البرزاني يسفه أحلامنا بالوحدة
البرزاني يسفه أحلامنا بالوحدة ؟
وحيد بلال الحلي
[email protected]
يتحدث الأكراد باستمرار عن العدالة والمساواة ومبدأ المواطنة للجميع، ويتهمون العراقيين العرب بالعنصرية والشوفينية عندما يتحدث المواطن العراقي العربي الذي يشكل نسبة 80 % من عدد سكان العراق عن وحدة بلده ورغبته في تولي المناصب العليا فيها، ورغم قبول العراقيين العرب بالوحدة مع الاكراد واعترافهم بالحقوق الكاملة للاكراد وقبولهم بوجود رئيس كردي للعراق إضافة الى نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء ووكلاء الوزارات والسفراء والمدراء العامين، ورئيس أركان الجيش وعدد من الضباط الأكراد في الجيش العراقي وغيرهم ممن احتلوا أعلى المناصب الحكومية في الدولة العراقية، زائدا البرلمان... رغم كل هذه التنازلات من العراقيين العرب اقول رغم كل هذا الوفاء من العرب لاخوانهم الكورد , لكنهم لم يسلموا من تهمة الشوفينية !! ولايمكن لهم الحديث عن وحدة وسيادة واستقلال العراق.
ولكن اذا كان الأكراد ضد الشوفينية ويؤمنون بدولة المواطنة والمساواة ولا يفرقون بين الكردي والعربي حسب ما يدعون في تصريحاتهم... لماذا يهاجمون الآمال والاحلام الوحدوية لدى العرب ؟ بل يصفها احد الزعامات الكردية باحلام العصافير !! لااعرف كيف يجازي الاكراد شريكهم العربي ؟
أبرفضهم تعيين عراقي عربي رئيسا لأقليم كردستان أم بتعيين عراقي عربي رئيسا لوزراء أقليم كردستان؟ أم برفض تعيين بعض الوزراء العراقيين العرب في حكومة أقليم كردستان أو تعيين محافظ عراقي عربي لأربيل أو السليمانية أو دهوك؟
هذا للاستشهاد فقط لان احدا من العرب لم يتجرأ على طلب ذلك ليتحول الى مهزلة وربما سيجعلون منه كبشا جديدا كما حصل للسيد ظافر العاني .
للقاريء العربي الذي لا يعرف شيئا عن مأساة العراق الداخلية.. أقول إن جميع هذه المناصب والوظائف ممنوعة على المواطن العراقي العربي، بل أزيد عليها لا يسمح لكل عراقي عربي دخول المدن الكردية التي بموجب الدستور مازالت تابعة للدولة العراقية حيث يتم وضع شروط والطلب منه الحصول على كفالة شخص كردي حتى يسمحوا له بدخول كردستان، واذا سمحوا له بالدخول يمنع عليه حق شراء العقارات والتملك والعمل... بينما كل يوم يدخل المدن العراقية مئات الأكراد في منتهى الحرية يعملون ويشترون العقارات ويمارسوا حياتهم دون قيد او شرط!
رغم كل ذلك فان الاخوة في الائتلاف يسعون جاهدين للتحالف مع هذه الزعامات لا حبا في العراق ووحدته وانما طمعا في مكاسب السلطة !
لا أدري متى يدرك الائتلافيون حالة التذمر والرفض الشديد التي أنتشرت بين صفوف العراقيين العرب من النهج السياسي الكردي مع حبهم الشديد لاخوانهم الاكراد ،هل تساءل اعضاء الائتلاف العراقي الموحد لماذا يضرب العنف باطنابه مدينة الموصل في حين تنعم اربيل الامن والاستقرار ولايفصلها عن الموصل نهر اوبحر او جبل ؟ من المؤكد ان اصابع كردية تنفذ هذه الاجندة لاضعاف الحكومة المركزية وبالتالي تقسيم العراق .
لقد تمزقت احشائي وانا اسمع طروحات السيد مسعود البارزاني وهو يدعو الى تقسيم العراق متجاهلا الارادة الشعبية والحاجة الى التوحد والتكتل التي دعت العديد من القوى في العالم للتكتل والتوحد لمواجهة الازمات الاقتصادية والتحديات السياسية والاطماع الخارجية ليختم حديثه بالقاضية ويصف آمال العراقيين واحلامهم بالوحدة بـ "احلام العصافير" .
وقبل الختام يجب أن نقول كلمة حق منصفة للشعب الكردي الطيب، فما يصرح به أو ما يتخذه النظام الكردي لا يمثل في اغلب الاحيان رغبات وطموحات الشعب الكردي الاصيل، ولقد جمعتني لقاءات عديدة مع اخوة أكراد أبدوا تأسفهم وخجلهم وامتعاظهم من الكثير من التصريحات والمواقف للسيد مسعود البارزاني الذي يسير بهم نحو الانفصال الذي عبر عنه بعضهم بأنه الموت.