"المرابطات".. رأس مال الأقصى والمدافعات عن حياضه
"المرابطات"..
رأس مال الأقصى والمدافعات عن حياضه
أمامة – القدس المحتلة
هنّ أخوات الرجال في زمن عزّ فيه الرجال، يقمنّ بما يمليه عليهنّ الواجب في أحلك الأوقات التي تراجع فيها الكثير من القادرين على الفعل، عرفن أن ثغرة القدس في أمس الحاجة لهن، فلبين النداء دونما أي تفكير بالعواقب، فكن المدافعات عن المسجد الأقصى المبارك .. إنهن المرابطات.
لا يبالغ المرء إن قال إنهن المجاهدات اللواتي تُقدّر كل واحدة منهن بألف رجل، فما يقمن به من حمايةٍ للمسجد الأقصى ومن دفاعٍ عنه، كان ولا زال له الدور الأكبر في إحباط عشرات محاولات اقتحامه وتدنيسه من قبل جماعات المستوطنين التي تخطط للاستيلاء على المسجد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
مقطع فيديو
عبر الدخول إلى موقع يوتيوب، ومشاهدة روابط الفيديو التي تتعلق باقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، يجد المراقب بأن المرابطات كنّ عنصر الربط بين كل تلك المقاطع المصورة، فلا تغيب المرأة عن مشاهد الذود عن المسجد الأقصى ولو في أحلك الظروف.
وأينما كان مشهد الدفاع عن الأقصى داخل باحاته، كانت المرابطة أولى من يفديه بالدم والجسد والروح، بعدما فدته بوقتها ومالها وعملها ومنزلها، فتراها تصدح بالتكبيرات بكل ما أوتيت من قوة، لتهزّ أركان الغاصب المقتحم للأقصى، كما تراها تساعد إخوتها المرابطين فتمدهم بالدواء والماء والحجارة، في مشهد يعيد للذاكرة ما كانت الصحابيات يقمن به خلال الحروب والغزوات.
بداية الحكاية
مع تصاعد حدة المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى المبارك منذ سنوات عديدة، من محاولة تهويد مستمرة وطمس للمعالم الإسلامية فيه، إلى اقتحامه بشكل شبه يومي، لجأ أهالي مدينة القدس والداخل المحتل إلى إقامة مشروع مصاطب العلم، حيث أصبح المسجد الأقصى قبلةً للحجيج من عدد من مدن الداخل المحتل.
ورغم أن مكانة الأقصى الكبيرة في قلوب الفلسطينيات كانت الملهم الأول لفكرة الرباط، إلا أنها تعززت عقب افتتاح مصاطب العلم التي استقطبت الكثير من النساء والرجال لتلقي دروس العلم وتعلم وحفظ القرآن داخل باحات المسجد المبارك.
فمن مدن أم الفحم والناصرة وحيفا وعكا والمثلث ويافا، تحجّ المرابطات للأقصى بقطع مئات الكيلومترات، متحديات جميع حواجز الاحتلال ومحاولات عزله للمدينة المقدسة.
وتؤمن المرابطات بأن الرباط في المسجد الأقصى جزءٌ من دور المرأة الفلسطينية في الجهاد ضد الاحتلال، حيث أنهن يتركن أعمالهن وأولادهن وأزواجهن لفداء الأقصى والوقوف سدًا منيعًا أمام تدنيسه أو التفرد به.
كما تعبّر ظاهرة المرابطات عن حالة الوعي التي يعيشها المجتمع الفلسطيني لما يخطط الاحتلال لفعله بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
تحريك همم الرجال
من ناحتيها، أكدت الناشطة لمى خاطر أن المرأة الفلسطينية أثبتت نفسها بجدارة في الرباط بالمسجد الأقصى وفي التفاعل الكبير مع مشروع مصاطب العلم في ساحاته، مشيرة إلى أن دورها مهم وحيوي، حيث يعتبر عامل تحريك لهمم الرجال والشباب.
وتقول خاطر إن القدس كانت على الداوم ثقل الصراع الحقيقي ومركز انبعاث الطاقة لمواجهة الاحتلال الصهيوني، منوهة إلى أن رمزيتها لن تتأثر مهما اجتهد الاحتلال لعزلها وتغييبها عن ذاكرة الأجيال المتتالية".