الشرع والنظام الإيراني والسعودية
الشرع والنظام الإيراني والسعودية
د.خالد الأحمد *
لا ينكر عاقل الأيادي البيضاء للمملكة العربية السعودية على المسلمين عامة ، والعرب خاصة ، وعلى السوريين بالتحديد ، فحوالي مليون سوري من عامل إلى طبيب استشاري يعملون في المملكة العربية السعودية ، ليعيلوا أسرهم ويربوا أولادهم ، بعدما سرق النظام الأسدي خبز أولادهم ، وحليب أطفالهم ، وحول ذلك إلى أرصدة باسل وبشاروماهر الأسد ، وآصف شوكت ، ورامي مخلوف وعشرات آخرين من أزلام النظام الأسدي الذين نهبوا خيرات سوريا ولبنان ، فتشرد كثير من السوريين يبحثون عن معيشة حرة كريمة ، وجدوها في المملكة العربية السعودية ...
وأزلام النظام السوري ، ملأوا أرصدتهم من خيرات المملكة التي كانت تقدمها المملكة عن طيب قلب وحسن نية ، وشعوراً منها بمسؤوليتها لتدعم صمود سوريا ضد الصهاينة ، وكان حافظ الأسد يوزعها على أزلامه ، ومنهم فاروق الشرع ...
ومنذ سنة أو أكثر يكرر فاروق الشرع انتقاده وهجومه على المملكة العربية السعودية ، بتعبيرات يخجل عمال النظافة في الشوارع من استخدامها ، وتدل على أمور عجيبة ،ومن أجل تفسير ذلك يبدو لي :
1- ليس الشرع جاهلاً في السياسة ، فقد أمضى فيها أكثر من ربع قرن ، خاصة في الشؤون الخارجية ...
2- ليس الشرع حراً في التفكير وانتقاء قراراته ، بل هو عبد لشهواته ومنها شهوة الكرسي التي يوفرها له النظام الأسدي ...ومن ثم عليه أن ينفذ مايملى عليه ....
3- ينتسب الشرع بالسجل المدني لآهل السنة ، وهذا مما دفع النظام الأسدي كي يخصه بهذه التكليفات ، ليزرع الأسافين بين الشعب العربي السوري ( وأغلبه من أهل السنة ) وبين السعودية ، وهي من الدول الرائدة لأهل السنة ...
4- المنبع الأصلي لكره المملكة العربية السعودية يأتي من النظام الإيراني ، والنظام السوري حليف عقائدي للنظام الإيراني ، وصار أجيراً عنده ، وتعمل إيران على جعله حليفاً استراتيجياً في معاداة المملكة العربية السعودية ...
5- لم نسمع هذه المصارحة بالعداوة بين سوريا والسعودية ، قبل هذين العامين الآخيرين ، فماذا جد عند النظام الأسدي غير ملاصقته وتحالفه مع النظام الإيراني ....
وأختم مقالتي بفقرة للأخ عبد الله بجاد العتيبي في صحيفة الرياض اليوم (الاثنين 17/12) يقول :
كانت سوريا وستظلّ جزءاً عزيزاً من ديار العرب وبلاد المسلمين، وكان أهل الشام بناة الدولة في القرن الإسلامي الأوّل، ولم يزل في زوايا الشام بقايا وفي أهلها رجاءٌ وفي شعبها أملٌ أن يستعيدوا وعيهم من خاطفيه وعروبتهم من المتنكّرين لها، وأن يحيوا ما اندثر من حبال الودّ والتواصل والتعاون مع بعدهم العربي الذي يمثّل بعداً استراتيجياً لهم لا يمكن أن يغض عنه الطرف إلا جاهل بالسياسة وأميٌ في الدبلوماسية، والقاعدة تقول: الشاذّ لا يقاس عليه...
وأقول بدوري : أخوتي العرب في كل مكان ؛ إخوانكم السوريون داخل وخارج سوريا ينتظرون منكم مساعدتهم للتخلص من النظام الأسدي الذي باع سوريا للنظام الإيراني ،
وتنكر لكل أواصر القربى مع الأشقاء العرب ....فلنتعاون للخلاص من عميل النظام الإيراني في بلاد الشام ، كي نحرر الأرض التي بارك الله فيها منهم ....
وإننا ننتظر ذلك اليوم .... وإن غداً لناظره قريب ...
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية