لستم تدافعون عن وطن

بل عن نظام قمعي و فاسد

أحمد سليمان

[email protected]

رد بالجملة على : نضال نعيسة, "هيثم مناع، وناصر الغزالي، وماجد حبو", سلامة كيلة

اين كانت مقالاتكم و تحليلاتكم بخصوص علاقة النظام بالخارج, و التي تعتمد على المساومة خارجيا بدل الانفتاح داخليا في اوقات الضغوط,

اين كانت اصواتكم يوم المصافحة مع العدو الصهيوني في عزاء البابا السابق, اين كنتم في مدّة الثلاثين عاما التي مضت دون رصاصة كرامة في الجولان السليب.

انتم لعمري تمثلون الاستقواء "على" الداخل, في احدى اصعب الفترات التي تمر على معارضتنا الداخلية الوطنية, تظنون بذلك انكم تبعدون خطر النظام عنكم, و تحصلون على هامش اكبر من خلال الدوس على جثة ابنائكم و اخوانكم.

ان التمثيل و الطعن برموز المعارضة في وقت مجابهتها مع النظام انما هو انحياز واضح له, و قد امسيتم بتصرفاتكم هذه على مصاف ابواق النظام , بل و اشد لقد اصبحتم الطابور الخامس في صفوف المعارضة.

اعلان دمشق , خلق وطنيا, رغما عنكم و عن مزاعمكم , و هذا واضح منذ بداياته, لكنني اظن انكم لم تعذبوا انفسكم حتى بقراءة نص الاعلان و ايضاحه و بالتأكيد لم تقرأوا بيان المجلس الوطني برآسة فداء أكرم الحوراني رمز الشرف الوطني, و التي من المستحيل ان يصدر عن مجلس برآستها الا بيان مشرف و يرفع الجبين.

هل قرأتم هذه الفقرات في اعلان دمشق :

"رفض التغيير الذي يأتي محمولاً من الخارج، مع إدراكنا التام لحقيقة وموضوعية الارتباط بين الداخلي والخارجي في مختلف التطورات السياسية التي يشهدها عالمنا المعاصر، دون دفع البلاد إلى العزلة والمغامرة والمواقف غير المسؤولة. والحرص على استقلالها ووحدة أراضيها"

" إقامة النظام الوطني الديمقراطي هو المدخل الأساس في مشروع التغيير و الإصلاح السياسي . ويجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً ومبنياً على التوافق، وقائماً على الحوار والاعتراف بالآخر"

هي واضحة, و تبين منهج اعلان دمشق في التغيير السلمي و المتدرج منعا للخضّات, و رفض التغيير الخارجي منعا للكوارث

هل قرأتم هذة الفقرة من ايضاح الاعلان :

" إن الأخطار التي تتعرض لها سورية متعددة و متنوعة إنها تواجه مخاطر و تحديات خارجية تتمثل أساسا في مشاريع الهيمنة و السيطرة الأمريكية و الصهيونية على المنطقة، و هي مشاريع شديدة الخطورة، تخلق الاضطرابات و الحروب، التي تتجلى في استمرار العدوان الصهيوني على أهلنا في فلسطين المحتلة وفي استمرار احتلال الجولان السورية، و في الاحتلال الأمريكي للعراق و النتائج المترتبة عليه . كما تواجه تحديات و أخطارا داخلية ناتجة عن الاستبداد و الفساد، و إذا كنا نركز اليوم على المخاطر الداخلية فلأننا ندرك أن التصدي للمخاطر الخارجية لن يتحقق في ظل استمرار الاستبداد الذي يلغي دور الشعب و حقه في المقاومة و قدرته على ممارستها مع تأكيدنا الدائم على أن مقاومة الاحتلال و المشاريع العدوانية الخارجية تبقى هدفا مشتركا لنا و جزءا من رؤيتنا لإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة ."

و التي تبين ان تركيز اعلان دمشق على الوضع الداخلي ينطلق من مبدأ, لا صمود الا من خلال نظام يفتح المجال للشعب ان يلعب دوره و يتحمل مسؤولياته, فالانظمة العربية منيت بالفشل و الهزائم عسكرية كانت ام سياسية في حروب 1948 1967 1973 و اخيرا في الاحتلال الامريكي للعراق, حيث قاوم الشعب بشرف في ام قصر, و استسلم النظام الاستبدادي في بغداد, و لن ننسى انتصار شعب الجنوب في لبنان, و فرض الشعب الفلسطيني من خلال الانتفاضة الشعبية لسلطته الوطنية , فالشعوب تنتصر و انظمتها تتنازل و تستسلم.

