ضمائر صاحية وأخرى ماتت
محمد علي الحلبي
عند البحث في أي موضوع يَطال الظواهر الطبيعية لابد من التقيد بضوابط علمية محددة لا يمكن الخروج عنها ، وتزداد أهميتها وضروراتها شدة عند تناول ما يمسّ الحياة الإنسانية،بل وأكثر،وبتحديد أدق ما يؤثر على مصائر الشعوب مستقبلا ًاعتماداً على وقائع جرَت وأخرى تجري لاستقرائها،وتحليلها أملا ًبرسم مستقبل أفضل.
مقدمة لها ديمومة ما دامت البشرية ، وما دامت الصراعات محورها، ولو ألقينا نظرة الى ما يجري على الساحة العربية،وتحديداً القضية الفلسطينية لتبيّن لنا أن مرتسمات أربعة رئيسية كانت وما زالت المحرك الرئيسي للتأثير فيها مع مشاهد أخرى ليست أساسية تسهم في تأزيم الأوضاع،أو حلحلتها جزئياً لكن لا تمس جوهرها
المشهد الأول (الأمريكي) :
لسنا بصدد الحديث عن تفاصيل قدم المواقف الأمريكية الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل،والمعادية للأمة العربية فهو حديث طويل مرتسماته التاريخية أكثر من العدّ والإحصاء لكن التذكير بنقطة البدء مهمة ، فالرئيس الأمريكي"هاري ترومان"وفي عام 1948 وعند قيام "دولة إسرائيل" والاعتراف بها اعتز بنفسه، وفخر بأعماله ناعتا نفسه بأنه "قورش الجديد" , والقديم كان من أعاد اليهود من السبّي البابلي إلى فلسطين ،والواقع القائم حالياً عبّر عنه الرئيس الأمريكي الحالي "أوباما" قولا والفارق كبير بين القول والفعل ً، ففي خطابه العام الماضي بتاريخ4/6/2009في جامعة القاهرة قال:"إن متانة الأواصر الرابطة بين أمريكا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع،ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبداً،وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية" وتابع "وقد تحمّل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من ستين عاماً،ويتحمّل الفلسطينيون الإهانات اليومية صغيرة كانت،أم كبيرة والتي هي ناتجة عن الاحتلال.إننا لا نقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية , إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقيات السابقة ، وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام.لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات".
ما يُقارب العشرة شهور مرّت على هذا الخطاب، وأوضاع الأشقاء الفلسطينيين لم تبق على حالها إنما ازدادت سوءاً، وحكايات الآلام قديمة منذ أكثر من ستين عاماً
المشهد الثاني (تحديداً السلطة الوطنية الفلسطينية) :
عن ذلك عبر رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس أجمل تعبير في قوله :"إن الأمريكيين جعلوه يصعد إلى شجرة عالية،ثم أخذوا السلم وتركوه معلقاً" والدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وفي صحوة ضمير يقول في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "لقد جاءت لحظة الحقيقة بمصارحة الشعب الفلسطيني أننا لم نحقق حلّ الدولتين من خلال المفاوضات استمرت ثمانية عشر عاماً" وفي كتابه (الحياة مفاوضات) يقول مؤكداً:"بأن دولة الاحتلال كانت دوماً تضع العراقيل،وتمنع الوصول إلى حلّ الدولتين" , ومع كل هذه المقدمات والنتائج يعود إلى المربع الأول، ويُقرّ خطاً منهجياً له وللسلطة الراعية،والموجهة له "بأن المفاوضات مثل التنفس لا يمكن الاستغناء عنه" بينما يرى محلل إسرائيلي في عملية التنفس هذه تنفساً اصطناعياً لوفاة عملية السلام.
