انفجار الكرنتينا ليست المسؤولة عنه الاستخبارات السورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

انفجار الكرنتينا ليست المسؤولة عنه الاستخبارات السورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(هذا الانفجار ليس المسئول عنه النظام البوليسي السوري ، ولا أدواته الضاربة في لبنان ، ولم يقع  عن طريق عُملائه ، ولا مُنظماته الإرهابية ، وهذا ما أردت الإعلان عنه في خطوة استباقية قبل أن يظهر الناطق الرسمي باسم نظام بشّار ، وأبواقه التابعة له ليقولوا، بأنه بعد البحث والفحص والتدقيق تبين لهم بأن المسئول عن التفجير هو الدبلوماسي الأمريكي ، الذي اتفق مع غيره ليقتله لأسباب مُحتملة بحسب منطق المُعارضة وأسيادها في دمشق ، الأولى:  لإُحداث ضجيج  إثر انتهاء مهمة فلتمن السفير في لبنان للفت النظرعلى الطريقة الهوليودية، وثانياً :لتوجيه الرأي العام الأمريكي إلى السياسات الخاطئة للرئيس بوش في المنطقة ، وثالثاً : لأن ملف الحلّ اللبناني صار في عُهدة الجامعة العربية ولم يكن للأمريكان دخلٌ به، فأراد أن يُسجل احتجاج عالي الوتيرة وبشكل احتجاجيٍ عنيف، ورابعاً : هو رسالة للرئيس بوش لعدم زيارته لبنان ، وخامساً :لأنه مضى فترة الأسابيع دون حدوث أيّ مشكلة أمنية وهذا يُسيء إلى بلده لعدم وجود القلاقل التي يستفيد منها الشعب الأمريكي، فعاد ليقول بأننا لم ننسى ، وسادساً : لأنّ نسبة الولادات في لبنان مُرتفعة فأراد تشجيع الحفاظ على المعدل الطبيعي من خلال قتل اللبنانيين بهذه الطريقة وُتعليمهم طريقة جديدة للتخلص من الفائض البشري، وسابعاً: ليُثبت لدولته أنّ الأمريكان تعلموا فنّ الانتحار على أكمل وجه ، وثامناً : ليُدلل على أهمية التجربة الدكتاتورية التي يقودها الدكتور بشار ونقلها إلى بلاده لتطبيقها بعد أن ملّوا حياة البذخ والرخاء، وللتعبير عن رفض الشعب الأمريكي لفكرة إطلاق الحريات التي يحتار الشخص هناك مايفعله بمساحتها الواسعة ، بعد إن عاش في الشرق وتأثر بطباع الدولة الشقيقة للبنان ، وروّض نفسه على حياة الذل والخنوع والاستعباد، وتاسعاً والأهم : هو رفضه العودة إلى الجحيم الأمريكي مع سفيره ،فعبّر بهذا التفجير المُدبّر عن  استيائه لتركه أعظم دكتاتورية في العالم ،التي لايتوقع أن يرى مثلها ،  وهناك أسباباً أُخرى كثيرة جداً إضافية عن التي ذكرت ، ولكني لاأستطيع حشرها في هذه المقالة السريعة والمختصرة)

ولا أخفي على احد بأني كنت أتابع موقع الانفجار باهتمام بالغ ، فلم أجد أحداً من المُنفذين هناك ، فراودتني احتمالية التنفيذ على الجان الذين تمّ إخضاعهم أخيراً لخدمة لإسرائيل العدو الخبيث الذي ملك مُعظم الأسلحة المتطورة ، وأخضع هذا المخلوق الغيبي لسلطانه ، مُعتمداً في هذا التحليل لما ورد  من إحدى وكالات الأنباء ، بأن زعماء هذه الدولة وضعوا خطّة للاستفادة من خدمات الجن لاستخدامهم بالحرب القادمة في الشرق الأوسط ،نظراً لقلة عدد الإسرائيليين وحاجتهم للعنصر الكائن كائناً من كان ، وللاستفادة منهم بالعمليات السرّية كالتي وقعت اليوم ، والتي لم يتركوا أثراً لجريمتهم النكراء ، وهذا سرّ دقة مايفعلوه  ، كما لم يتركوا أي أثر لجرائمهم السابقة ،إنها إسرائيل اللعينة التي تقتل أعداء نظام بشار لاتهامه بهم ، وبتلك النتيجة  الخطيرة التي تمّ اكتشافها ،نُدرك أنّ المسؤولية  تقع على عاتق إسرائيل أو أمريكا التي تستخدم نفس الأساليب ، ولادخل للنظام السوري البتّة ولا أتباعه لهم علاقة بما يحدث لا بهذا التفجير ولا بغيره، وحرام الاتهام البطّال على الفاضي وبلا دليل ملموس ، والدليل لايكون إلا برؤى العين كرؤية الميل في المكحلة

