بشار يقول:فصدقوه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

بشار يقول:فصدقوه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( تابعت كلمة بشار في الاحتفالية الهزلية المُضحكة لدمشق عاصمة الظلم والقهر والاستعباد ومنع الثقافة وسجن المُثقفين وأصحاب الرأي ، وقمع الحرية وسجن وقتل وتهجير الأحرار فيها ، فلم أتمالك نفسي من الضحك حيناً والابتسامة أحياناً ، وهو ينطق ألفاظاً ومعانيا كبيرة ، لاأظنه يفقهها أو يعلم مضمونها ، سوى اللهم كُتبت له ، وكان يقرأها بتعثر بالغ ، ولم يخرج عن أسطرها قيد أُمّلة ، ولم يكن خطابه طويلاً كالعاده ، لأنه لم يجد من يتفلسف عليه ، ولو فعل ، فمن المؤكد أنّ السيد عمرو موسى الذي كانت بادية على وجهه علامات الاستغراب في حديث بشار ، المُحلق في السماء والبعيد عن الواقع السوري الكثيب والحزين البائس ، كان سيغادر القاعة ، ومثله سيفعل الرئيس التركي عبدالله غول، ولذلك اختصر)

بشار يقول : دمشق عاصمة الثقافة العربية ليست مجرد مدينة أو عاصمة أو مكان جغرافي يقع في قلب بلاد الشام.. ؟ والدليل مُحاكمة مئات المُثقفين وأصحاب الرأي على مدار أيام تسلطه على البلاد والعباد بالسنين الطوال

بشار يقول : فأنى اتجهت في عاصمة الدنيا دمشق تعطرك برائحة الزمان الإنساني المنتشرة في كل مكان فيها .. ؟ والدليل الوجود الإستخباراتي القمعي الكثيف ، وفروعه المنتشرة على طول البلاد وعرضها ، ماعدا زنازين التعذيب التي هي أكثر من أن تُعد وتُحصى

بشار يقول : فالدروب التي سار عليها بولس الرسول مورقة بالمحبة التي زرعها وبواباتها تفتح صدرها لكم والبسمة في عيونها..؟ لاأدري لمن للفرس الإيرانيين الإثني مليون الذين حلّوا مكان السبعة عشر مليوناً من السوريين المُشردين في كل بقاع الأرض مابين منفي ومُغترب وطافش ، ومُعظمهم لايستطيعون العودة الى بلدهم ، لأن البوابات الأمنية بانتظارهم منذ وصولهم ، بالترحيب المعروف وهدر الكرامات ، وتلفيق الاتهامات ، ومن ثمّ إلى المصير المجهول

بشار يقول : بني أمية ينظرون إلى الأفق مطلين من مآذن الأمويين حارسين ؟ والدليل التبشير الشيعي الفارسي ، واحتلالهم للمواقع الإستراتيجية في المدن السورية ، واتخاذهم لمساجد الأمويين مزارات ، ورميهم للقاذورات على قبور الصحابة رضوان الله عليهم

بشار يقول : وصلاح الدين يهزأ بالذين يضمرون سوءا لدمشق أو يعلنون..؟ وعلى القادمين إلى ارض الشام أن يخففوا الوطء فأديمها من أجساد شهداء خالدين مازالت أرواحهم تحوم في سماء امتنا قناديل تضيء الدروب نحو الإبداع والتقدم والكرامة..؟ والدليل :الرد العنيف على الاختراقات المُتعدده لأجوائنا السورية من قبل العدو الإسرائيلي، وضربهم لأهداف حيوية ، ووعدهم بالرد المناسب بالمكان المُناسب

قال بشار : هنا أضرحة كبار الفلاسفة والكتاب والشعراء والفنانين من كل إنحاء الوطن العربي من ضريح الفارابي إلى ضريح الارسوزي.. من ضريح ابن عربي الى ضريح النابلسي.. من ضريح حسين مروة إلى ضريح عبد الكريم الكرمي.. ومن ضريح الجواهري إلى ضريح نزار قباني ؟ ولم يذكر أضرحة شُهداء تدمر وحماة الشهيدة ، وبقية المدن السورية الأبرار ، وأعدادهم بعشرات الآلاف ، ولم يذكر الخزنوي ومن قضوا في عهد بشار ، تحت التعذيب أو اغتيالاً ، وإذا أراد نذكرهم بالأسماء نفع . ولم يذكر أن نزار قبّاني والحوراني وحوّى والشيخ أبو غدّة وأبو النصر والشيخ الزرقا والدواليبي والأميري وبقية كواكب سوريا ماتت في المنافي بعيدة عن الأوطان ، أو اغتيلت كبنان العطّار والبيطار وغيرهم

قال بشار : ان مدينة دمشق ذات أسوار وأبواب لكنها لم تغلق نوافذها فى وجه الريح يوما..؟ ولو استطاع لفعل ، ولكن ليس بيده حيلة لذلك، ولكنه استطاع أن يغلق الأبواب في وجه أبناء سورية ، وتركهم ماوراء الحدود

