وجاء الرد سريعاً

دقيقاً عميقاً ومُرحباً وبعيداً عن التشنج

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

 ( قرأت اليوم في موقع الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية مقالة مُديرالمركز السيد زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بعنوان " وجهة نظر "الاخوان المسلمين ، بعد التحالف مع نائب الرئيس السوري السابق ،والتي قال فيها : تهمّنا أفعال عبد الحليم خدام لا أقواله أما رفعت الأسد ... فلهذه الأسباب نفرّق بين 'النائبين' ولربما تزامنت هذه المقالة مع ماكتبته منذ يومين بعنوان " إبن العم الترك وقبله خدّام ورفعت وكل القوى الوطنية الغير دينية -العلمانية" وجاءت بصيغة الرد أو التزامن فلا يهم ، والذي قارن فيه السيد زهير بين مااقدم عليه السيد خدام والدكتور رفعت ، بعيداً عن النظرة الطائفية في رؤية الإخوان لكليهما حيث قال : "أن الإخوان المسلمين شديدو الاهتمام بتمثيل كل القوى السورية في أي تركيبة للمعارضة السورية، على عكس ما يحاول أن يصور البعض. الموقف من رفعت على ما أعلنوا أكثر من مرة" ، وإنما كانت المُقارنة من ناحية الأفعال ، حيث أنّ الدكتور رفعت كما قال السيد زهير" لم يخرج على النظام حتى الآن بالطريقة نفسها التي أقدم عليها عبد الحليم خدام، ولم يقلب أوراقه القديمة ليلقي معاذيره إلى الشعب المنكوب").

إذاً : وبهذا الاستعراض السريع ، لما جاء على لسان السيد زهير سالم نراه قد ألقى الكرة في ملعب الدكتور مُتمنياً عليه التقدم بالخطوة المطلوبة على أمل أن تجمع خيمة "المؤتمر الوطني العام" ، المؤمّل الدعوة إليها وانعقادها في القريب العاجل الجميع لتضم كل الطيف السياسي والعرقي والطائفي لتوحيد كل قوى المعارضة أو أكثرها تحت السقف الوطني الواحد، والبناء على ماحققته المعارضة من انجازات الصيغ الجماعية كإعلان دمشق ؛ وجبهة الخلاص والتجمع القومي الموحد وغيرهم، وكذلك ماتوصلت إليه الأطياف من الصيغ الثنائية التي تمّت بين الأطراف ، مع الهاجس الذي راود السيد زهير بالنسبة للساحة الكردية ، الذي تمنّى عليها التوحد في إطار معين يُعبر عن عموم الأكراد أو غالبيتهم ، وكذلك الأمر بالنسبة للتوجهات الأخرى العلمانية ؛ الليبرالية منها أو اليسارية  لتنتقل المعارضة السورية من مرحلة "التشكل كما قال  الى مرحلة التحرك للتأثير في الساحة السورية لإعادة المجتمع من الحالة الهامشية التي هو عليها الآن في عالم السياسة والإدارة إلى المشاركة البنّاءة العملية في تحقيق ذاته وصنع مصيره ، وإعادة بُناه التحتية الاجتماعية والمدنية والحزبية ،تاركا ًللأطراف صقل أنفسهم في الإطار الوطني لبلورة الموقف الموحد من قضايا بلدنا.

وما يهمني من هذا الاستعراض هو لغة التقارب البنّاءة السائدة الآن ، بعيداً عن حالة التشنج التي كانت تسود في السابق ، والتي بها نُحقق المعجزات ، وبها نتجاوز مرحلة الزمن الصعبة ، وبها فقط نتقدّم بالخطوة إلى الأمام ؛ نحو تحقيق أهداف شعبنا لتحريره من حالة الاستبداد والظلم والقهر والتجويع والاعتقال والفساد الضارب أطنابه في كلّ مناحي الحياة ، فشكراً لكم ياصُناع الغد المُشرق ، وشُكراً لتضحياتكم ، فشعبنا العظيم ينتظر المزيد منكم ، مُتمنياً سرعة الدعوة إلى المؤتمر المنشود الذي وبلا شك سأكون أحد المدعوين فيه ، لأبارك لكل الأطراف الحزبية والمستقلة هذا الجهد العظيم ، ولنمضي العهود والمواثيق للسير في الوطن إلى برّ الأمان ، ووفق مايرتضيه جميع أبناء شعبنا ، ودمتم ودامت سورية بكم ، وفقكم الله لما يُحب ويرضى.