المشهد الثالث (إسرائيل) :
منذ قيام ما سُميّ "إسرائيل" والأهداف العامة الاستراتيجية لها مازالت قائمة،وفي تقديرنا لن تتغيّر إلا بتغيير جذري في الأراضي المحتلة والوضع الإقليمي ، واستمراراً لذلك النهج ، بل وتصعيداً وإسراعاً له ، وإمعاناً في تطبيقه....يهدد ويتوعد رئيس الوزراء "نتينياهو" فقد تبنى شعار يهودية الدولة،وبذلك استبعد قبول فكرة عودة اللاجئين بأي شكل من معجم السياسة الإسرائيلية ، لا بل مهّد لإبعاد الغالبية إن لم يكن كل عرب 48 الذين يعيشون في الأراضي المحتلة منتظراً الظروف المناسبة دولياً،وإقليمياً لتنفيذ ما يؤمن به ويطرحه،وهو الذي رفض التوقف عن بناء المستوطنات،بل وحتى تجميدها ولو لفترة،واستمر في مشاريعه لابتلاع الأراضي المحتلة،والأشد قسوة ما يَرسم للقدس الشريف بعد أن اعتبرها عاصمة أبدية لإسرائيل وقد أحاطت المستوطنات اليهودية بها،ومازالت تتوسع باتجاه المركز لضمّ الأحياء العربية بكاملها.
والمنطقة التي غابت نسبياً عن أجهزة الإعلام هي منطقة الأغوار، الحدّ الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأردنية،فالتقارير المؤكدة تشير إلى أن الحياة الفلسطينية القائمة على الهضاب تلاشت،ونشأت عوضاً عنها حياة أخرى تمثلها المستوطنات ومعسكرات الجيش المحتل،ومع نهاية عام 2006 تيّقن سكان الغور أن هذا العام كان أشد السنوات قساوة عندما اكتمل عزلهم في ظل تواصل الخطة الإسرائيلية المُعلن والمستور منها في تعزيز السيطرة على هذا الغور ، وهذه المنطقة الاستراتيجية تُشكل25%من مساحة الأرض المحتلة عام1967ويُستعمل تعبير محليّ لدى الجُناة "تهويد الأغوار"، والإعلام الإسرائيلي يذكر الغور ككلمة منفصلة عن الضفة الغربية مثلما تُذكر القدس ، وظهر مجدداً شكل جديد للمستوطنات فيه سميت "المستوطنات الزراعية" والغرض من كل ذلك محاصرة الأراضي المحتلة من جميع الجهات جواً،وبحراً،وأرضاً.
المشهد الرابع (العربي) :
بعض أنظمة أقطاره في حلف متين لا تنفصم عراه إطلاقاً....داعمة للقيادة الفلسطينية المهترئة ، لكن دعمها لها محصور ومحدود بدفعها للتنازل أكثر،وأكثر،وحفزها على بيع الكرامات،وإهدار الحقوق،أما موقفها من دعم الشعب العربي الفلسطيني للتخفيف من آلامه،والمساعدة على إزالة عثراته فلا شأن لها البتة بذلك،وحصار غزة أكبر دليل،كما وأن آهات الأسرى خلف أسوار السجون تزداد شجنا ،ولا من مجيب،أو معين.
إذاً، نحن أمام طرفيّ معادلة غير متوازيين...الأول منها يرتكب الجرائم غير الإنسانية بدعم من القوة الأعظم أمريكا،والتي قال مندوبها في الأمم المتحدة حول تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة بأنه تقرير يوضح عدم توازن مهمة المقرر مضيفا " التقرير يجلب الانتباه للانتهاكات الإسرائيلية المزعومة من وجهة نظر القانون الدولي،ولا يشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ".
والطرف الثاني في المعادلة لديه كل الجاهزية للتنازل،ولتنفيذ الإملاءات الأمريكية نتيجة ضعفه،واستكانته،وعدم رغبته ببناء عناصر القوة،بل محاولاته الفاشلة لوأد عنصر قوة المقاومة الفلسطينية منسقا ، ومدعما مع قبل بعض الأنظمة العربية السائرة في ركبه ومعه .