قال بشار:  إن دمشق عاصمة للثقافة العربية يعني ان تكون عاصمة للكرامة العربية.. تمنحنا الإحساس القوي بالعزة القومية واالانسانية إحساسا لاينضب بالكرامة الوطنية..؟ وبالفعل فلا ينقصنا في سورية سوى الإفراج عن الكتاب والكُتّاب والمُثقفين وأصحاب الرأي، وأن نُعيد للمواطن السوري كرامته وعزته التي امتهنها طُغاة الشام ، والإحساس بآدمية الإنسان السوري

قال بشار :  ولهذا فدمشق عاصمة ثقافة المقاومة بوصفها سمة أصيلة من سمات ثقافتنا العربية..هي ثقافة الحرية والدفاع عن الحرية.. ثقافة المقاومة هي ثقافة الإبداع لان حريتنا شرط لإبداعنا..ولايمكن أن ينفصل الإبداع عن الحرية..؟ ثقافة المُقاومة بالكلام المُصدّي والاختباء بالجحور أثناء العدوان على لبنان ، والرد العنيف على العدوان الإسرائيلي بالتصريحات النارية ، وبالأغاني الشعبية ردّي ردّي عليه ردّي . وثقافة الحرية والدفاع عن الحرية ، بالحكم على الأحرار بالسنين الطوال ، ولجم أيّ مُتفوه أو ناقد للوضع ، وقمع الناس ، ومنعهم من أبسط حقوقهم الإنسانية . وأمّا ثقافة الإبداع ،فهي  في إيذاء الناس وإلحاق الضرر بهم ، والتفنن في ذلك . وقوله : إن حريتنا شرط لإبداعنا..ولايمكن ان ينفصل الإبداع عن الحرية..؟ بالفعل فلا حرّية عندنا ولا إبداع والفساد يُعشعش في كل مناحي الحياة ، حتى وصل مستوى دون  خط الفقر إلى أكثر من 70% بالمئة من أبناء شعبنا السوري

قال بشار : إن الثقافة العربية تقيم علاقة حب وانفتاح مع ثقافة الآخر..؟ فلا ادري أيّ ثقافة هو ونظام حكمه عليها ، حتى صارت سورية معزولة عن مُحيطها العربي والدولي ، لا شك إنها ثقافة التبعية للفكر الفارسي اللعين

قال بشار: دمشق أنموذجا في ذلك.. تفتح قلبها لمن يأتيها حاملا قلبه.. وتغلق أبوابها أمام من يأتيها حاملا سيفه.؟ ولذلك نجد السّياح الإسرائيليين يجوبون البلاد طولها وعرضها لأنهم حاملين إليها قلوبهم ، وتُغلق أبوابها أمام أبناء الوطن لأنهم يحملون السيف ويريدون تدمير بلدهم الحبيب

قال بشار: نحن أبناء ثقافة واحدة.. ثقافتنا العربية هى وطننا جميعا.. في رحابها نعيش متساوين فى الانتماء إليها.. فخورين بالدفاع عنها..مبدعين فى حقلها.. عائشين فيها هويتنا الأعمق لأنها نمط وجودنا وقيمنا وأفكارنا وعقائدنا وإبداعنا الروحي.؟ ولذلك تحوي سجوننا ومُعتقلاتنا للآلاف من إخواننا اللبنانيين المخطوفين منذ عقود ، والعراقيين الذين رماهم الزمن للجوء إلى وطننا فإذا هم خلف القضبان ، والأردنين الزائرين ، جميعهم حُشروا في غياهب السجون ، ولا أحد يعرف عنهم شيئاً ، وكان آخرهم مُعتقلين سعوديين

قال بشار : إن الثقافة العربية هي العروة الوثقي والرابطة التى توحد أمالنا وآلامنا..؟ ولذلك فهو يزرع الشقاق والموت في لبنان والعراق وسورية، ويُعمدها بسفك بالدماء

وأخيراً : أود أن اسأل بشار بالله العظيم ؟ هل هو مُقتنع بما قاله ، وهل يفقه معاني ماجاء على لسانه ، وإن كان كذلك ، فلم يحرف الوقائع ، ولا يتنازل عن غيّه ويرحل ، أو يكون بين الشعب منه وإليه لا عليه ، فالشعب السجين لايُفرج عنه الكلام المُنمق  ، والشعب الجائع لايشبعه لحن الكلام ، والشعب المُشرد لايرده الى بلاده مثل هذه الخطابات الممجوجه المُكررة والعديمة الطعم والرائحة، فلا نُريد جعجعة ، ولا نريد طحينه ، بل نريد عيشاً رغيداً كريماً ،ونُريد الحرية والكرامة وصون الأعراض والدماء والممتلكات ، ونريد باختصار أن ترحل يابشار أنت وزمرتك الى أيّ مكان تريد ، المهم أنّ شعبنا قد سئم العيش مع ظلمكم واستبدادكم ، فأسأل الله أن يُزيلكم في القريب العاجل بإذن الله