أوراق من خط بارليف
اليوم صالون المبدعات والموضوع ( أوراق من خط بارليف ) والضيف البطل سعد زغلول واحد من أبطالنا الذين عبروا في السادس من أكتوبر ..الصالون يشع نورا وبهاء في ذكري العبور , لقاء استثنائي يشرفه بالحضور الدكتور محمد رضا الشيني رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي , ومن حولي تتنائر ورود الصالون ..حنان ,’ ونادية , وسمية , ونادية , وحنين , ورائدة العمل الاجتماعي عنيات الشربيني , والسادة الرجال الذين شاركونا الصالون الشاعر الكبير ابراهيم رضوان , والأديب الكبير ابراهيم طه , والكاتب ابراهيم شوقي حجر وأسامة حمدي مدير قصر ثقافة المنصورة ومحمد حنفي مدير الخدمات الثقافية وسهام بلح مشرفة العلاقات العامة....النور يزهو والصالون متألق, وذكريات انتصار أكتوبر ترسل برقيات التهاني والأماني عبيرا يفوح , كان البطل سعد زغلول يشعر بأنه في ليلة عرسه ومصر هي الحبيبة التي اشتاقها في سنوات صباه , امتطي سعد جواد الحواديت التي تشبه الأساطير ليحكي عن الحرب العظيمة
في تاريخ الأمم أيام خالدة لا تُنسى، وتظل الأمة في حاجة إلى تذكّرها واستلهام دروسها وعبرها وهي ترنو لمستقبلها؛{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5].
قال سعد في زهو وفرحة : ومن أهم الأيام في تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م حين حققت الأمة أول نصر حقيقي في تاريخها الحديث على الصهاينة، بعد هزائم متتالية تجرعت الأمة مرارتها، بعد أن أغرقها حكامها في بحر الاستبداد الذي مسخ شخصيتها، وجرّف قيمها وأخلاقها ومروءتها وضيّع رجولتها، وحرص على إبعادها عن دينها مصدر قوتها وعزتها، وشغلها بالتمجيد للمستبد الظالم عن التدريب الجيد والاستعداد اللازم لمواجهة عدوها، وكانت الهزيمة الكبرى في الخامس من يونيو سنة 1967م، التي دفعت فيها الأمة ثمنًا باهظًا بعشرات الآلاف من خيرة شبابها، فضلاً عن تدمير معظم عتادها وتسليم مساحات شاسعة من أرضها لعدوِّها الذي استأسد وأعلن أنه لا يُقهر.
لكل هذا وغيره كانت حرب العاشر من رمضان حدثًا فاصلاً في تاريخ الأمة التي عادت تعلن عن نفسها بشكل جديد، وتؤكد أنها قادرة -بفضل الله تعالى- على تجاوز جراحها، وتحقيق آمالها، متى صحّت الإرادة وصدقت النية واتضح الهدف واجتمعت الأمة حول ثوابتها لا حول أشخاص حكامها , تحدث سعد عن ذكريات الحرب ومكابدة الأهوال والشدة التي تفوق تحمل الجبال, وكيف صور العدو الاسرائيلي خط بارليف الحصين واستحالة عبوره, لكن
كانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر) وكان يقين جنودنا أن الله أكبر من كل تحصينات الصهاينة ومن وراءهم
تحول الإيمان وصيحات الله أكبر إلى قوة نووية إندماجيه وإنشطارية فنسفت ذالك الحصن المنيع المسمى بخط بارليف والذى ظن الصهاينة أنه الدرع الذى لا يقهر وفاتهم أن القسطنطينية أبت وعصت إلى أن جائها محمد الفاتح..
عبرت مصر بجيشها وبدعم أمتها وبإيمانها بربها وبالحق..
فرحمة الله على دماء روت سيناء ونسفت أسطورة خط بارليف المنيع ..رحم الله من خطط ومن نفذ ومن إتخذ القرار...
دمر الجنود البواسل خط بارليف وحصونه وحصدوا الصهاينة حصدا وأسروهم كالجرذان...
ولكن هل تخلصنا فعلا من خط بارليف؟؟
إن كان المقصود بخط بارليف هذا الحصن العسكري الحصين على ضفة قناة السويس فقد أذلناه ودمرناه بالفعل..
أما وأنى أرى خط بارليف أكبر من هذا الحصن ..إنه خط فكرى منهجي هو خط الدفاع الأول عن الصهيونية
خط بارليف الفكري بدأ قبل الخواجة بارليف وقبل إسرائيل الغاصبة ..
أراه هناك مع عبدالله بن سبأ يؤسس لأولى حصونه بالتدليس والكذب والفتنة وشق الصفوف وتفريق الأمة وتمزيق جسدها
أراه ممتدا عبر مدرسة بن سبأ التي لا تمل وأتذكر دعوة الفاروق اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة...
عبثت تلك المدرسة بجسد الأمة وزرعت الفتن وبدأت تبنى الحصون حصن تلو الأخر فقسمت الأمة فرق وجماعات ومذاهب وداخل المذهب أجنحة وملل ..زرعت الحقد ودلست على التاريخ وغيرت الحقائق وفرقت الجمع
فى لحظات القوة كان خط بارليف هذا يتوارى من قوة الأمة وتخفيه إنتصاراتها
كان البطل يتحدث وقدسرق مشاعرنا لأيام العبور , وقد وضع أمامه بعض الأسلحة التي استخدمت في المعركة وبعض خطابات الحب الذي وجدها مدفونة في رمال سيناء أرسلها الجنود الاسرائيليون أثناء العركة لمحبوباتهم..
كان الحيث شيقا وممتعا , وزاده متعة قصائد الشعراء وأهمها قصائد ابراهيم رضوان مدد ..مدد شدي حيلك يا بلد لتكون زاد الشعب في الشدة , واختتم الصالون الدكتور رضا الشيني مبديا إعجابه بالصالون وموضوعاته الآنية ,’ مؤكدا حرصه علي زيارة الأماكن المحرومة من الثقافة ليكون الصالون واحدا من تلك الروافد الثقافية المهمة.