أقصر طريق لحلّ الأزمة اللبنانية

ومضات محرضة:

أقصر طريق لحلّ الأزمة اللبنانية،

هو دعم المعارضة السورية!

عبدالله القحطاني

هذا الأمر يعرفه أكثر المهتمّين ، بسياسة المنطقة عامّة ، والسياسة اللبنانية خاصّة !

إن المشكلة الأولى في الشأن اللبناني كله ، وبالتالي ، العقبة الأولى أمام حلّ ازمته ، هي استمرارية نظام الحكم في دمشق ! ولقد قالها أشخاص عدّة ، من ساسة وإعلاميين ، لبنانيين وغير لبنانيين.. قالوها بصيغ مختلفة ، وفي أوقات مختلفة !

 رأس الأفعى الذي ينفث السمّ في لبنان ، موجود في دمشق ! وسيظلّ السمّ يفتك بالجسد اللبناني ، كما يفتك بالجسد السوري ، مادام نظام المافيا الاسدية ممسكاً برقاب الشعب السوري! فإذا تحرر منه شعب سورية ، تحرّر لبنان ، حكماً ، وبشكل تلقائي !

 لكن ..

مَن يدعم المعارضة السورية ، التي تضمّ سائر أطياف الشعب السوري ، وتمثّـل سائر شرائحه السياسية والاجتماعية !؟

1)    أمريكا قادرة على هذا ، لكنها لاتفعل ، لأن سياستها في المنطقة هي سياسة إسرائيلية، قبل أن تكون أمريكية ! مع أن الدعم المطلوب منها هو رفع الغطاء عن النظام السوري ، ليتمكن شعب سورية من الخروج في الشوارع ، بتظاهرات حاشدة ، دون أن يخشى رصاص المجرمين من عناصر المخابرات الأسدية .. كما حصل في بعض الدول من سنوات قليلة ؛ إذ أحجمت أجهزة أمن الأنظمة الحاكمة ، عن قتل الناس في الشوارع ، حين تلقت إنذارات حاسمة من أمريكا ، بأن قتل الناس سيكلف النظام الحاكم ثمناً باهظاً ! بينما فتكت الجيوش وأجهزة الاستخبارات ، بالمتظاهرين الذين لم تدعمهم قوّة دولية ذات سطوة ونفوذ !

2)    إسرائيل لاتفعل .. بل تعارض ! لأن وجود النظام الحالي في سورية ، ضرورة حيوية لأمنها القومي ! كما صرّح عدد من قادتها السياسيين والعسكريين والأمنيين ، ومازالوا يصرّحون ، دون مواربة ، أو خجل على سمعة النظام الممانع ، المتصدّي لهم ، في مواجهة مشروعهم في المنطقة ! وعلى كل حال ؛ شعب سورية ، بأسره ، يرفض أيّة مساعدة من إسرائيل ، حتى لو قدّمتها له على طبق من ذهب .. باستثناء بعض الشذوذات هنا وهناك ، لاتمثّـل أحداً في سورية !

3)    الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا لاتفعل ، حتى لو رأت لها مصلحة في دعم المعارضة السورية ، إلاّ بموافقة أمريكا ، المشروطة ، أو المحكومة ، بموافقة إسرائيل !

4)    الدول العربية الحليفة لأمريكا لاتفعل ، إلاّ إذا أخذت ضوءاً أخضر من أمريكا ! مع أن أكثرية الدول العربية ، متضرّرة من وجود هذا النظام القابع في دمشق ، بأشكال مختلفة من الضرر الأمني والسياسي والاقتصادي.. وهو ضرر بات مزدوجاً، اليوم ، بعد تعزّز الحلف الإيراني السوري ، ولهاث إيران المحموم للتمدّد في المنطقة ، مذهبياً وسياسياً وأمنياً !

5)    فماذا يبقى..!؟

 تبقى المعارضة السورية نفسها ! والسؤال الآن مطروح عليها ؛ على فصائلها جميعاً : هل هي قادرة على دعم نفسها ، بشيء بسيط من المتماسك ، وتجاوز التناقضات الهامشية فيما بينها ، والإصرارعلى دفع ثمن الحريّة ، وصناعة واقع على أرض بلادها ، تفرضه على الناس جميعاً !؟ فتكلفة الإطاحة بهذا النظام الشاذّ المقيت ، أقلّ ، بكثير، مهما كانت مرتفعة ، من تكلفة بقائه على صدور الناس ، يسحق العباد ، وينهب البلاد ، ويهلك الحرث والنسل !

 الجواب عند فصائل المعارضة جميعاً .. كل يجيب بالطريقة التي يراها مناسبة !