هل سلميتنا أقوى من الرصاص؟
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
إننا نتمسك بالسلمية لأننا نؤمن بها حقاً أنها الطريق إلي إسترداد حقوقنا المسلوبة في ظل التخاذل الدولي والعربي .. حيث أن قوة السلاح الرادعة للإنقلابيين وخاصة الجيش والشرطة لا نملكها وسيكون النزول في ميدان الحرب القتالية نزولاً خاسراً للوطن ولقوانا العددية وإستنزافاً لدماء شبابنا دون الحصول علي النتيجة المرجوة ... إن رسول الله صل الله عليه وسلم ظل ثلاثة عشرة عاماً في مكة دون رفع سلاح أمام الكفار ... حتي ان أحد الصحابة أشار عليه بهدم الأصنام التي حول الكعبة ليلاً لكنه رفض ذلك لأن الضرر من وراءه سيكون اكبر من نفعه.... حقاً إن السلمية تحتاج إلي وقت كبير ، وصبر مديد، ونفس طويل لكنه مرٌ لابد منه يلعقه أهل الحق في صبرهم علي الظلم والظالمين، وخسائر تلحق بهم في اموالهم وممتلكاتهم وأرواحهم....إن أعداء الإسلام وأعداء الحرية من الدول الداعمة للإنقلاب وأصحاب الإتجاهات المختلفة من العلمانيين والليبراليين والشيوعيين حتي بعض من يحسب علي االتيارات الإسلامية لينتظرون أن يتخلى مؤيدوا الشرعية عن سلميتهم حتي تتدخل قوة السلاح من قبل االعسكر الإنقلابيين ليحسموا الموقف سريعاً لصالحهم بين التقتيل والتشريد والسجن لكل من يخرج لتأييد الشرعية رافعاً راية السلمية.
لن ينال هؤلاء المجرمون ما يريدون، فحقاً إن سلميتنا أقوي من الرصاص ، فها هي السلمية تقلق منامهم ، وتخرب إقتصادهم، وتدمر كيانهم ، وتشتت أفرادهم ، وترهب جنودهم، وتوقف مؤسساتهم عن الحركة والإستمرار في ظل إنقلابهم العسكري الفاقد لكل أنواع الشرعية.
إن الغلبة ستكون لأصحاب الحق مهما طال الزمن ، أو علا الباطل وتكبر، أو خسر أصحاب الحق بعضاً من حقوقهم أوعددهم أوعدتهم ... فسيعوضهم الله خيراً مما أخذ منهم .
إن سلميتنا أربكت أعداءنا، وفوتت عليهم فرصة الإنتقام منا، أوالإجهاز علينا في أسرع وقت، ووضعت العالم المتخاذل تجاهنا في موضع المخزي أمام نفسه وأمام شعوبه.
فقليلٌ من الصبر حتي يأذن الله بالنصر، مع إستمرار المطالبة بحقوقنا المشروعة التي إنتزعها أعداء الإسلام وأعداء الحرية إنتزاعاً... "فصبرٌ جميل والله المستعان علي ما تصفون".
وقولوا يا أهل الحق كما قال مؤمن آل فرعون الذي نصحهم وبين لهم الحقيقة ثم قال "وأفوض امري إلي الله إن الله بصير بالعباد"