التأييد العربي لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل
التأييد العربي لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل
فرصة جديدة وربما الأخيرة للولايات المتحدة
حسام الرباعي
صحفي وإعلامي أردني
العرب ممثلين بلجنة المتابعة في اجتماعها الوزاري السبت الماضي بمنحهم الضؤ الاخضر للفلسطينيين باستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية غير المباشرة يكونون قد منحوا الولايات المتحدة الامريكية فرصة جديدة لاثبات قدرتها وجديتها للعمل على احلال السلام في المنطقة رغم كل ما تقوم به اسرائيل من ممارسات واجراءات تشكل انتهاكات خطيرة لكل القرارات والمواثيق والشرائع الدولية واستهتارا بالامة العربية ومن خلفها الامة الاسلامية وكذلك الرأى العام العالمي .
واذا ما تقاعست الولايات المتحدة عن ممارسة الدور الجدي والمطلوب في الضغط على الحكومة الاسرائيلية من اجل اجراء مفاوضات حقيقية تقود الى تسوية عادلة على اساس قرارات الشرعية الدولية فليس من المعتقد ان يكون بمقدور الدول العربية ان تمنح الولايات المتحدة فرصة اخرى .
اسباب عديدة ستجعل من هذه الفرصة,فرصة اخيرة ,اقلها ان الموقف الرسمي العربي سيكون هزيلا جدا امام الشعوب العربية وسيظهر هذا الموقف وكأنه لا يستطيع الا الرضوخ للطلبات الامريكية ولا يملك من اللاشارات الا الضؤ الاخض يستخدمه لتنفيذ هذه الطلبات .
وستصبح مقولة ان 99 بالمائة من اوراق الحل بيد الولايات المتحدة محل سخرية الجميع ولن تجد مسؤولا عربيا واحدا يستطيع الدفاع عنها لا سيما وان هذه المقولة تتردد منذ اكثر من ثلاثين عاما لم يجد العرب خلالها الى الاستمرار في العدوان والغطرسة الاسرائيلية.
لن يكون امام المواطن العربي الكثير من الاحتمالات لتبرير الموقف الامريكي في هذه الحالة الا واحدا من اثنين
اما ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تمارس اي ضغط على اسرائيل وبالتالي فان مقولة ال 99 بالمائة من اوراق الحل مقولة اثبتت الولايات المتحدة نفسها فشلها واما ان الولايات المتحدة لا تريد حلا للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي يعيد الاستقرار والامن للمنطقة .
على الولايات المتحدة ان تعي جيدا مخاطر ضياع هذه الفرصة سواء كان على ما تبقى لها من مصداقية في المنطقة العربية او حتى على مصالحها الحيوية فيها فالترحيب والحماس والتفاؤل والامل الذي شاع بالمنطقة عقب خطابي الرئيس الامريكي باراك اوباما في كل من تركيا ومصر قد تناقص بشكل كبير خلال الاشهر الاخيرة فقد احدث الخطابان ثورة في التوقعات لدى شعوب المنطقة الا ان الممارسات التي تلت ذلك قادت الناس الى الشعور بشىء كبير من خيبة الامل والخطورة الكبرى عندما ينتشر هذا الشعور ويسيطر على مشاعر الشعوب.
ان عدم استغلال الولايات المتحدة للفرصة المتاحة سوف يرسخ لدى الشعوب العربية والاسلامية ايضا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وان كل الجهود السياسية والدبلوماسية ما هي الا مضيعة للجهد والوقت معا.
ومخطىء جدا من يعتقد بان الامة العربية لا تملك وسائل القوة , صحيح ان هناك حالة ضعف عربي لكنها ليست حالة ضعف في الامة وشعوبها ولا حتى بمواردها المالية وانما هي حالة ضعف في الارادة السياسية ولكي نكون اكثر دقة هي حالة ضعف بمستوى التضامن والتعاون ,والتنسيق ما بين الانظمة الحاكمة.
العمل من اجل معالجة هذا الضعف لن يغيب عن الشعوب العربية ولا منظمات المجتمع المدني والاحزاب فيها
وستكتسب الدعوة لمعالجته قوة اكبر وحماسا اكبر في حال ضياع هذه الفرصة .
استغلال الولايات المتحدة لهذه الفرصة وبشكل جيد لن يحفظ الهيبة والمكانة وامصالح الامريكية في المنطقة فقط وانما سيؤدي الى سلام وامن واستقرار ستتمع به شعوب المنطقة كلها مثلما تتمتع به اسرائيل ان هي جنحت الى السلام وتخلت عن روح الغطرسة والاستكبار.