أمريكا وأبو رجل مسلوخة

د. انتصار شعير

الإسكندرية ـ مصر

[email protected]

زمان ونحن صغار حينما كنا لا نسمع الكلام كانوا يخوفوننا بأبو رجل مسلوخة الذى سيظهر فجأة برجله المسلوخة ويرعبنا حتى نسمع الكلام وننفذ الأوامر.

واليوم حلت أمريكا محل أبو رجل مسلوخة , وأوهمونا بأن العسكري الذي يقتحم بيوت الشرفاء مصوباً رشاشه في وجه الأطفال مسكين غلبان إنما ينفذ الأوامر , والضابط الذى على رأس القوة المقتحمة هو الآخر مسكين لازم ينفذ الأوامر , ومدير الأمن لابد أن ينفذ أوامر الوزير، والوزير محكوم بالوزارة ، والوزارة تأمرها الدولة .. وآه من الدولة .. الدولة تخضع لمجتمع دولى ، والمجتمع الدولي تحكمه أمريكا , فالأوامر هي أوامر أمريكا , وقس على ذلك كل القضايا التي على الساحة ، وأولها القضية الفلسطينية , إذن ما باليد حيلة , فالأوامر أوامر أمريكا ، والمجتمع الدولي خاضع لأمريكا ، والصهاينة مسنودون بأمريكا، ونحن بلا إرادة .. بلا هوية

وهذه خديعة كبرى , استُخدِمَت فيها أمريكا كفزاعة للوصول بالشعوب لحالة الانبطاح والاستسلام وعدم التصدي للفساد وذريعة للاستحواذ على السلطة , وإن كان هذا هو الحال فعلاً فلابد أن يقاوم من الأنظمة قبل أن يكون من الشعوب , حيث أن التاريخ لايعرف أمريكا ولن ينحاز لها , وإنما يسجل ويشرف من قاوم الظلم بكل أشكاله وألوانه , وحفظ لشعبه كرامته وهيبته ، وأدى حق الأمانة التي فى عنقه .

لقد أصبحت أمريكا كالأعور في بلد العميان الذى بات ملكاً عليهم لسبب واحد أنهم عميان , رضوا بأفضليته عليهم وبأسباب قوته حتى أصبح الأمر أمره والنهي نهيه , وإن قادهم إلى الهاوية , فهم مساكين إنما ينفذون الأوامر لأنهم .. عميان

أكتب هذه الكلمات وأنا فى شدة الألم لما آلت إليه أحوال أمة كتب الله لها العزة  ، فما كان من أبنائها إلا أن رضوا لها الذلة والمهانة , وإنما ثقتي في الله أن يوقظ هذه الأمة من غفلتها ، وأن يجمع بين صفوفها، وأن يعلي رايتها ، هو ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله