باقون في ساحات الاشتباك

حتى النصر والعودة ...؟؟

عيسى السعيد /باريس

[email protected]

حيرتني كما تحيرنا جميعا احتمالات المستقبل ومصير الحلم الفلسطيني ... وتوزعت بين مقاييس الامل وضرورات الكتابة الصحفية ، وحميمية الأدب ، وبؤس السياسة الفلسطينية قبل العربية !!!وتذكرت انني صحفي توقف عن الكتابة ، ولكن دون ان يتخلى عن الموقف والقلم عبر كل المنابر والمواقع حين تستدعي الضرورة تذكرت ...أن بامكاني التنفس بلاقيود في دنيا الوطن ، وعن طريق التداعي  والذاكرة الخصبة التي لم نطلق عليها الرصاص بعد !!!كيف لا؟؟؟ومناسبة الذكرىالواحد والعشرين لأغتيال القائد الفذ أمير الشهداء "أبو جهاد =خليل الوزير " التي لايمكن لكل مخلص وشريف من شعبنا الفلسطيني ان تفوته  المناسبة والتي صارت وامست اهزوجة كل المناضلين في كل جهات ألارض الاربع  هل لنا ان ننسي عباراته الاخيرة لصقور الانتفاضة وقادتها الميامين الذي دفع ثمنها غاليا :(( لاصوت يعلوعن صوت الانتفاضة .... ولنستمر في الهجوم .....))؟؟حتى النصر أو الشهادة

 *                    *                         *

 عن طريق التداعي تذكرت ايضا أبا هاشم الفلسطيني عند بوابة مدخل مخيم "صبرا وشاتيلا "أين كنت أجده دائما متكئأ على عكازته التي يحتفظ بها من اشجار فلسطين ؟؟ ، فلقد سبق لي ان أستمعت منه الي قصة وسيرة حياته يوم اضطرتهم العصابات الصهيونية والمجازر الوحشية ضد قراهم وأرضهم لطردهم وخروجه من فلسطين العام 1948، حتى جاءته قذيفة كتائبية "لبنانية-اسرائيلية" حاقدة في أيام القصف العشوائي(1979) على بيروت والمخيمات وكل ما هو فلسطيني ، أخذت معها زوجته والقسم الاكبر من العائلة ، بوحشية قطعان شارون  الحاقدة من  اولئك  الانعزاليين بقيادة ايلي حبيقة وبشير جميل ؟!!

تذكرت أخر كلمة ختم بها لي  أبا هاشم  حكايته ، اذ قال :(( ومن يعلم في السنوات القادمة ؟؟ وما الفرق فقد نقاتل من على مشارف القدس أو من حدود تركيا ))؟؟

 أبو هاشم السبعيني قليل الكلام ، وان كنت اجئ اليه باكرا لنرتشف فنجان القهوة عند مشارف مدخل المخيم ، لاسمع حكاياته ولم أك  أعرف شيئا  عن دوره في        الموكب المتصاعد نحو فلسطين ؟؟

ترى ؟هل يعرف أو عرف الناس أبا هاشم الفلسطيني ؟؟؟

ربما ألان حي يرزق ، يعتمركوفية حمراء ، ويقيم خلف عينين احيطتا   بتجاعيد الحكمة الكبيرة، والصبر الفلسطيني العنيد ؟؟!! 

أوستشهد بين انقاض البقية الباقية من انقاض بيته ؟؟؟وكم تفحصت كل الصور التي تمكنت منها طوال ثلاثين عاما ومازلت ابحث عن وجه اباهاشم بلهفة ومرارة وغضب ؟؟

 لعلها النبوة التي تحققت الان بعد ثلاثين عاما في ساحات الاقصى ومن حدود تركيا تنطلق سفن الخير والبشائر والرموز الكبيرة والعدالة والنصر المبين ؟؟ نحو الوطن الفلسطيني على الرغم من كل الانكسارات والانهيارات والانقسامات والمجازر التي لم تتوقف منذ ستين عاما!!!!؟؟؟؟

أيها العالم : تعرف الي أبي هاشم واعلم اننا هنا وهناك وفي ساحات الاقصى والقيامة وغزة هاشم ، وثغور الفاتحين الاوئل داخل حدود تركيا أيضا  وعند كل خطوط التماس والاشتباك مع العدو الصهيوني مقيمون كشجر الزيتون ، وكروم العنب ، وبيارات البرتقال لايرحل . اننا هنا على تخوم ألارض المغتصبة ، وداخل قلاعها وتلالها ومخيماتها ومدنها وقراها ,ولن نرحل 

وكما قال لي ابا هاشم : اتخذنا القرار ، وألفنا الموت  وتهيآنا لكل تفاصيل الكر والفر ؟؟؟

أو كأنه يقول ويردد ما قاله الفيلسوف نيتشة : (( لايبلغ القمة الا من تحمس لها من ألاعماق ))....وكما يقول ايضا : (( الضربة التي لاتميتني تقويني )) ؟؟!!!

لعله من سوء ألاقدار أو من حسنها أن كنا الوقود المقدس ، وان كانت ضرباتنا غير قاتله ، فمن ألاعماق والانتفاضات صعدنا  ومن الضربات المميتة ( محرقة غزة ) بعثنا ، فدخلنا في لعبة الموت والحياة من باب الخلود ، ولم يعد بالامكان التراجع عن قدر تم باختيارنا وسينجز بآلية المسار الذي ضبط بدقة ، الصراط المستقيم وبوصلة الاقصى والوطن المقدس ؟؟، 

أبو هاشم أيها المزروع فينا كما عقول الاشبال والزهرات في مخيمات العزة والكرامة والصمود والبطولة في داخل الارض المقدسة وعند تخومها في جنوب لبنان الاشم وكل المنافي ..؟؟

أيها المجسد لروح القرار الشعبي الصلب لاطراطير المؤتمرات الخنشارية المخادعة والقرارات البلهاء المضللة ، حين تتحدث بما هو غريب عن منطق المترهلين وطلاب السكينة و"المقاومة" عبر القنوات الملونة المتلفزة ؟؟!!! ولكن العاصفة التي حركها ويحركها كلامك وصمتك ودمك تكبر كل يوم ، وملايين الشرفاء من الامة يتعلمون ان : (( لافرق بين أن نقاتل  من على مشارف القدس أو من حدود تركيا .)) لكن ما لايقبل اللبس وألابهام اننا على الرغم من  كل الحصارات والانكسارات والضربات ،  باقون في ساحات الاشتباك داخل الاقصى وغزة هاشم  وعند خطوط التماس في مواجهة الجدار العنصري والقلاع الاستيطانية العنكبوتية ، وعلى كل الجبهات حتى النصر والعودة ورفع العلم الفلسطيني فوق الاقصى ؟؟ 

وكما كان يصر على قوله أمير الشهداء بعد كل حرب ومجزرة : (( ان مصير فلسطين يتحدد هناك على ارضها ، لاعلى طاولة المفاوضات ...))؟؟؟