عصر البلطجوقراطية
د. انتصار شعير
الإسكندرية ـ مصر
ما يحدث الآن فى مصر وللأسف الشديد على جميع المستويات مهزلة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ , ولا أدري إلى أي مصير يقاد شعب مصر , وما سر تفشي ظاهرة البلطجة فى كل شيء ؟ , بل إنها كادت تتحكم في كل شئ على أرض مصر حتى أصبحت سمة لهذا العصر , فقد مرت مصر بعصر الاستعمار وعصر الثورة وعصر الإقطاع ، واليوم هو عصر البلطجوقراطية , فالمصانع تباع ويحرم العمال الكادحون من حقوقهم المالية ، ويعتصمون ويطالبون بحقوقهم ليل نهار وما من مجيب , والقرار مع من يملكون القوة والسلطة الذين باعوا حقوقهم وحرموهم منها ، ثم الآن يتنصلون من تحملهم المسئولية . والأمثلة على ذلك لا حصر لها ,
وفي الانتخابات يستحوذ نواب حزب السلطة على مقاعد الترشيح رغماً عن إرادة الشعب تحت مظلة التزوير والبلطجة ، حتى أصبحت كلمة انتخابات كابوسا يطارد كل مصري ، وتساؤلا لاتوجد له إجابة في ظل الأوضاع الراهنة , وفي الجامعة بيت العلم والحرية يطلق المسئولون للبلطجية العنان لضرب وجرح الطلاب بإصابات بالغة كي لا يمارسوا أدنى حقوقهم الديموقراطية في إبداء آرائهم ، فالمستقبل مستقبلهم فكيف يحرمون من المشاركة فى صناعة هذا المستقبل ؟ , وتنتهك حرمات البيوت ويختطف الأزواج من أحضان أبنائهم بدون وجه حق , ويضرب عرض الحائط بأحكام القضاء ، ولا يتم تنفيذها ، وذلك لسبب واحد هو أن مصر تعيش الآن عصر ’’ البلطجوقراطية ’’
كذب من ادعى أن فى مصر ما يسمى ’’ ديموقراطية ’’, كذب من ادعـى أن في مــصر ’’ حرية ’’ , فالرأى هو رأى حزب السلطة الأوحد , وأجهزة الدولة وجميع مؤسساتها مسخرة لخدمته ونصرته وترويج ادعاءاته ، فلا مجال لرأى آخر , ولا حوار ولا مناقشة ، وإلا فهناك "البلطجية ’’ . ألستم معي في أنها ’’ بلطجوقراطية ’’
البلطجة منحدر نسأل الله ألا تساق مصر الحبيبة لمثله أبداً , ولا يوجد بديل غير الإقناع والحوار وممارسة الحقوق الشرعية والإنسانية فى حرية التعبير عن الرأي بطريقة سلمية وحضارية , فالبلطجة تقضى على كل مظهر حضاري في هذا الوطن الغالي , وهي وصمة عار على جبين من يستخدمها حيث أنها دليل ضعف وخزي ولا تعتبر بأي شكل من الأشكال دليلاً على القوة , فالقوة هي قوة الحق الذى يناقش بالحجة والمنطق بين أبناء الوطن الواحد أصحاب المصالح المشتركة التي هي فى الأول والأخير مصلحة الوطن الغالي على كل مصري .. .