وكون ذلك لم يحصل ، ولم يرى أحد أيّ عنصر مُخابراتي سوري وهو يُفجر الموكب ، ولم يرى أحد أدواته تقوم بهذا العمل المُشين  ، وكذلك لم يرى أحد بشار يفعل ذلك ولا رستم غزالة أو آصف شوكت أو ماهر أخوه ، أو حتّى آل مخلوف يمّولون هذه العصابات، فهذا يعني أنهم بريئين كبراءة الذئب من دمّ ابن يعقوب ، ولربمّا بالأساس  لم يحدث أيّ  انفجار وإنما الموضوع كلّه تبلّي بتبلّي  ، وأنّ ماجرى  ليس أكثر من وهم وإشاعات من حكومة السنيورة لاستهدف النظام السوري المُعادي، وما أعلنوه الى الأن عن سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى وتهدّم المباني وإحداث الخراب ، وكذلك التفجيرات السابقة ، ماهو إلا صور مُركبة لا أساس لها من الصحة، بتدبير  صهيوني أنجلوا أمريكي للنيل من محور الصمود والتصدّي والعلاك المُصدّي والمُقاومة لا أكثر ولا أقل

هذا هو منطقهم ، تكلمهم عن مُعتقلي الرأي ، فيقولون لك لانعلم بوجود أمثال هؤلاء السراب عبر مُنظرهم النعسان لا أفاقه الله ، ثُمّ يستدرك هذا العبقري ليقول " أعلم أن هناك أناس يحاكمون وهذا موضوع آخر، وهل توجد دولة في العالم ليس فيها سجون أو محاكم أو محاكمات؟!!،" على الرغم من احتجاز الكثير دون عرضهم على مُحاكمة ، وإن أرادوا عرضهم فإلى محكمة التفتيش أمن الدولة  ، ثُم هذا المُثقف الوزير يسخر من زملاءه الأعلى منه درجة علمية وثقافة وحرصاً على البلد ، الذين اختطفتهم أجهزة الاستخبارات القمعية لاجتماع حزبي عادي عقدوه فيقول ويالقبح القول :" هل علينا أن نتوقف عن الطعام والشراب وقراءة الأدب والفن حتى تنتهي المحاكمات، لا أظن أن أحدا يطلب ذلك" ثُمّ يتابع وبأسلوب استفزازي بأنه على استعداد فيما إذا كان أحد القابعين في السجون لديه قصيدة جيدة أنا على استعداد أن أنشرها له". ولم يقل بأنني أستنكر هذا العمل البربري المُدان ، وسأسعى الى إخراجهم أو أستقيل

وهو نفس منطقهم عندما تُكلمهم عن عشرات الآلاف من المفقودين السوريين والأردنيين واللبنانيين والعراقيين فيقولون السجون خالية ، وتكلمهم عن الملايين المنفية فيقولون هؤلاء خونة ، وعن التعذيب في أقبية المخابرات ، فيعتبرون الأمر طبيعياً ، وتحدثهم في الشرق فيجيبونك في الغرب ، بل إنهم قومٌ مجرمون ،ولا يخافون الله في خلائقه ، وهم قومٌ عمّيون ،طُغاةٌ مُرّكبون  والى سوء المنقلب سائرون ، وعلى أعمالهم سيُحاسبون ، وهم المُدبرون والقاتلون ، وهم وراء كُلّ بلاء وكُلُ طامّة تقع في لبنان ، وبالتالي لن يفلتوا من سوء العقاب ، والله يمهل ولا يُهمل ، ويومهم آت وكل البشائر تُدلّل على ذلك ، وإنّا على يقين بنصرة الله لدعوة المظلومين ، وإعانته للأحرار في سبيل الخلاص ، ويومئذ يفرح المؤمنين