سياسة الغرب الإيرانية
محمد هيثم عياش
برلين /07/05/10/ يرى مراقبو تطورات خلاف الغرب مع ايران بسبب ملفها النووي استحالة وقوع اي عمل عسكري تشنه الولايات المتحدة الامريكية او الكيان الصهيوني ضد ايران كما ان اتخاذ الغرب عبر مجلس امن منظمة الامم المتحدة الدولي عقوبات جديدة ضد تلك الدولة لن يؤدي الى اخضاع حكومة الملالي لمطالب الغرب بوقف تخصيبها اليورانيوم داخل بلادها وقبول عروض الغرب تخصيبه خارج ايران وتوريده اليها مرة اخرى .
ويعتقد وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية جيرنوت ايرلر الذي يشغل حاليا مسئول السياسة الخارجية للحزب الديموقراطي الاشتراكي ونائب رئيس كتلته النيابية ان الغرب الذي قام بتأييد معارضة الشارع الايراني اثر ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية وبالتالي أمله بنجاح زعيم المعارضة مير حسين مولوي في الانتخابات ذلك الزعيم الذي وعد شعبه بانفتاح كبير على الغرب لم يكن صادقا بسياسته تجاه ايران فهو لم يأبه لقضايا حقوق الانسان وانتهاك كرامته وانتقاداته للحكومة الايرانية بانتهاجها العنف ضد المتظاهرين كانت مجرد عاطفة دبلوماسية خجولة اذ ان الغرب يعتقد تماما ان اي عمل صبياني يقوم به ضد ايران سيؤدي الى اختفاء الامن تماما في اوروبا من اقصاها الى اقصاها . وأكد ايرلر بمحاضرة القاها مساء يوم الخميس من 6 أيار/مايو الحالي في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ان الولايات المتحدة الامريكية غير راغبة بحرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط كما ان الكيان الصهيوني الذي يتوعد ايران بالويل والثبور لا يستطيع القيام بمفرده بعمل عسكري ضد ايران بدون دعم من واشنطن وأوروبا ترفض تماما اي رصاصة طائشة تطلق ضد ايران وعلى الغرب تسوية نزاعه مع ايران سلميا وعدم ابراز عضلاته لتخويف تلك الدولة .
ويؤكد خبير شئون الشرق الاوسط كلاوس فينكليهانيه وهو مستشرق مغمور عاش ردحا من عمره في اليمن وعلى خبرة واسعة بالمنطقة ان الغرب يمارس مع ايران ودول الخليج العربي دور الثعلب فهو يقوم بتحذير دول الخليج من خطر ايران النووي الا انه سيضطر آخر المطاف بقبول ايران دولة نووية مثل الباكستان والهند وربما ايضا كوريا الشمالية اذ ان لطهران الحق مطالبة الغرب بمساءلة الكيان الصهيوني عن ترسانته النووية كما ان لايران والدول العربية الحق بامتلاك النووي وهو قانون دولي بأن كل دولة مستقلة لها الحق بتطوير علومها للصالح السلمي وايران تؤكد ان ما تقوم بتطويره هو للصالح السلمي والعلمي .
وأعرب قائد الجيش الالماني السابق ورئيس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية كلاوس نويمان عن قلقه بامتلاك ايران وتركيا ودول اسلامية اخرى مثل السعودية الاسلحة النووية اذ ان هذه الاسلحة ستكون نهاية المطاف موجهة ضد اوروبا مشيرا بأنه اذا ما أراد الغرب توجيه ضربة عسكرية لايران استمالة دول الخليج اليه واقناعها ضرورة دخول عضوية حلف شمال الاطلسي / الناتو / للدفاع عنها اذا ما قامت ايران بحملة عسكرية ضد تلك الدول فاطماع طهران بتلك المنطقة قديمة .
واعتبر احد الصحافيين المسلمين خطر ايران على المنطقة قائما ، فايران تعتبر نفسها زعيمة الشيعة في العالم الاسلامي وتريد مضاهاة السعودية التي تحمل لواء الدفاع عن الاسلام وزعيمة اهل السنة في العالم الاسلامي الا أن على الغرب عدم الاعتقاد موافقة دول الخليج العربي بتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران لإزالة خطرها عن المنطقة برمتها ، صحيح ان هناك عداوة بين اهل السنة والشيعة وقلق كبير نشر ايران مذهب التشيع في منطقة الشرق الاوسط برمته الا ان محاولاتها فشلت فقد حاولت تشييع اهل البوسنة الاانها فشلت اذ ان التوعية الاسلامية موجودة لمجابهة فكر التشيع وقد اثبتت وقائع التاريخ السياسي للاسلام والغرب تعاضد المسلمين مع بعضهم البعض مواجهة عدو خارجي والسعودية والامارات بالرغم من خلافها مع طهران بشأن جزرها الثلاثة ترفضان بقوة اي عمل عسكري ضد تلك الدولة ومحاولة ضم دول الخليج الى / الناتو / ستبوء بالفشل .
وأعلن مشاركو محاضرة يوم أمس ضرورة تغيير سياسة الغرب مع ايران تكمن بالحوار ومحاولة كسب ثقة طهران بصدقية الغرب تجاهها فالعقوبات الاقتصادية لن تسفر عن ركوع طهران تجاههم وعمل عسكري سيؤدي الى وقوع حرب عالمية من خلال قيام تحالفات عسكرية جديدة في العالم فروسيا تتربص بالغرب الدوائر والصين تتطلع لاحتلال قمة القوة في العالم على حد أراءهم .