الدبلوماسية الكردية

ودورها في نقل راهن الكرد إلى المجتمع الدولي

حسين أحمد

[email protected]

لقد مرت أربع سنوات من عمر الثورة السورية ,و مازال الشعب السوري يكافح ويناضل بكل السبل المتوفرة لديه, و يقدم أبنائه دمائهم بسخاء على مذبحة الحرية في سبيل تحقيق أهداف ثورته الباسلة ,ولا يزال حتى الآن يقدم تضحيات نفيسة ويعيش القهر والهوان, جراء ممارسات النظام السوري البربرية , وان الشعب الكردي الذي يعيش على ارض أبائه وأجداده التاريخية ,وكسواه من الاثنيات السورية دفع ضريبة باهظة,لأنه أراد أن يشارك الثورة ,ويتفاعل مع أبناء سوريا المطالبين بالحرية ,وأيضا بغية أن ينال مطالبه القومية المشروعة في سوريا الحديثة , حيث تعرض رجاله لاغتيالات فظيعة في مناطقه الكردية وفي المدن الأخرى كحلب والحسكة ,وجرى اعتقالات عديدة لشبابه,وزج نشطائه في السجون, ومورست سياسة إفراغ المناطق الكردية من سكانها وتشتيتهم هنا وهناك, وكل ذلك أكد للقاصي والداني بأن الدبلوماسية الكردية التي تمثل الواجهة السياسية والحضارية للحركة الكردية في سوريا بعيدة كل البعد في ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية ,وان تتمكن من التفاعل مع مجريات الثورة السورية بإبعادها السياسية والعسكرية ,وإزاء كل ما حصل في كوردستان سوريا ,وبالأخص فيما يتعلق بالمفاوضات( الكردية الكردية) ,التي جرت في المدن: كـ قامشلو وهولير وبعد ذلك تجاوزت حدود الكرد لرفع وتيرة التواصل مع شركائهم في الأطر الأخرى التي تمثل المعارضة السورية كـ ( اسطنبول - روسيا – جنيف – قطر- مصر )بالإضافة الى اللقاء الذي جرى في اسطنبول مع عضو السابق في كونكرس الأمريكي جون ماكين.حيث ادرك المراقبون آنذاك بأن هذه الدبلوماسية المذكورة لم تتكلل بالنجاح لإيصال الصورة الواضحة لما يحدث على الساحة السورية من خلال الحراك الثوري والسياسي والسلمي أن كانت مظاهرات , أو اعتصامات أو فعاليات التي تدين النظام الهمجي ,وان تطرح دور الكرد في رسم ملامح  مستقبل سوريا إلى الرأي العام الدولي ,ووضع تصورات كردية التي تعني مستقبل سوريا على طاولة أصحاب القرار في المجتمع الدولي ,وهذه الدول التي بيدها مفاتيح خارطة الطريق..

ان هذه الدبلوماسية التي تجسدت في قيادات المجلس الوطني الكردي عبر إطارها التنظيمي ,التي بدأت ظهورها منذ اندلاع الثورة وهي عاجزة عن تحمل مهامها السياسية الملقاة على عاتقها والتي تعطلت إمكاناتها وخاصة في لقاءات " هولير" - والتي بموجبها تم الإعلان عن الهيئة الكردية العليا - المتمثلة في المجلسين الكرديين , والتي أمالت شرعيتها إلى طرف بعينه, بسبب عدم امتلاكه لرؤية موحدة داخل المجلس نفسه, فتوسعت هذه الفجوة أكثر فأكثر لعدم تفعيل قراراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية المسماة بـ (اللجنة التخصصية ) , فبعد المؤتمر الثاني  للمجلس الوطني الكردي الذي انعقد في مدينة قاملشو , ليؤكد على جملة من القرارات الإستراتيجية وكان من ابرز تلك القرارات التي تصب في مصلحة الكرد , كحق تقرير المصير للشعب الكردي ,وطرح شعار إسقاط النظام , ودعم مسيرة الشباب وإضافة إلى ذلك مطالبته بالفدرالية للشعب الكردي في سوريا , والتأكيد بان المجلس الوطني الكردي هو جزء لا يتجزأ من الثورة السورية .

وبانضمام المجلس إلى الائتلاف الوطني السوري. تجلى واضحاً تخلف الدبلوماسية الكردية عن مواكبة المرحلة الأكثر تطوراً ,وخاصة من خلال المتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي ونقل واقع الكرد من محطة الى أخرى والمتمثلة بالوفد الكردي الذي شارك في لقاءات الائتلاف السوري , تلك اللقاءات التي دارت في أروقة الائتلاف ,والتي كانت وجها لوجه مع رموز المعارضة التي هي بدورها تريد غض النظر على مسيرة الكرد في سوريا عبر تاريخه الطويل , والإخفاق الذي مني به الوفد الكردي المفاوض لضعف تجربته في فن التفاوض والدليل على ذلك تلك الانسحابات التي جرت في المجلس الوطني, ثم تلاه انضمام الوفد الكردي إلى مفاوضات جنيف الذي عجز ممثلوا الكرد ثانية  ان يثبتوا جدارتهم كرقم صعب لا يمكن تجاوزه.