تلك هي السمات المميزة لواقع نعيشه لكن ولمزيد من المؤشرات وللتقيد بمنهجية البحث،وعقلانية ضوابطه لابد من الربط بين مجموعة أحداث وقعت سيما في الفترة الأخيرة فهي كافية لتكشف عُريّ ما سُمي بالسياسات الرسمية الفلسطينية العربية.
منذ فترة عُقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المُكلفة بمتابعة تنفيذ"خطة السلام العربية " أصدرت في نهايته قراراً أجاز للسلطة متابعة المفاوضات غير المباشرة مع العدو،ولمدة أقصاها أربعة أشهر،لكن الوفد السورّي كان الوحيد الذي اعترض على القرار،ولم يوافق عليه،وكان في ذلك المُعبّر عن تطلعات الجماهير العربية،مبرراً أن اللجنة مكلفة فقط بمتابعة العمل لإنجاح وتطبيق المبادرة العربية من أجل السلام، والقرار الذي اتخذ لا علاقة له إطلاقاً بالمبادرة،كما أن الظروف الحالية لم تغيّر من سياسات العدو الإسرائيلي،بل ازدادت تعنتاً،وصلفاً،وغرورا في استمرار بناء المستوطنات ومؤخرا أعلن عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة وبعد القبول بالمباحثات غير المباشرة و كذلك في التهديدات الإسرائيلية العسكرية لإيران،وسوريا،وحزب الله،ومقاومة حماس في غزة ملوحة بهجوم ربيعي ، أو في فصل الصيف القادم.
كانت المفاوضات قد توقفت رسمياً وظاهرياً،واشترط لعودتها وقف بناء المستوطنات،وقد سبق القرار بمدة جواب"نتينياهو"على طلب وقف مؤقت للبناء في الضفة،والقدس،والأغوار بقوله "نرفض الشروط المسبقة" ولحق به تأييد فوري من وزيرة الخارجية الأمريكية في قولها : " لأن تلك خريطة الأوليات القومية".
ورغم الموقف الظاهري المتشدد للسلطة،فقد أقدمت منذ سنتين على إجراء حوارات سريّة ومعمقة تحت رعاية معهد"بيكر"في جامعة رايس في تكساس لفريق من المفاوضين الاسرائيلي ، مع ممثلين للسلطة الفلسطينية كان على رأس الجانب الإسرائيلي الصهيوني المحامي"جلعاد وشير"مدير مكتب وزير الحرب أيهود باراك يقابله "سميح خلف" أحد قادة فتح الوزير السابق للبناء والإسكان في الحكومة الفلسطينية، تبلورت الاجتماعات في تقرير نشره المعهد منذ فترة شهر وأشرف على اللقاءات والحوارات،وأدارها مدير المعهد"إدوارد جيرجيان" - سفير سابق - وقد تبادل المجتمعون حلولا ًعدة لمشكلات المستعمرات،وتبادل الأراضي،ووضع القدس في أبعادها الدينية الثلاثة،والنتائج حوّت حلولا ًتلحق الكوارث بحق الشعب والأرض .
