لا جديد في تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي

جميل السلحوت

[email protected]

تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي بوغي يعلون التي نشرتها صحيفة "اسرائيل اليوم" يوم 15-10- 2014 والقائلة:" أن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة مطلقا، بل على حكم ذاتي ليس إلا" لا تحمل جديدا، ولا تتناقض مع سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، وهي ليست جديدة، بل تكرار لما قاله نتنياهو وعدد من وزرائه في أوقات سابقة، وهي ليست مجرّد مناورات سياسية، وانما هي استراتيجية تقوم عليها السياسة الاسرائيلية الرسمية، وهذا ما تطبقه على أرض الواقع. وقد كان يعلون صادقا عندما قال في نفس المقابلة: "مع الفلسطينيين انا لا أبحث عن حلّ بل طريقا لإدارة الصراع معهم". ومن هذه المنطلقات العقائدية والمبدئية فان يعلون كما هو رئيس حكومته وعدد من زملائه الوزراء لا يرون في الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريكا، وانما "شريك للنقاشات والمباحثات وشريك لإدارة الصراع ليس أكثر" على رأي يعلون.

وصراحة يعلون وصدق أقواله تؤكد من جديد أنّ اسرائيل غير مستعدّة لمتطلبات السلام العادل الذي يحفظ حقوق دول وشعوب المنطقة، وما أحاديث القادة الاسرائيليين عن السلام إلا من باب إدارة الصراع لعدم الاصطدام مع الرأي العام العالمي، ومن هنا فانهم ينطلقون في عدائهم للرئيس محمود عباس، لأنّ تمسكه بشروط السلام العادل يعرقل مشاريعهم التوسعية القائمة على الاستيطان، والتي تتنكر لحق الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وتعرّيهم أمام الرأي العام العالمي. ويبدو أن تصريحات يعالون جاءت للرّد على من يطرحون ضرورة العودة الى المفاوضات لتحقيق حل"الدّولتين" وهي ردّ صريح على توجهات القيادة الفلسطينية بالتوجه الى مجلس الأمن الدولي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، أيّ على قطاع غزّة والضفة الغربية بجوهرتها القدس الشريف. وما لم يقله يعلون هو ما كتبه رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بأن حدود اسرائيل تطلّ على الصحراء العربية، أيّ شبه الجزيرة العربية، وأن السلام مع العرب يكون باحتفاظ اسرائيل بالأراضي العربية التي تسيطر عليها الآن، وعلى الدول العربية أن تعترف بذلك. وبالتأكيد فان المسؤولين الاسرائيليين لا يخافون ردود الفعل العربية على هكذا سياسات لأنها غير موجودة أصلا، وغير واردة في المستقبل المنظور، بل على العكس فانهم يطوّرون علاقاتهم ومواقفهم مع اسرائيل بسياساتها الحالية والتي تزداد شراسة في معاداتها وتنكرها للحقوق العربية، ويساعدها في ذلك الدعم الأمريكي اللامحدود لها على مختلف الأصعدة، وقفز أمريكا على القانون الدولي وعلى قرارات الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر باسرائيل. ممّا يعني أنّ الصراع الشرق أوسطي سيطول أمده، ولن يتغير ما لم تتغير سياسات وتحالفات الأنظمة العربية التي تعتمد على " حسن نوايا الصديقة أمريكا" التي لم تصدق معها يوما.