غزّة وسوريا ولبنان كلهم تحت الحصار

غزّة وسوريا ولبنان كلهم تحت الحصار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(مالفرق بين غزّة المُحاصرة من العدو الصهيوني ، الذي منع عن أهلها الغذاء والدواء والكهرباء والماء وحتى حليب الأطفال ، و بين سورية التي تُكبلها الزمرة الحاكمة من كل اتجاه ، وتمنع الاحتياجات الضرورية عن المواطنين بُطرق المكر والاحتيال ، لتدعهم تحت حاجتها والتوسل لها ، ولكي تضمن سكوتهم الأبدي عن طُغيانها، فمع توفر المواد اللازمة في سورية إلا أن مُعظم شعبنا لايستطيع الشراء ، لما أوصله إليه زُمرة التسلّط من الجوع والفقر والحاجة. وكذلك الحال في لبنان وتنفيذ سياسات الحصار الظالمة والمُتكررة عليه من هذه الحفنة المارقة،التي تدّعي محبّتهم لهذا البلد  ، وأُبوّتهم على أبنائه،  وفلسفة الجسد الواحد والقلب الكبير والأخ الأكبر وو.. ، ثُم سرعان مانرى المُمارسات مما يتنافى مع أدنى العلاقات الأخوية ، والتي ليس لها إلا مُسمّى واحد سوى فلسفة الإستعمار ، وأساليبه في منّ المنع والتجويع ومحاولة الإبادة الجماعية، فمن قطع الكهرباء إلى اغلاقات الحدود المُتكررة ، إلى منع عبور حاويات الطعام منه وإليه ليفسد مُعظمها بسبب طول المكوث ، ولإيقاع اكبر قدر من الإضرار بالمواطن اللبناني ،إلى الاعتداء على ممتلكاتهم  في الشق الآخر ، إلى إنزال الويل والثبور لمن يقع بين أيديهم من أهل الموالاة ، والخلاصة : ما الفرق بين عداوة الإسرائيلي وعداوة نظام بشار وقبله نظام أبيه).

كلاهما واحد ، ووجهان لعملة واحدة ، وهما معجونين من طينة واحدة ، مجبولة بماء الظلم والجبروت والطغيان ، فالأول الإسرائيلي الغاصب الوافد من الأقطار المتنوعة إلى اليهودية ينتمي ظُلماً ، والثاني العربي المحلّي الى الإسلام ظُلماً ينتمي ، فلا الأول يُطبق تعاليم موسى عليه السلام في التسامح والسمو وعدم الإعتداء ، ولا الثاني يطبق تعاليم الإسلام السمحة والرحمة والرأفة ، وكلاهما مُنبتين عن  أقوامهما ، وكلاهما يُمارس نفس الأساليب الوحشة واللاإنسانية في الخلائق، والمُحاصر هناك في غزّة أخي المسلم والمسيحي ، وهنا وفي لبنان كذلك ، تعددت الوجوه والسافاك والجزار واحد

العدو الإسرائيلي ارتكب المجازر في فلسطين ولبنان ، وفاقت إعداد ضحاياه الآلاف ، وكذلك النظام السوري فعل في كلٍّ من لبنان وسورية والعراق وفي الفلسطينيين ، وفقط في تلّ الزعتر قتل حافظ الأسد ثلاثين ألف فلسطيني هذا عدا عن المجازر المتعددة فيهم وفي اللبنانيين والسوريين ، وكذلك ابنه بشار الذي سار على منواله ، وقتل من اللبنانيين الرموز والكثير من الأبرياء ، ومثل ذلك فعل في السوريين والعراقيين ، لكنه لم يتمكن بعد من الفلسطينيين ليمارس عليهم الهواية القاتله ن والشرب من دمائهم الزكية ، ولكنه كان المُعين على تصفيتهم في العراق ، عندما ترك الآلاف على الحدود السورية العراقية في العراء تنهش بهم يد الغدر؛ والوحوش الكاسرة؛ وتفتك بهم الأمراض ، على الرغم من كل ادعاءاته الكاذبة بتبنّي قضيتهم إلى الثُمالة ، فباسمهم يبيع ويشتري ثمن سكوت الغرب على جرائمه ، وثمناً لاستمراره في التسلط على رقاب الناس بالحديد والنار، وثمن تحسين وضعه التفاوضي على المحكمة ، وهم يُذبحون من كل جانب ، ممن ادعوا حمل قضيتهم ، ومن عدّوهم البتّار.

هذه هي قصّة الأعداء المحليين أو الغُرب –الغرباء- فكلهم سواء ، جماعة تتقطّر من أياديهم الآثمة الدماء البريئة التي تشتكي إلى الله ظلمهم وبطشهم وفتكهم بالناس ، وعقلية الحصار واحدة لاترحم طفلاً ولا شيخاً ولاصغيراً ولا كبيراً ، ولو استطاعوا أن يُحاصروا الأجنّة في بطون أُمهاتها لقتلها لفعلوا ، ولكنهم يجتهدون في هذا السبيل لتحقيقه ، كما بقر حافظ الأسد بطون الأُمهات في حماة ولبنان وتل الزعتر ، وتلك هي قضيّة المُعذبين في الأرض الذين لايستطيعون حتى الكلام عن مأساتهم التي أتمنى أن يتمكن كلّ مُتضرر من عرضها  على الرأي العام ، وأن يكون هناك أنظمة دولية تحمي من يُدلي بشهادته ، لرأينا العجب العُجاب ، ولكن هؤلاء المقموعين  خائفين ، ومن ذاق طعم الظلم غير الذي سمع به ، لأن الجبابرة الذين لايخافون الله  لايرحمون ، وملّة الطُغيان والتعدّي واحدة ، وهم مصيرهم إلى جهنم وبئس المهاد.