وعن عودة المفاوضات ، قال نبيل شريف وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني في مؤتمر صحفي:"إن الأردن يدعم إطلاق مفاوضات عن قرب،وغير مباشرة تؤدي في نهاية المطاف إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين ضمن المرجعيات الدولية المعتمدة" والجميع بات يعرف أن المرجعيات الدولية وعلى تعددها،وتناقضها أحياناً،بل تغييب الكثير منها ستبقى بالرغم من كل ذلك المرشد مستقبلا للمناقشات - ان استمرت - ً، لكن الإيضاح الإسرائيلي للهدف من المفاوضات وضَح في تصريح مسؤول سياسي كبير:"إسرائيل تتطلع إلى أن تكون محادثات التقارب غير المباشرة قصيرة قدر الإمكان،وأنه في غضون بضعة أسابيع،أو في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأكثر لينتقل الطرفان إلى مفاوضات مباشرة حول القضايا الجوهرية:الحدود،واللاجئين،والقدس،وترتيبات الأمن" ونائب الرئيس الأمريكي بايدن وأثناء زيارته الأخيرة قال " أنها مفاوضات جادة " وما يلفت النظر في قوله أن القديمة منها كانت هزلية وغير جادة ! 0000
الجليّ،والواضح هنا أنه لا مرجعية لهذه الاجتماعات،إنما هي ضمن إطار الدوامة القديمة،وحركة الدوائر المُفرغة،والكثير من المحللين يرون وفي حال عدم الوصول إلى نتائج ستدعو أمريكا اللجنة الرباعية مبدعة"خارطة الطريق"المتوفاة " وفعلا عقدت اللجنة اجتماعها وكالعادة كانت الإدانة للاستيطان وقرارات بدون رسم سياسات لتطبيقها ، لكن ما يهم عاجلا و مرحلياً المزيد من إغراق القمة العربية التي عقدت في ليبيا في الضياع ، وهي ليست بحاجة الى ذلك فضياعها كاف , وفي تهيئة الأجواء أمام الحليفين الأمريكي،ثم الإسرائيلي لإنجاح فرض العقوبات على إيران،ولربما أيضاً للتحضير للعدوان العسكري الإسرائيلي عليها وبدعم أمريكي متوقع صيف هذا العام.
لقد سبق هذه العودة للمفاوضات سياسات راضخة للاحتلال وحليفته من قبل السلطة في طلب تأجيل تقرير"غولدستون"اليهودي من جنوب إفريقيا للمرة الثانية،وكان طلب التأجيل الفلسطيني الأول قُدّم في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في مجلس حقوق الإنسان رغم حقائقه المُثبتة ضد العدو الصهيوني أثناء عدوانه على غزة،وتأييد الغالبية الأممية له يومها قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى " تأجيل تقرير غولدستون في الأمم المتحدة غاية في الخطورة والسلبية وتفريطا غير مسبوق " وقال " انه أصيب بالغثيان " مشيرا الى انهيار الموقف العربي ،لكن موجة الغضب الفلسطينية والعربية حالت دون ذلك، وطلب التأجيل الجديد قُدم للجمعية العامة للأمم المتحدة من قِبل المجموعة العربية،وصدر قرار بإجراء تحقيقات ثالثة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كانت الأولى في التقرير،والثانية في ردّ ي الجهتين المودعين لدى أمين عام الأمم المتحدة،ويبدو أن الحقائق والمجازر التي ارتكبت،وعمليات الرصاص المسكوب لمدة22يوماً من موت ودمار ليست كافية رغم الصور المُحزنة للأطفال الشهداء،ولمن تيتم منهم،وللنساء الأرامل اللواتي فقدّن أزواجهن،ومرة جديدة تبدأ ردات الفعل على الجريمة الجديدة،فمدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان"راجي الصوراني" قال قرار التأجيل دفع باتجاه إلقاء التقرير في سلة المهملات،والقضاء عليه،وأضاف في مؤتمره الصحفي" أن مسودة قرار التأجيل كانت بمبادرة فلسطينية،ومن ثم تمّ تبّنيه عربياً" وقال أيضاً:"مرة ثانية نطلق الرصاص على أرجلنا، بل وعلى رؤوسنا، ونقذف بفرصة ثمينة غير معوضة على غرار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بخصوص الجدار العازل لنفقد فرصة ثمينة تاريخية....نحن من يقوم بتضييعها لا غيرنا".
