القدس أكبر منا جميعاً

القدس أكبر منا جميعاً

جميل السلحوت

[email protected]

تم الاعلان عن انطلاقة الاستعدادات لبرامج " القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 " في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الشريف يوم الأربعاء 28-11-2007 وبحضور شخصيات رسمية من السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذه قضية رائدة تجب الاشادة بها ، فالاعلان عن الانطلاقة من القدس المحاصرة أمر غاية في الاهمية ، ويعطي أبعادا سياسية وثقافية للمدينة ، التي هي بمثابة القلب للجسد الفلسطيني الذي أنهكه الاحتلال ومزقه الاستيطان ، اضافة الى البعد الديني والحضاري والتاريخي للمدينة كونها حاضنة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التي تُشد اليها الرحال ، وهي الحاضنة لكنيسة القيامة التي يحج إليها المؤمنون المسيحيون من كافة أرجاء الأرض . ونظراً لأهمية وضرورة انجاح مشروع " القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 " فإن العتب واللوم يلاحق من أشرفوا وأعدوا للمؤتمر الصحفي للاعلان عن الانطلاقة كونهم استثنوا المقدسيين الفلسطينيين من حضور هذا المؤتمر .

وقد سبق وأن أبدينا احتجاجنا وتذمرنا وعدم رضانا عن تشكيل اللجنة الوطنية للاعداد ولانجاح مشروع " القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 " لأنه لا يوجد بين أعضائها أحد من الكتاب والفنانين والتشكيليين والمسرحيين والموسيقيين المقدسيين بين أعضائها ، وتساءلنا ومن حقنا أن نتساءل حول امكانية القيام بفعاليات ثقافية في القدس المحاصرة في ظل تغييب فرسان الثقافة فيها ، لايماننا المطلق بأن " أهل مكة أدرى بشعابها " وأنه " لا يحرث البلاد إلا عجولها " .

وجاء الاعلان عن الانطلاقة واستمرت سياسة التغييب عن قصد أو عن دون قصد فالأمران سيّان والنتيجة واحدة ، ولا أعلم كيف ارتضى القائمون على هذا المؤتمر الصحفي أن يكون حضوره من الأجانب – مع أهمية حضورهم – خصوصاً الصحفيين أضعاف أضعاف حضور الفلسطينيين ، وماذا وكيف يمكن تفسير ذلك؟ .

فإذا كان البعض يرى في تغييب الأشخاص الفاعلين وجوداً له ، فإنه لو فكر قليلاً لوصل الى نتيجة مفادها أن حضورهم سيكون دعماً له وتقوية لنفوذه . واذا كانت سياسة التغييب غير مقصودة فإنها تضع آلاف التساؤلات عن مدى كفاءة وأهلية القائمين على المشروع . وفي كل الأحوال فإن القدس كانت ولا تزال وستبقى أكبر منّا جميعاً وهي بحاجة الى كل جهد لانقاذها من سياسة التهويد .

وهذا يقودنا الى تساؤل أخر وهو عدم وجود مرجعية فلسطينية للقدس خصوصاً بعد رحيل أميرها وفارسها المرحوم فيصل الحسيني ، واذا كان هناك من يسعى الى تشكيل لجنة للقدس لتكون مرجعية لمواطنيها، فإننا نأمل ونتمنى ونصلي أن يكون تشكيل اللجنة قائماً على أسس تخدم القدس حقيقة ، وأن هكذا لجنة هي تكليف وليست تشريفاً ، وأن لا يتم تشكيل اللجنة على أسس التقاسم الوظيفي الأعمى.