"التقسيم الزماني".. الخطر المحدق الذي يهدد المسجد الأقصى
المقاومة هي الرادع الوحيد
"التقسيم الزماني"..
الخطر المحدق الذي يهدد المسجد الأقصى
أمامة – الضفة الغربية
يومًا بعد آخر، يسير الواقع داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك نحو التقسيم الزماني والمكاني له، بين الصهاينة المغتصبين للأرض، وأهلها وأصحابها الأصليين الذين حُرموا من خيراتها ونعمها وحقوقهم فيها، فأصبح المسجد الأقصى كالكعكة التي تقسم جبرًا طبقًا لقانون حكم الغاب.
كثيرون هم الذين تحدثوا عن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى وحذروا من خطره وتبعاته على واقعه المؤلم حاليًا، وهو ما سيزيد الألم ألمًا، والوجع وجعًا، لكن ماذا يعني التقسيم الزماني، وما أثره وخطره على القدس والقضية الفلسطينية جمعاء؟.
الوقت ليس وقتكم
"ممنوع دخول المسلمين"، "الآن هو الوقت المخصص لليهود فقط"، "الوقت ليس وقتكم" .. هذا ما ينتظر الفلسطيني سماعه حينما يرغب بالدخول للمسجد الأقصى في الوقت الذي يكون فيه المستوطنون قد دنسوه ليؤدوا شعائرهم التلمودية داخله.
وتحاول سلطات الاحتلال وعبر نائب وزير الأديان "إيلي بن دهان"، إقرار قانون التقسيم الزماني بما يقضي وجود "صلوات يهودية" راتبة داخل أسوار المسجد الأقصى، فيما يمنع أي شخص لا يعتنق اليهودية من التواجد داخله، بحيث تعتمد تلك "الصلوات" على ساعات وأياما معينة ومساحات معينة أيضا.
اعتداء اليوم
جديد إجراءات التقسيم الزماني للمسجد الأقصى كان صباح اليوم الثلاثاء، حينما اقتحم عشرات الضباط من قيادة شرطة الاحتلال ومئات المستوطنين المسجد الأقصى، وأجروا جولة مطولة في أنحاء متفرقة منه، وخاصة في منطقة الجامع القبلي المسقوف، فيما انتشرت بكثافة عناصر كبيرة من الشرطة على جميع أبوابه.
وقد منعت قوات الاحتلال عشرات المصلين والمرابطين من الدخول إلى المسجد الأقصى خلال عملية الاقتحام، لتخوفها من اندلاع مواجهات مع قوات الشرطة والمستوطنين المقتحمين.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المسجد أول أمس، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية باتجاه المصلين، ما أدى لإصابة 30 منهم، فيما خربت في مقتنيات الجامع القبلي المسقوف.
المرابطون .. نحو إفشال المخطط
في الجهة المقابلة لاعتداءات الاحتلال المتواصلة، تصرّ فئة من أشراف الفلسطينيين على رفض ما يحاول الاحتلال تثبيته بأن يعتاد المصلون المقدسيون على الوجود الصهيوني داخل المسجد، فهاهم المرابطون يواصلون تشبثهم بالمسجد الأقصى وحجارته وترابه غير آبهين بتهديدات الاحتلال.
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس حسام بدران إن المرابطين "نموذجٌ مميزٌ في الثبات والعزم ومواجهة المحتل، وهم دليلٌ ناجحٌ علی قوة الإرادة، فما قاموا به رغم قلة الإمكانات، دليلٌ علی عدم الاحتجاج بالعجز وضعف الإمكانيات، حيث إنهم نجحوا في صد هجمات الصهاينة".
وأشار بدران إلى أن الجهد الأكبر حيال القدس يقع على عاتق رجال المقاومة، متابعًا "فالمطلوب منهم أكبر، والتعويل عليهم أعظم، وهم أمل الأمة في ردع المحتل من خلال عمليات بطولية عنوانها الدفاع عن الأقصى والرد علی اقتحاماته".
وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني يتسحاق أهارونوفيتش، اعترف بنجاح المرابطين في منع المستوطنين من اقتحام الأقصى خلال الأيام الماضية.
وبتأكيدٍ فلسطينيٍ واثق وإقرارٍ صهيونيٍ ذليل، تبقى المقاومة بكافة أشكالها، انطلاقًا من محاولة المسير نحو الأقصى والرباط فيه، مرورًا بالرباط داخل أسواره، وصولًا للعمل العسكري السائر نحو تحريره، الرادع الأسرع والأنجع والأقوى لكل من يفكر بتدنيس المسجد الأقصى والهيمنة عليه.