وللمرة الثانية , فالفرصة الجديدة التي تحاول السلطة إضاعتها رغم أهميتها،فممثلها في مجلس حقوق الإنسان في جلسته الخاصة بفلسطين في مطلع الشهر الجاري تقدّم بطلب بناءً على أوامر رئيسه بشطب تقرير"ريتشارد فولك وهو المُقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة عام" 1967 أو تأجيل نقاشه ،والمعروف أن " فولك " ينتمي إلى جامعة برنستون الأمريكية،وهو يهودي أمريكي الجنسية يفوق عمره السبعين عاماً له عشرات المؤلفات الخاصة بالقضية الفلسطينية،ومشهود له بالكفاءة والنزاهة والخبرة في مجال حقوق الإنسان،وقد رحّلته السلطات الإسرائيلية مطلع عام2009عقاباً له على المقارنة بين الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة،والممارسات النازية ضد اليهود بعد احتجازه لبضع ساعات،وكان قد قال:"إن هناك أدلة على أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة،وأنه يجب إجراء تحقيق مستقل"وشبّه الوضع في غزة بالوضع الذي كان في وارسو أثناء الحرب العالمية الثانية حيث تعرض اليهود لتعذيب وقتل منظمين على أيدي النازيين،وفي تصريح له قال:"إن العدوان الإسرائيلي على غزة يرقى إلى جريمة حرب"مضيفا " لقد وجدت عبارات عنصرية مكتوبة على جدران المنازل الفلسطينية"الموت لكم جميعاً".."الحرب بدل السلم".."الموت للعرب".."سيأتي يوم نقتل فيه كل العرب".."العربي الجيد هو العربي الميت"..السلم الآن بين اليهود واليهود، وليس بين اليهود والعرب"،
لقد اعترض على إجراء التأجيل الجديد مدير الميزان لحقوق الإنسان"عصام يونس"قائلا ً:"إن التأجيل ليس موضوعياً لأن ما ورد في التقرير ليس فيه خروج عن التفويض المُعطى للمقرر الخاص، ،وقد هاجمت عشرون منظمة حقوقية،وهيئات اجتماعية البعثة الفلسطينية الأممية في جنيف لمحاولتها شطب تقرير"فولك"،والنقطة الأهم في تقرير"فولك"رغم ما ساقه من أدلة ضد الجرائم الإسرائيلية فقد اعتبر من خلال فقراته تأكيده على أهمية الشرعية الكفاحية الفلسطينية،
كانت عودة إلى الماضي القريب لكشف التهالك الفلسطيني الرسمي وداعميه من أنظمة عربية إنه موقف مخالف لما يؤمن به الشعب العربي،بل كل شعوب العالم التي ناضلت ضد المحتلين والجناة،والنتائج المترتبة على هذا الخط ستكون أسوأ من قبلها،وهاتِ يا زمن ماعندك من مصائب وآلام!!....بينما المفاوضات العبثية مستمرة كانت مباشرة والآن تبدلت الى غير مباشرة
كان شعار مؤتمر مدريد الأرض مقابل السلام،والآن تحولت المشكلة إلى أوهام وشعارات، الأمور ضاعت بين"الأرض مقابل السلام"وشجرة رئيس السلطة،وحياة كبير المفاوضين المُكرِسة للتفاوض. لقد صحت ضمائر عدة عالميا ومحليا , كانت قوافل الإغاثة الى أهل غزة المحاصرين , ومنظمات شعبية في بعض البلدان الغربية تبدي استياءها لتردي الأوضاع الفلسطينية , والموقف الرسمي التركي والشعبي المؤيدان للفلسطينيين , وتقارير لجان حقوق الإنسان ودعم فروعها في العالم لهم يضاف إليها التغيرات الإقليمية الايجابية , جميعها تسمو الى ذروة الحق أنها ضمائر إنسانية صاحية بينما غفت لدينا ضمائر وماتت .
الأمل كل الأمل ينبعث مضيئا من منظمات المقاومة في لبنان وفلسطين ومن دعم عدد من الأقطار العربية والإسلامية لهم وتأييد الرأي العام الشعبي في أنحاء العالم الذي راحت تعلو أصواته وفي تقيمه العون للمظلومين.
ثمة شيء يجب أن يزداد إيماننا به ونعمل من أجله بأن القوة هي الحل الأساس،والمقاومة رمزها عبر كل الوسائل سيما العسكرية منها أما العمل السياسي فهو متمم لها وجاني قطاف نجاحاتها .