هل قرأتم في بيان المجلس الوطني الدعوة للتدرج و سلمية التغيير:

" إن التغيير الوطني الديمقراطي كما نفهمه ونلتزم به هو عملية سلمية ومتدرّجة، تساعد في سياقها ونتائجها على تعزيز اللحمة الوطنية، وتنبذ العنف وسياسات الإقصاء والاستئصال، وتشكّل شبكة أمان سياسية واجتماعية تساعد على تجنيب البلاد المرور بآلام مرت وتمر بها بلدان شقيقة مجاورة لنا كالعراق ولبنان وفلسطين، وتؤدي إلى التوصّل إلى صيغ مدنية حديثة توفّر الضمانات الكفيلة بتبديد الهواجس التي يعمل النظام على تغذيتها وتضخيمها وتحويلها إلى أدوات تفرقة بين فئات الشعب، ومبرّراً لاستمرار استئثاره بالسلطة"

 حيث يتم في سياقها تعزيز الوحدة الوطنية, بعد ايقاظ  النظام للعصبيات الطائفية و العشائرية , و المناطقية منذ مأساة الثمانينات في حماة و غيرها من المناطق, و استخدام النظام لطائفة معينة "عزيزة على قلوبنا"  في ادوات القمع بهدف توريطها و ربط مصيرها, مما ينذر بتفتيت الشعب السوري على غرار ما فعلة النظام العراقي .

هل قرأتم المواقف المشرّفة  في بيان المجلس الوطني برآسة فداء أكرم الحوراني :

"هدف عملية التغيير هو إقامة نظام وطني ديموقراطي عبر النضال السلمي، يكون كفيلاً بالحفاظ على السيادة الوطنية، وحماية البلاد وسلامتها، واستعادة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي. ونحن إذ ندرك أن عملية التغيير هذه تهدف أيضاً إلى الحفاظ على الاستقلال الوطني وحمايته، فإنها تحصّن البلاد من خطر العدوان الصهيوني المدعوم من الإدارات الأمريكية والتدخّل العسكري الخارجي وتقف حاجزاً مانعاً أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال وسياسات الحصار الاقتصادي وما تفرزه من تأثير على حياة المواطنين ومن توترات وانقسامات خطيرة"

فكما قلنا سابقا, الشعب السوري في الداخل, من خلال تحقيق تماسكة و حريتة هو رأس الحربة في مقاومة الاخطار الخارجية و استعادة الحقوق المسلوبة, لا نظام المساومة و التنازلات.

هل قرأتم مقابلة رئيسة المجلس د. فداء أكرم الحوراني مع كلنا شركاء -16/12/2007- :

""س: في المجلس الوطني تيارات عديدة بين يمين و يسار و قوى دينية و ليبرالية كيف التوافق امام رؤى و اجتهادات عديدة؟

يفرض الاعلان نوع من الحوار و نوع من التلاقي و هذا بحد ذاته مهم جدا  و التوجه الاساسي لجميع القوى و التيارات هو التوجه الدبمقراطي دون الاستقواء بالخارج. نحن نعمل سوية من اجل ديمقراطية حقيقية في سوريا امام الواقع السوري حيث يتفاقم الفساد و الخلل العام

س: و حول العمل في الخارج قالت الدكتورة حوراني:

نحن ضد الخارج مهما كان و عملنا ديمقراطي و سلمي و الحوارات مستمرة مع كافة الاطياف و التيارات السياسية من اجل تفعيل العمل في الشارع السوري"

اما ما تدّعونه عن هيمنة ليبرالية –خرافية- فهي غير صحيحة اطلاقا , التيار الليبرالي موجود و ملتزم بالمواقف الوطنية الموجودة في اعلان دمشق و بيان المجلس الوطني, كما ان التيار القومي و اليساري موجود و بقوة فقد اصبحت د. فداء أكرم الحوراني احد ابرز الرموز الوطنية رئيسة لاعلان دمشق , و هي عضو في المؤتمر القومي العربي, و من ابرز مؤسسي لجنة نصرة العراق و فلسطين في مدينة حماة, بالاضافة الى فوز كل من  ندى الخش عن الاتحاد الاشتراكي "حزب ناصري" , عبد الغني عياش من الاشتراكيين العرب,  سليمان الشمر من حزب العمال الثوري, و آخرين من توجهات يسارية و قومية مثل عبد الكريم الضحاك و عبد العزيز الخير ( نائباً للرئيس) و غيرهم, بالاضافة الى التيار الاسلامي المعتدل و مواقفه الوطنية غنية عن التعريف, مثل أحمد طعمة ( أميناً للسر)و غسان نجار.

