وزير الأوقاف الفلسطيني وفقه الأولويات
وزير الأوقاف الفلسطيني وفقه الأولويات
خليل الصمادي
[email protected]
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين
الفلسطينيين/ الرياض
تناقلت وكالات الأنباء العربية والإسلامية وكذا بعض المحطات الفضائيةو ومنها
التلفزيون الفلسطيني أن السيد وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ جمال بواطنة دعا كافة
رؤساء وملوك وقادة الدول العربية والإسلامية لدعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس
في مؤتمر السلام المزمع عقده في الخريف القادم .
لا شك أن من حق السيد وزير الأوقاف أن يوجه دعوة
تصب
في مصلحة حكومته ، ولكن ليست هذه الدعوة محل إجماع بين الفلسطينيين فالكثير من
الفلسطينيين لا يروق لهم أن يعقد هذا المؤتمر لا سيما حركة حماس والجهاد الإسلامي
وأغلب الفصائل الفلسطينية المقيمة خارج رام الله ، وأما ما أجمع عليه الفلسطينون
إن كانوا في الوطن أو الشتات هو رفع الحصار عن أهلنا في غزة ، وتتالت الدعوات لرفع
الحصار ولا سيما من قبل رجال الدين لتأثيرهم الكبير في مجتمعاتهم
وكان الأولى من السيد وزير الأوقاف أن يوجه دعوة للملوك والرؤساء العرب والمسلمين
لرفع الحصار الظالم عن أهلنا في غزة ، مليون ونصف فلسطينية ضاقت عليهم الحياة
واستحكمت الممرات وكاد الوقود أن ينفذ والطعام أخذ بالنفاذ والغلاء ولا مجيب لا من
العدو ولا من القريب ، قد يفهم موقف العدو الغاصب من شعبنا ونضالهم ولكن تحار
العقول في الصمت الرهيب من قبل ذوي القربى ،
هناك قاعدة شرعية تتكلم عن فقه الأولويات مفادها أن هناك أمورا في غاية الأهمية
تقدم على الأمور التي يمكن تأجيلها فمثلا فك الحصار عن أهلنا في غزة أرى أن لا
أولوية أبدى منه لا مؤتمر الخريف لا الشتاء ، ولا التراجع عما كانت عليه الحالة قبل
14/6/2007 أو انعقاد المجلس الوطني أو مؤتمر دمشق أو غيره
التاريخ لا يرحم وكذا الشعب لا يرحم فكل من يقف مع الشعب ويدافع عنه حتى لو كان
مخالفا لرأيه لا بد أنه سيحوز على ثقة الناس أما من يتجاهل صرخات الأطفال وأنات
المساكين فلا بد أن ينال نصيبه إما بصندوق الانتخابات عاجلا أو في صندوق العمل
آجلا.
وما
رأيته اليوم من صلاة بعض قادة حماس مع السيد محمود عباس في رام الله لهو الحق بعينه
، وما تم عرضه في قناة الأقصى عن احتفال الفتحاويين بتأبين الشهيد الأسير الأشقر
وقد رفعوا أعلامهم وراياتهم وتعالت أناشيدهم دون أي ممانعة من حماس لهو الحق بعينه
أيضا ، من قال إن الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد ، الخلاف وارد بين الأشقاء في
البيت الواحد و بين الرفاق في الفصيل الواحد ، أما التعنت والتشفي لهو الباطل
الباطل الباطل.
النواب اليهود يتصايحون في الكنيست وربما يتراشقون بالأحذية والكراسي وبينهم ما
صنع الحداد لكن هدفهم واحد جميعهم يقفون صفا واحدا أمام مصلحة شعوبهم ، ولا أحد
منهم يتشفى في الآخر، وأما نحن فلا نسأل إلا أن يهدينا الله لما فيه خير الدين
والدنيا.