حول مقتل بوتو

– عندما يحكم الطغاة –

محمد هيثم عياش

[email protected]

آلمنا اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو ، فتصفية زعماء المعارضة دليل واضح على ان تلك الدولة التي يتم  فيها  تصفية المعارضة مثل اغتيالهم وأخفائهم  تعيش تحت وطأة طاغوت ، فالطغاة لا يعرفون الحرية فهم يمارسون القسوة والظلم والعناد ولا يحبون الا أنفسهم حتى ولو كانوا من الذين يصلون ويصومون  ويحجون البيت الحرام ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال لنا خيار أئمتكم  من يصلون عليكم وتصلون عليهم وتحبونهم ويحبونكم  وشرار أئمتكم من تبغضونهم ويبغضونكم وتدعون عليهم ويدعون عليكم / أو كما قال عليه الصلاة والسلام / ، هل نسيتم تصفية الطاغية حافظ أسد   واغتياله لخيرة شباب سوريا في تدمر عندما قامت قواته بقتل اكثر من 800 اسلامي في لبلة مظلمة في ذلك السجن الرهيب ثم في مدينة حماه حيث قتل جيشه البطل اكثر من ثلاثين الف شخص فالرئيس الباكستاني مشرف برويز من ذلك الصنف من المجرمين  ، فأنا أكره هذه الرجل منذ انقلابه الذي قام به ضد حكومة نواز شريف ثم ازدادت كراهيتي له عندما وضع يده بيد الرئيس الامريكي جورج بوش بحجة محاربة الارهاب علما بأنهما ارهابيان  ووراء ما تعاني أمتنا الاسلامية من تمزق واحتلال وفساد ، ثم لما جاء برويز هذا الى برلين في عام 2002 ليؤكد بشكل يقيني استمرار  تحالفه مع الغرب ضد الارهاب ورايته في دائرة المستشارية الالمانية ازدادت كراهيتي له فقد كان متكبرا متعجرفا يظن نفسه بأنه شاهنشاه  يمشي بكبرياء علماء أنه جاء الى برلين متسولا لا أكثر ورأيت الفارق كبيرا بينه وبين رئيس وزراء هندي سابق زار برلين في ذلك العام وقبيل مجيئ مشرف الى العاصمة الالمانية فقد كان متواضعا سياسيا حكيما اذ أكد وقتها للصحافيين بأن الارهاب يمكن الانتصار عليه اذا كانت العدالة والحرية سائدة في العالم أما في وقتنا فالانتصار على الارهاب يبقى مستحيلا .

لقد كان الموت مصحوبا بزعيمة المعارضة الباكستانية بوتو عندما قررت العودة الى الباكستان من المنفى ، وقد أعلن ذلك الكثير من مراقبي الوضع في تلك الدولة بأن بوتو تريد الانتحار لأنها تعرف ويعرف العالم بأن حاكم تلك الدولة طاغوتا كريها ، ولكن هل تعلمون سبب عودتها الى بلادها ؟ فقد أكد خبراء السياسة ان الغرب يريد بقاء مشرف حاكما في الباكستان من اجل القضاء على الجماعات الاسلامية والحيلولة دون استلامهم الحكم في بلاده ولا بد من إزاحة بوتو عن الطريق بالرغم من أن تلك السيدة كانت فقدتها رصيدها السياسي منذ مغادرتها الباكستان الى الامارات وبريطانيا . وعائلة بوتو معروفة بثرائها وعلاقتها مع المافيا الدولية  كما هي معروفة بعدائها لأهل السنة في الباكستان فهذه العائلة من الطائفة الاسماعيلية احدى الفرق المارقة عن الاسلام  المدعومة من الغرب  قام  زعيمها الراحل ذو الفقار علي بوتو  عندما كان رئيسا للوزراء بتصفية شخصيات اسلامية بارزة اضافة الى ممارسته الفساد  والرشوة في بلاده وقامت قيامة الغرب ومعهم النظام السوري عندما حكم عليه الرئيس البالكستاني الراحل محمد ضياء الحق بالاعدام ، وقطع نظام حافظ أسد علاقاته السياسية مع الباكستان لإعدام بوتو ، هل تعلمون لماذا ، ليس لأن الطاغوت حافظ أسد عليه من الله ما يستحق كان محبا للحرية بل لأنه بوتو اسماعيليا وحافظ أسد نصيريا من القرامطة وملة الكفر واحدة . والفرق كبير بين اعدام بوتو الاب وتصفية بوتو البنت ، فالأب دفع حياته جراء جرائمه وفساده والبنت ذهبت ضحية طموحات سياسية شخصية اضافة الى عدم معرفتها بواقع بلادها السياسي والاجتماعي ، ورحم الله الصحابي الجليل كعب بن زهير بن أبي سلمة الذي يقول :

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني           سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى  الفتى  لأمور  ليس مدركها           والنفس   واحدة   والهم  منتشر

والمرء  ما  عاش  ممدود  له أمل           لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

وهو من أروع شعره..