوتا ، وسبقهما فائز بـ 84 صوتا وآخر بـ 85 صوتا، بينما فازت المهندسة ندى الخش ب91 صوتا .
وكان يكفي لفوز أ. عبد العظيم ثلاثة أصوات، ولتقدمه على غيره بضعة أصوات فقط.
ـ مغادرة ثلاثة أعضاء اتحاديين وعدم عودتهم لمتابعة أعمال المجلس، وذلك إثر الاستراحة ورفع الجلسة ( ونتحفظ على ذكر الأسماء لأسباب مفهومة ) وبذلك خسر الاتحاد أصواتهم!
ـ لقد كان أداء ممثلي حزب الاتحاد في بعض مناقشات المجلس الوطني دون مستوى كفاءاته المعروفة، مما أدى لفقدانه نسبة معينة من الأصوات بطبيعة الحال، وهذا الأمر مسلم به من قبل الاتحاديين أنفسهم ويمكن سؤالهم.
ـ إن مبادرة أ. عبد العظيم المفاجئة للترشح، بالإضافة لترشح الممثل المقرر سابقا أ. منجونة، وفضلا عن مبادرة ترشح م. الخش ( التي استجابت وتقدمت بصفة مستقلة وغير مقررة حزبيا) كل ذلك لا بد من ملاحظة تأثيره على تشتت أصوات مرشحي الاتحاد، وقد أشار إليه بيان الأمانة العامة الصادر في 13//0712.
ـ شهد كثيرون من أعضاء المجلس على أن أعضاء الأمانة السابقة في إعلان دمشق كانوا يحضّون على التصويت للحلفاء جميعا، لكن لم تكن هناك قوائم، والتشطيب كان هو طريقة التصويت المستخدمة في قائمة واحدة موزعة وتحمل أسماء جميع المرشحين كما تسلسل ترشيحهم.)))
كما الصق السيد هيثم مناع مواقف الاستاذ رياض الترك باعلان دمشق, و هذا غير صحيح و خلط للحابل بالنابل, فالأستاذ رياض الترك أعلن أن أرائه هذه "شخصية" تعبر عنه وحده, و أثبت هنا حديث الاستاذ حرفيا (((أنا شخصيا أرحب بمثل هذا التصريح بصرف النظر عن السياسة الأمريكية في المنطقة التي جانبت مسألة الديمقراطية التي لم تكن أساسية في علاقات واشنطن مع الأنظمة العربية، وظلت الشعوب العربية تعيش مقهورة من قبل أنظمة دكتاتورية.))
لذلك اتمنى من جميع من يتناول هذا الموضوع من السادة المثقفين و الكتاب الذين ينشدون الموضوعية, مراعاة العوامل و النقاط التي اغفلها السيدين برهان و مناع و غيرهما عن حسن نية كما اظن.