كان الأولى القول دمشق صارت عاصمة السخافة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

كان الأولى القول دمشق صارت عاصمة السخافة

العربية والعالمية في ظل عهد بشار

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

عن أيّ ثقافة يتحدثون لتنطلق من دمشق عاصمة الكبت والحرمان، والظلم والقهر والمنع والحجب والمُراقبة والسجن أعمال فعاليات احتفالية للثقافة العربية ، التي مُعظم روادها من السوريين في السجون والمنافي وما تحت الأرض في أقبية الزنازين والمُعتقلات ، أيعقل أن يكون في سورية ثقافة مسموح بها غير سخافة الحاكم وزبانيته الصناديد العُتاة في الإجرام ، والتمجيد بحمده والتقديس له، لا شكّ إنها لمهزلة عندما يُطلق على عاصمة الطغيان والطواغيت الأب والأبن الذين لايعرفون لغة للتعامل مع الناس سوى لغة الإرهاب والبطش والسحل والسجن والأحكام الجائرة ، فلا صحفاً عندنا ولا صحافيين يُسمح لهم بإبداء أرائهم ، ولاسياسة عندنا ولا سياسيين فوق الأرض مسموح لهم أن يعملوا على ضوء الشموع حتّى، ولا نت مسموح أن تقرأ منه ولا ان تكتب فيه ، والويل كل الويل لمن يشذ عن قاعدة الدكتاتور، واقلها كما حُكم على مجموعات النت يست سنين فقط لاغير ، ثُمّ بعد ذلك يَدّعون أن دمشق في ظل بشّار تستحق ان تكون عاصمة لما هو أهم من الغذاء والشراب والدواء ، الذي وقود الروح وسبب وجوده المتعلق بثقافته التي يحاربهم عليها جُهلاء الشام)

في بلادنا سورية اجتمعت كُل الموبقات في عُنصر الفساد والإفساد في كلّ شيء ، بسبب المحسوبيات وسلطة الإستبداد والإستخبارات ، التي لاتعرف شيئاً سوى مراقبة المواطن في كل حركة يخطوها وسكنة يقوم بها ، إلا اللهم فيما يخص حاجته وبؤسه وشقاءه وموته البطيء بسبب الفاقة ، فهم لايسمعون ولايعقلون ولايدرون ولايرون شيئا، بدءاً بمعيشة المواطن التي صارت في الحضيض ، وفي أسفل سافلين

 ولقد تواصلت مع قادمين من سورية ، وداخلين على النت ، وما تنشره بعض المواقع السورية عن مُعاناة المواطنيين السوريين ، والغلاء الفاحش ، والمُفارقة مابين القلّة القليلة التي اغتنت على حين غرّة  والتي بمعظمها فاسدة ، والأغلبية الساحقة التي قاربت نسبتها الى 80% بالمئة من الشعب السوري ، الذين بمعظمهم صاروا يعيشون على الفضلات والقمامات ، وما تركه السبع ، وحتى الكثير منهم لايجد هذه البقايا ، مما سبب هذا الوضع الأمراض المُتعلقة بفقر الدم ، وقلة التغذية ، التي لم تشهدها سورية في السابق إلا في ظلِّ قيادة الدكتاتورين الأب والإبن التعسُفيتين، والتي ذاق شعبنا من وراءها الويلات في كل شيئ ، حتى وصلت مُصيبته الى محاربته في لقمة عيشه ، التي تدهورت الى أسوأ المستويات وأدت بهم الى المرض والإعتلال ، ومن ثَمّ لايجد المواطن من يُداويه ولا العلاج ، ليموت كمداً كما عرفت عن الكثير من مثل هذه الحالات

والحالة الأشد والأخطر بالنسبة للنظام هي الحالة الثقافية ، التي يُتابعها على كل مواطن ، ويمنع من وصولها اليه بأيّ حال ، وهي تختلف عن قضية الجوع ونقص الأموال وعدم وجود الدواء ، لأنّ المواطن إن استطاع أن يسدّ ريقه بالحرام فلا مانع عندهم ، حتى لايُقال عنهم غلاظ القلوب وجلاف الطبائع ، بينما الثقافة العدوة الأولى لهذه السلطة الباغية الجاهلة الجهولة ، فهي مشكلتهم الكبرى لأنها تعمل على توعية الناس ومعرفتهم لحقوقهم ، وبالتالي قد تُحدث الثورة للمُطالبة على أقلّ تقدير بأدنى الحقوق ، ومن أجل منع وصولها –الثقافة- الى المواطن جهزوا أقسام المُخابرات المتنوعة ، وفروع التعذيب المنتشرة بطول سورية وعرضها ، والمغارات الأرضية التي لايعلم عنها إلا الله ومن بناها ، والقائمين عليها ، والتي تحوي في داخلها عشرات الآلاف المُختفين فيها ومنذ عُقود ولا نعلم عن مصير هؤلاء البشر ولاأهاليهم أيّ شيء الى يومنا هذا ، ثُمّ أُضيف اليهم في عهد بشار الآلاف الأخرى ، وكان أخرهم مُعتقلي إعلان دمشق وقادتهم ، فأي ثقافة تُنسب الى دمشق بعدما عاث فيها الغربان ، وحلّ فيها البوم ، بعدما ان اصبحت رُكاماً مُهدماً في كلّ بُناها التحتية الفكرية والمادية والإنشائية والخدمية والعسكرية ، وبالتالي فمن العار وكل العار أن يُعطى شرف الثقافة لمن لايستحق   

الى كل من أرسل التعزية بوفاة الشهيد المنفي عن الوطن المُعلم والحبيب أبو أسعد محمد أسود رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان أقول له شكر الله سعيكم ، وغفر الله لنا ولكم ، وإنّا لله وإنا له راجعون ، وقاتل الله من اخرجه من أرضه ودياره والملايين امثاله بغير الحق ، واسال الله ان يُرينا فيهم يوماُ ، يُعزُّ فيه لواء العدل والحق ، وإنه لقريب بإذن الله