اجتماعات طهران ... خفايا وأسرار
إقامة إقليم الجنوب تمهيداً لضمه إلى إيران
مهدي حسين
لعل الجميع كان يتابع باستهجان انعقاد اجتماعات لسياسيين ومسؤولين عراقيين بارزين في طهران برعاية إيرانية، وبحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين، فالرئيس العراقي يترك القمة العربية ويغادر إلى إيران ويأتي بعذر أقبح من ذنب فيؤكد أنه ذهب لإحياء أعياد نوروز برفقة د. عادل عبد المهدي وقياديين في الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون!، وتطول السفرة لتنجز هناك سلسلة من الاجتماعات وتدخل العملية الانتخابية وتشكيل الحكومة محوراً أساساً في تلك الاجتماعات، ويصف بعض المسؤولين المجتمعين أن تلك الاجتماعات كانت عرضية!!.
وعلى أية حال لم أنظر كمراقب للأحداث إلى تلك الاجتماعات التي رعتها طهران بسطحية، وكنت بانتظار أن يكشف المستور، فالزمن كفيل بذلك تماماص مثلما عبر الشاعر:
ستبدي لكَ الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تُزوِّدِ
وفعلاً أشارت بعض المواقع والصحف الإلكترونية الإيرانية إلى بعض أحداث تلك الاجتماعات، كما كشف أطلق بعض المسؤولين في منظمة بدر إشارات أخرى لما دار في تلك الاجتماعات بقصد أو بغير قصد لتكون حصيلة كل تلك الإشارات والتصريحات عن مخطط لإقامة إقليم في جنوب العراق يضم كافة المحافظات الجنوبية ويرأس هذا الإقليم عمار الحكيم الذي سيمهد فيما بعد لضم هذا الإقليم إلى إيران تحت عنوان الاتحاد الكونفدرالي الشيعي، ويهيء الأجواء لذلك من خلال قيام المركز الثقافي في منظمة بدر بمهمة تهيئة الأجواء لتقبل هذا الطرح من خلال العزف على وتر المظلومية وحاجة الشيعة إلى اتحاد يحميهم وكل ذلك خدمة للسياسة الإيرانية وطموحها في التوسع على حساب دماء الأبرياء وخبز الفقراء من الشيعة الذين يثقون بقياداتهم لكنهم لا يعرفون شيئاً عن المخطط الذي يستهدف التضحية بهم من أجل تنفيذ مخططات النظام الإيراني وإفهامهم أنهم يجب أن يضحوا من أجل المذهب ويقدموا أرواحهم ودماءهم كما ضحى الحسين (عليه السلام)، والمنطق والتأريخ يقول أن الحسين لم يضحِ لمذهب معين وإنما ضحى للإسلام، ولم يكن الحسين شيعياً ولا سنياً بل كان حنيفاً مسلماً...
أما دور جلال طالباني في تلك الاجتماعات فهو دعم المخطط الجديد ودعم ترشيح د. عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء مقابل أن يحتفظ الكورد بمنصب رئيس الجمهورية وأن تفعل المادة 140 الخاصة كركوك، وأن يتم الاتفاق على قانون النفط وكذلك الحدود الإدارية لإقليم كوردستان وقضايا أخرى متفرقة.
هل سيقسم العراق؟ هل سيصبح نهبة لفيلق القدس؟ هل سيمسي العراقيون بلا وطن ولا هوية؟ . أسئلة لا ينبغي أن نتركها للزمن كي يجيب عنها لأن إجابته ستكون مرّة .. ستكون صدمة يعقبها موت وتشرّد وضياع واستجداء... يجب أن نجيب نحن عن هذه الأسئلة، نجيب بـ (كلا)... والحليم (من القرّاء ومن السياسيين) تكفيه الإشارة.