و محاولتكم لربط تجميد الاتحاد الاشتراكي بالموقف من الخارج او بالتيار الليبرالي غير صحيحة اطلاقا ,فقد اوضحت ندى الخش ممثلة الحزب في الجلس الوطني في بيان لها -20/12/2007- عادت فيه عن تجميد نشاطها:

" إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي تعبير ومحاولة لخط ثالث لا بد من وجوده في أوطاننا  العربية ..إنه بتعبير دقيق  ضد المشاريع الغربية وعلى رأسها المشروع الأميركي  الصهيوني و ضد استمرار استبداد النظام القائم  وخطورة أن يظل المجتمع خارج نطاق اتخاذ قراراته بما يخص حاضره و مستقبله...

لقد كنت من الناشطين و المدافعين عن إعلان دمشق منذ اللحظة الأولى  لصدوره، ولقد جمدت  مشاركتي لأسباب  تتعلق بمفهوم التوافق و أسلوب العمل وإدارته، و لم يكن هناك أي إشكال حول الموقف من الإدارة الأمريكية ، وهذا الموقف واضح في البيان الختامي للمجلس الوطني"

كما اوضح حسن عبد العظيم امين عام حزب الاتحاد الاشتراكي في بيان باسم الحزب -19/12/2007- ما يلي :

"ان قرار المكتب السياسي بتجميد نشاط أعضاء الحزب في مؤسسات الإعلان وهيئاته ، وعرض الموضوع على اللجنة المركزية ، لاتخاذ الموقف المناسب ، لا يجوز تفسيره - كما يحلو للبعض - أن هناك أطرافاً في الإعلان تعمل مع قوة خارجية ، أو تريد الاستقواء بها ضد الوطن"

كما ان استهداف الرمز رياض الترك بالقول انه تخلى عن مبادئه اليسارية و اضحى من الذين يغازلون امريكا, هو تشويش مخالف للحقيقة, رد هو بنفسه عليها في الحوار الذي تم معه بتاريخ 24/12/2007 , حيث قال:

 " كلامي هذا لا يعني أننا نؤيد سياسات أمريكا في الشرق الأوسط، فنحن ندرك أن سياساتها لم تكن في صالح شعوبنا، ولم تكن بوارد الضغط على إسرائيل ومساعدة الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة، ولا نعتقد في الوقت ذاته أن سورية إذا تحررت فإنها سوف تتجه إلى الفوضى، لأننا نرفض تماما أن تأتي جيوش الرئيس بوش لتحررنا، فنحن ضد التدخل العسكري وضد الضغوط المتزايدة على بلادنا بما فيها الضغط الديبلوماسي." ,  " أنا ما زلت من أنصار أن نأخذ بيد الطبقات الفقيرة التي تعيش حياة صعبة، وأنا من أنصار العدالة الاجتماعية، وجوهر المطالب التي طرحتها الحركات الشيوعية هي مطالب عادلة لكن للأسف معظم الحركات الشيوعية في العالم العربي انجرت وراء سياسات دولية كان يتلاعب بها الاتحاد السوفياتي والحزب الشيوعي السوفياتي تحديدا، الآن العالم تغير، وأنا لم أغير مبادئي".

ان ما يقوله المناضل الكبير رياض الترك يمثله هو شخصيا و لا يجوز اسقاطه على اعلان دمشق الذي يعبر عن نفسه من خلال بياناته الموجودة في موقع www.damdec.org,  فمواقف رياض لا تتناقض مع اعلان دمشق لكن لا تعبر عنه, و وجهة نظر استاذنا الكبير بكل اختصار: انه غير مستعد لاتخاذ اية مواقف يستثمرها النظام في الضغوط التي يتعرض لها, طالما يرفض الانفتاح على الداخل , و يستمر في سياسة القمع.