معتقل "دير شميل" سري واختفاء قسري

معتقل "دير شميل" سري واختفاء قسري

محمود الشمالي

من معسكر للشبيبة قبل الثورة الى معتقل سري يضم اغلب حالات الاختفاء القسري . معتقل دير شميل او المركز كما يحلو للشبحية في محافظة حماه تسميته. يشرف عليه عناصر من الدفاع الوطني والشبحية ويتبع لفرع المخابرات الجوية في محافظة حماه . مع نشوب الحرب في سوريا نشأ ما يسمى بميليشيات الشبيحة، وهم متطوعون للدفاع عن نظام الاسد كرديف للجيش النظامي ، ومع ازدياد أعدادهم، قامت أجهزة المخابرات بإلحاق بعضهم بالأجهزة العسكرية فيما سمي لاحقاً الجيش الوطني. وقذ اتخذت هذه الميليشيات من معسكر “دير شميل” مقراً للتجمع والقيادة هذا المعسكر الذي يعتبر فيما مضى معسكرا للشبيبة , وتقدر مساحته بحوالي 180دونماً، ويقع على بعد  k.m 55 غرب مدينة حماه  وعلى بعد 10 k.m  جنوب مدينة سلحب.

هذا المعسكر محاط بشكل كامل بالقرى الموالية للنظام السوري، وبحسب تقرير نشر على قناة العربية بالتنسيق مع مخابرات الجيش السوري الحر وبحسب شهادات اهل المنطقة الذين التقينا مع بعضهم,  يشرف على هذا المعسكر العقيد المتقاعد فضل الله ميخائيل من ابناء بلدة الربيعة الموالية للنظام والقريبة من المعسكر, كما افاد التقرير ان ما يقارب 10 آلاف من الشبيحة منظمون في هذا المركز، مزودين بعشرات السيارات المسلحة برشاشات متوسطة أو ثقيلة، ويحتوي المركز على مواقع للتعذيب والاحتجاز، وتفيد بعض التسريبات بوجود نحو  5000معتقل في معسكر دير شميل، بينهم نحو 300امرأة، يعانين من التعذيب وسوء المعاملة.

وعند لقائنا بعبد الهادي الذي وافق فقط على ذكر اسمه والذي اعتقل في مركز دير شميل اخبرنا قائلا: “يعجز اللسان عن وصف ما يقوم به الشبيحة في مركز دير شميل انهم يتناوبون ليلا ونهارا على تعذيب المعتقلين ويتفننون في طرق التعذيب منها الشبح والجلد حتى الاغماء والصعق بالتيار الكهربائي واجبار المعتقلين على ضرب بعضهم وبشدة.

وعند سؤالي له عن وجود نساء معتقلات في هذا المركز تنهد قائلا:

ما كان يؤلمنا اكثر من طرق التعذيب البشعة التي كانت تمارس علينا هو صوت النساء وصراخهن الشديد في قاعات المعتقل وكنت اسمع دوما اسم قاهرة الرجال ! قاهرة الرجال! يتردد على السنة الشبيحة في المركز لاكتشف بعد خروجي من فرع امن تم نقلي اليه لاحقا ان اسم قاهرة الرجال يطلقه الشبيحة على الملازم اول  ناريمان فهد الكباش وهي من ريف حماه الشرقي من ناحية الحمرا”.

وفي 

">تسجيل مصوربثه ناشطون في وقت سابق , يظهر احد الشيوخ والذي يبلغ السبعين70 من العمر يظهر واثار التعذيب والجلد على جسده واضحة ويتحدث عن ظروف اعتقاله القاسية والتي كانت من دون أي سبب يبرر هذا الاعتقال وقد امضى في هذا المعتقل عشرة ايام كانت كافية لخروجه منهكا من التعذيب والقهر.

وفي شهادة اخرى اخبرنا ابو شادي الذي اكتفى بذكر لقبه لضرورات امنية كونه يقطن في منطقة من السهل على قوات النظام الوصول اليها :

لا ادري لماذا تم اعتقالي , وضع الشبيحة قطعة من القماش على وجهي ولم ارى النور الا داخل غرفة كبيرة مليئة بالأشخاص الذين تظهر على اجسادهم اثار التعذيب الشديد منها القديم ومنها الحديث , ولم اسمع منذ دخولي الى هذا المكان سوى الصراخ واصوات الضرب والجلد وحتى الكلمات المسيئة للذات الإلهية ليتم بعدها تعذيبي بالضرب والصعق وغيرها من الطرق التي باتت معروفة لمعاملة النظام واتباعه للمعتقلين “.

واكمل ابو شادي قائلا ” بعد خروجي من المركز عن طريق شخص دفعت له مبلغ كبير من المال اخبرني اولادي واخوتي انهم لم يدعوا فرعا من افرع الامن في محافظة حماة الا وسألوا عني به الا انهم لم يلقوا أي اجابة تفيد بمكاني

هذا الامر ما يؤكد وبشكل قاطع على ان قوات النظام ارتكبت الكثير من جرائم الاختفاء القسري ومنها حالة ابو شادي , وخاصة في مركز دير شميل الذي يضم المئات من الحالات التي تشابه حالة ابو شادي .

ومن الجدير ذكره اننا تمكنا بعد جهد ومتابعة  من الحصول على اكثر من 60 صورة موثقة بالاسم للشبحية المنظمين في مركز دير شميل بمساعدة العديد من ابناء المنطقة والمهتمين بهذا الامرواغلب هذه الصور ملتقطة اما داخل المركز او في الاماكن التي تمارس بها هذه المجموعات مهماتها  ومن ضمن هذه الصورة صورة ملتقطة بهاتف المدعو كارل حواط احد الاشخاص المنظمين في مركز دير شميل وتظهر في الصورة جثة محروقة تماما وللتذكير ان الصورة من داخل المركز .